سلطت مجلة "الإيكونومست" الأسبوعية فى عددها الأخير الضوء على تنامى مد السلفية بأنواعها المختلفة فى الأراضى الأمريكية خلال العقود المنصرمة، وقالت إن الكثير من أبناء الغرب، خاصة الأوربيين، عادة ما يستخدمون هذه الكلمة بشكل فضفاض، خاصة عند مناقشة العلاقة بين الإسلام وبين الهجمات الإرهابية فى فرنسا وألمانيا على سبيل المثال.
وأوضحت المجلة أن البعض يعتبر أن مشكلة تلك الهجمات تبدأ وتنتهى مع السلفيين، ولكن هذا ليس صحيحا، حيث تم تشجيع السلفيين في بعض الأحيان على لعب دور في مكافحة الإرهاب فى الكثير من الدول الأوروبية.
وأوضحت "الإيكونومست" أن العلماء يميّزون بشكل عام بين ثلاثة فروع للسلفية، أولاً ، هناك نوع غير سياسي وهادئ يؤيد النزعة المحافظة المكثفة في اللباس والحياة الشخصية ويتجنب معظم أنواع المشاركة مع العالم الحديث.
ثم هناك المزيد من السلفيين الناشطين الذين يشاركون عدم صبر الإخوان المسلمين لاستبدال الحكومات العلمانية نسبياً في قلب العالم الإسلامى بأنظمة مستوحاة من الدين.
ورغم أن النوع الثانى من السلفيين – تضيف المجلة- ليس نشيطا أو براجماتيا، كـالإخوان لكنهم متأثرون بفكرهم، وثالثا، هناك السلفيون الجهاديون الذين يعتقدون أن الرد الوحيد المناسب على انهيار العصر الحديث، وتراجع زخم العالم الإسلامي تاريخيا، هو العنف.
وذهبت المجلة إلى أن أنواع السلفية الثلاثة تشترك فى التشكك حيال المؤسسات الديمقراطية التى تمنح السلطة إلى أشخاص خطاءين، فى الوقت الذى لا يجب أن تعطى فيه إلا إلى الله.
في تقرير جديد، نشر في إطار برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن، أظهر ألكسندر ميليجرو- هيتشينز أن الأشكال الثلاثة للسلفية ازدهرت على الأراضي الأمريكية في العقود الأخيرة، وأكد أنه يجب التمييز بين الأشكال الثلاثة للسلفية، لكنه شدد كذلك على أنها ليست فئات محكمة الإغلاق، وأن الأفراد يمكن الانتقال فيما بينهم.
وأكد هيتشينز أن السلفية الهادئة لا تقود دائماً في اتجاه التطرف، واستشهد كمثال على هذه النقطة، بمدرسة "ما بعد السلفيين" الذين "ساهموا في تطوير النسخة الأمريكية من السلفية" التي تجمع بين علم الدين المحافظ وبين المشاركة البناءة مع القضايا الوطنية والدولية.
وختمت المجلة مقالها بالقول إن السلفية الأمريكية معقدة ويجب المشاركة فى محاولة فهمها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة