يرى البعض أن موقع فيس بوك قوى بشكل كافٍ للتصدى للأزمات والفضائح المتكررة التى يتعرض لها من فترة لأخرى، وذلك بفضل مليارات من المستخدمين والمعلنين الذين يضخون أموالا ضخمة فى الموقع، والمستثمرين الذين يثقون فى الشركة، لكن لا شىء يبقى على حاله، وتلك العوامل التى يرى البعض أنها مصدر قوة فيس بوك يمكن أن تختفى بسبب كثرة الأزمات التى تضر بسمعة الشركة من آن لآخر، وحديثا توقع مجموعة من الخبراء نهاية أسطورة هيمنة فيس بوك على السوشيال ميديا، وقالوا إن هذا الأمر يتوقعه الموقع نفسه.
فعندما اشترى فيس بوك إنستجرام مقابل مليار دولار فى عام 2012، بدأ الأمر وكأنه صفقة كبيرة لتطبيق صغير لا يحظى بنجاح كبير، وبعد مرور ستة أعوام، يعمل هذا التطبيق الصغير إلى جانب Messenger وWhatsApp كشبكة أمان لفيس بوك، خاصة فى الوقت الذى يعانى فيه عملاق وسائل الإعلام الاجتماعية من العديد من المشكلات الخطيرة.
إذ يمر فيس بوك الآن بعدة أزمات بسبب التدخل فى الانتخابات، والمعلومات الخاطئة، وانتكاسات الخصوصية، والاختراق والمحتوى الذى يحض على الكراهية، وهو الأمر الذى دفع الخبراء للتنبؤ بنهاية عصر هيمنة فيس بوك، واعتبرها البعض أسباب كافية لإزاحته من على القمة.
توقعات بهروب المعلنين
قال "ديفيد كيركباتريك" الذى كتب عام 2010 عن تاريخ فيس بوك المبكر، إن الموقع يمكن أن ينهار، وفى مقابلة معه، أشار إلى أن قضية تلاعب الانتخابات يمكن أن تكون مرعبة للغاية لدرجة أن المعلنين قد يبدأون فى التراجع.
وهذا يعنى أنه عندما يتوقف فيس بوك عن كونه موقعا افتراضيًا للمحادثة الودية، قد يجد المعلنون أن الخدمة خطيرة جدًا لعرض منظفات وغسيل الملابس.
ووفقا لموقع "ديلى ميل" البريطانى، يعد فيس بوك فى الوقت الحالى مركزًا اجتماعيًا للإعلانات، إذ لديه 2.23 مليار مستخدم، وهو رقم لا يزال ينمو بوتيرة مرتفعة، وسيبلغ إجمالى أرباح فيس بوك فى عام 2018 نحو 55 مليار دولار، لكن يمكن أن يكلف تكرار بعض الأزمات فيس بوك أكثر من تلك الأرباح.
وعلى الرغم من أن الشركة لا تحقق عائدات بين تطبيقاتها، إلا أن eMarketer تقدر أن Instagram سيحقق 16% من عائدات الإعلانات على فيس بوك هذا العام و25% بحلول عام 2020، وقالت ديبرا أهو وليامسون المحللة فى مجال التسويق الإلكترونى "هناك حقيقة مهمة وهى أن المعلنين يحبون إنستجرام وهذا يمكن أن ينقذ فيس بوك.
يذكر أن فيس بوك يعمل بجد لضمان أنه قادر على الربح من ماسنجر وواتس آب فى وقت لاحق، خاصة عندما يتعرض فيس بوك لأزمات تؤثر بشكل مباشر على الأرباح.
التلاعب فى أعداد المشاهدات
يمثل الفيديو أيضا أزمة لفيس بوك إذ يرغب الموقع فى وضع إعلانات على الفيديوهات، ومن أجل إقناع المعلنين بذلك بدأ يغش فى الإحصائيات الخاصة بعدد المشاهدات، وتمت إثارة تلك القضية حديثا، بسبب دعوى قضائية رفعت فى كاليفورنيا أفادت أن موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" يتلاعب فى أرقام عدد مشاهدات الفيديو على شبكة التواصل الاجتماعى، وكشفت صحيفة وول ستريت جورنال عن معلومات أظهرت أن "فيس بوك" يبالغ فى تقدير متوسط الوقت الذى يقضيه الناس فى مشاهدة مقاطع الفيديو.
قلق المستثمرين على مستقبل الموقع
أشارت تقارير حديثة إلى أن هناك قلقا من جانب المستثمرين وأصحاب الأسهم فى فيس بوك على مستقبل الشركة، وهو ما دفع بعضهم للمطالبة لإقالة "مارك زوكربيرج" من رئاسة الشركة والاكتفاء بمنصب المدير التنفيذى، وهذا لأنهم يروا أن سيطرته على الشركة بالكامل تهدد فيس بوك وتضعف من موقفه فى بعض القضايا الحساسة، خاصة بعد فشله فى التغلب على بعض الأزمات التى تهدد الموقع.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة