مع حلول موسم الأمطار والسيول، تعلن وزارة الموارد المائية والرى الطوارئ استعداداتها للتعامل مع الأمطار التى تختلف كميات هطولها بسبب التغيرات المناخية التى تأثرت بها مصر وبدأت تظهر خلال السنوات الأخير.
وانتهت وزارة الموارد المائية والرى، من وضع خطة طوارئ وغرف عمليات مستديمة والتنسيق بين المحافظات وتوفير المعدات والصيانة الدورية والمراجعة وتكثيف الجهود لإنهاء مشروعات السدود والمخرات خاصة فى محافظة البحر الأحمر، ووضع سيناريوهات المحاكاة وقت الأزمة.
ويختلف التعامل مع السيول من شمال البلاد عن جنوبها لوجود شبكة مجارى مائية من ترع ومصارف تستلزم تجهيز محطات الرفع وتطهير وتعميق المجارى، أما فى الجنوب فالوضع مازال منحصر فى إقامة سدود أو تطهير لمخرات السيول أو بحيرات صناعية لحماية المواطنين والاستثمارات وتوجيه المياه لأقرب مصب بسلام سواء مجرى النهر أو البحر.
تشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بالغرف الفرعية بالمحافظات
من جانبه، أكد الدكتور محمد عبد العاطى وزير الموارد المائية والرى، أنه تم اعلان حالة الطوارئ بين قطاعات وأجهزة الوزارة المعنية بالتعامل مع موسم السيول، والانتهاء من تجهيز مراكز الطوارئ بمعداتها ووحداتها، و التنسيق مع المحافظات لإتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل مع فترة السيول، حيث تم تشكيل غرفة عمليات مركزية ترتبط بالغرف الفرعية بالمحافظات، علاوة على متابعة استكمال أعمال لمخرات السيول، بالتنسيق مع الجهات المعنية، والمحافظات، مشيرا إلى تم الانتهاء من أعمال تطهير مخرات السيول وشبكات الترع والمصارف لمجابهة السيول، باستثمارات بلغت نحو 450 مليون جنيه.
إنشاء 46 سد إعاقة و40 بحيرة تخزين وأكثر من 250 خزان أرضى وهرابة ومعابر
أوضح عبد العاطى، أنه يتم حاليا استكمال خطة الدولة للحماية من أخطار السيول من خلال مشروعات الحماية التى نفذتها الوزارة بواسطة الشركات الوطنية وتحت اشرافها بمحافظات سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح، حيث يتم إنشاء 46 سد إعاقة، وحوالى 40 بحيرة تخزين وأكثر من 250 خزان أرضى وهرابة ومعابر أسفل الطرق الرئيسية باستثمارات بلغت 1.7 مليار جنيه ضمن أعمال حماية واستفادة من مياه السيول تبلغ استثماراتها نحو 4.7 مليار جنيه.
وتابع وزير الرى: كافة المنشآت والمشروعات التى قامت بها هيئات وقطاعات الوزارة خلال الفترة الماضية جاهزة للتعامل مع موسم الامطار والسيول وبكفاءة عالية دون أى تأثير على المنشأت أو المناطق التى تحميها استراتيجية الوزارة فى التعامل مع ملف السيول ترتكز على محورين هامين أولهم التقليل من المخاطر التى تصاحب هذه الظاهرة من آثار تدميرية للبنية التحتية والمنشآت والقرى السياحية وغيرها من المرافق والنقاط الاسترتيجية من محطات غاز وكهرباء، وذلك من خلال تنفيذ أعمال صناعية تتنوع ما بين سدود إعاقة وحوائط توجيه، ومعابر أيرلندية لتوجيه مياه السيول إلى المجارى المائية والخلجان، وذلك كما هو الحال فى الأعمال التى نفذتها الوزارة لحماية مدينة طابا من أخطار السيول بعدد من الأودية التى تمثل تهديداً مباشراً لطريق نويبع – طابا الدولى وعدد من الفنادق والتجمعات السكنية، وكذلك الأعمال الجارى تنفيذها بـ من الأودية الفرعية بوادى وتير ذات التأثير المباشر على طريق نويبع – النقب الدولى، علاوة على حماية نحو 96 وحدة سكنية واقعة بدلتا وادى وتير على خليج العقبة.
وأضاف عبد العاطى، أن المحور الثانى فى التعامل مع ملف السيول، بتعظيم الاستفادة من هذه الظاهرة الطبيعية، من خلال استقطاب ما يمكن استقطابه من مياه الأمطار، وتخزينها فى بحيرات صناعيه لاستخدامها من قبل المجتمعات المحلية، لافتاً إلى أن مشروعات الحماية من مخاطر السيول بمحافظتى البحر الأحمر وجنوب سيناء تحقق 5 أهداف، منها الاستفادة من حصاد المياه أمام بحيرات التخزين لسدود الإعاقة وتنمية الموارد المائية للمناطق البدوية، وتحقيق أقصى استفادة منها فى أنشطة رعوية أو تلبية الاحتياجات المائية للمجتمعات البدوية بها، وحماية المنشآت الاقتصادية والسياحية وشركات البترول ومطار الغردقة الدولى، مشيراً إلى وجود محطات تنبؤات بالسيول تنتشر بمنطقه البحر الأحمر، وترتبط بمركز التنبؤ بالفيضان والسيول بالوزارة، حيث يتم إعداد تقرير يومى عن حالة الطقس، ويتم إخطار الجهات المسئولة لاتخاذ ما يلزم لمواجهة السيول، ضمن خطة الحكومة للحد من مخاطر السيول.
وحدة للإنذار المبكر بالسيول
من جانبها، أكدت الدكتورة إيمان سيد مدير عام الموارد المائية والمشرف العام على مركز التنبؤ بوزارة الرى، أنه تم إعلان حالة الطوارىء بالمركز استعداداً لموسم الأمطار والسيول، مشيرة إلى أنه يوجد "وحدة الإنذار المبكر" بالسيول، والتى تعمل من خلال متابعة الظواهر المناخية وخاصة الأمطار باستخدام نظام الإستشعار عن بعد.
وأضافت إيمان سيد فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع" أن الوحدة تهدف لمساعدة متخذى القرار لتحقيق الاستخدام الأمثل للموارد المائية المتاحة لتلبية الاحتياجات المختلفة، واتخاذ الإجراءات والتدابير المصاحبة لسقوط الأمطار وحدوث السيول، بتشغيل نماذج التنبؤ . على مصر وحوض نهر النيل وإصدار النشرات الفنية التى تصف حالة الطقس (خاصة الأمطار) على نهر النيل.
أشارت إيمان سيد إلى أن نماذج التنبؤ بالمناخ التى يعتمد عليها بالمركز يتم تدقيقها أوﻻً بأول كما أنها تتفق مع المعايير العلمية العالمية بالإضافة إلى قاعدة المعلومات والبيانات المتوفرة لديه علي مدار 150 عامًا وتتعلق بفيضان النيل، علاوة على مراجعة الخرائط بشكل يومى وعلى مدار 24 ساعة نظرا لطبيعة التقلبات الجوية وصعوبة ثبات العناصر المناخية، وذلك بفريق من المتخصصين بالمركز في مجال الأرصاد الجوية حاصلين على دراسات عليا من جامعة القاهرة، ﻻفتةً إلى أن المركز يتعاون مع مراكز المناخ العالمية بألمانيا وانجلترا والوﻻيات المتحدة الأمريكية.
أوضحت إيمان سيد، أن المركز يحدد شدة الأمطار المتوقعة على البلاد بهدف اتخاذ إجراءات تخفيض مناسيب الترع والمصارف، حتى ﻻ تحدث مشاكل لمستخدمى شبكة المجارى المائية، باعتبار أن الوزارة مسئولة عن توفير كافة اﻻحتياجات للبلاد من زراعة وشرب وصناعة وملاحة نهرية.
وأكدت مدير مركز التنبؤ بوزارة الرى، أن البيانات التى تصدر عن المركز تمثل إشارات لمهندسى الإدارات لاستقبال مياه الأمطار وجمع البيانات ليتمكن مهندسى الوزارة بمحافظات الجمهورية من متابعة أعمالهم بشكل أكثر واقعية، علمًا بأنه يتم متابعة التحديث فى الخرائط والتحقيق والتدقيق بشكل يومى نظرا للتغيرات السريعة فى العوامل المناخية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة