-هانى شاكر نسج فنا من الأحزان.. وشريفة فاضل عايشة على ذكرى البطل
- ليلى غفران مشتاقة لابنتها .. وابنة ملك المواويل توفيت بسبب حبوب التخسيس
لا حزن ولا وجع أقسى من مرارة فقد الابن.. لحظة يتمنى أى أب وأم أن يفارقوا الحياة قبل أن يروها، وأن يسبقوا أبناءهم إلى القبور لا أن يحملوهم إليها، لكنها إرادة الله التى تختبر بعض البشر هذا الاختبار والابتلاء الصعب ليتجرعوا هذه المرارة التى لا تساويها مرارة، وتصبح الحياة بعدها غير الحياة ويظل القلب بعدها ينزف حزنا حتى الموت.
وسواء كان المكلوم غنيا أو فقيرا، مشهورا أو مغمورا، مسؤولا كبيرا أو صعلوكا، يتساوى الحزن ومرارة الفقد وتتوحد الأحزان، ولكن عندما يكون هذا المكلوم فنانا قد يقع أحيانا تحت ضغوط أكبر وأقسى، وربما يكون عليه أحيانا أن يبتسم أو يؤدى دوره فى إضحاك وإسعاد الجمهور بينما قلبه يتمزق ويغرق فى بحر الأحزان.
ولم يكن الموسيقار محمد على سليمان والد الفنانة الشابة الراحلة غنوة أول المشاهير الذين ذاقوا مرارة فقد الأبناء، ولكن سبقه كثيرين تجرعوا نفس المرارة، وفى التقرير التالى نرصد أحزان هؤلاء المشاهير وتفاصيل وأسرار موت أبنائهم والتحديات التى عاشوها بعد وفاتهم، وربما منهم الكثيرون لا يعرف جمهورهم أنهم عانوا هذا المرار، لأنهم ظلوا يؤدون رسالتهم فى إسعاد الجماهير حتى فى نفس اليوم الذى ودعوا فيه فلذات أكبادهم وواروهم الثرى.
ملك المواويل يفقد ابنته قبل أسبوع من زفافها.. عمر اللى راح ماهيرجع تانى
«حبيتك وبحبك وهاحبك على طول»..بدموعه كان يتمتم كلمات أغنيته الشهيرة التى طالما دلل أبناءه بها ضاحكا، ثم يردد باكيا: «عمر اللى فات ما هيرجع تانى»، هكذا تغير حال ملك المواويل وصوت الحارة المصرية المبدع محمد عبدالمطلب بعد وفاة ابنته انتصار قبل موعد زفافها بأيام، قد لا يعرف الكثيرون أن «طلب» تجرع هذه المرارة، التى غيرت من شكله وهيئته ولم يستطع قلبه احتمالها فتوقف بعد شهور من وفاة ابنته مغادرا الدنيا حتى يلقى فلذة كبده الراحلة.
تحدث عن هذه الواقعة المأساوية حفيده محمد نور عبدالمطلب الذى عاصر جده وعاش فى بيته أول 6 سنوات من عمره، و كان يحظى بحفاوة ومحبة خاصة لكونه أول الأحفاد الذكور، يذكر الحفيد سنوات السعادة التى عاشها فى بيت جده المطرب الكبير، ويذكر معها ذلك التغيير والتحول الشديد فى حياة «طلب» بعد وفاة ابنته قبل زفافها بأسبوع، وكيف تغير شكله وتحولت حياته إلى صمت وحزن دائم وتوفى بعدها بشهور، قائلا : «كان ساكت على طول ومابيضحكش وشكله كبر وعجز فجأة، ويظهر ذلك فى صوره التى التقطت خلال هذه الفترة».
بينما يحكى الابن نور محمد عبدالمطلب الذى كان ملازما لوالده طوال حياته، وكان بمثابة مدير أعماله وخازن أسراره منذ كان عمره 19 عاما عن حياة والده العائلية، مشيرا إلى أنه مع بداية تألقه الفنى تعرف فى إحدى سفرياته إلى بيروت على عائشة عز الدين أو «شوشو عز الدين» شقيقة الراقصة ببا عز الدين، ونشأت بينهما قصة حب وتزوجها عام 1938، وأنجب منها التوأم «نور وبهاء» عام 1940.
وأوضح ابن المطرب محمد عبدالمطلب أنه وقع الطلاق بين أبيه وأمه ليظل «طلب» 10 سنوات بعدها دون زواج، حيث أخذته الأضواء والشهرة والسفريات، ثم تزوج من آخر زوجاته السيدة كريمة عبدالعزيز شقيقة زوجة صديق عمره محمود الشريف، وأنجب منها ابنتيه انتصار عام 1955 وسامية عام 1958.
بحب يتحدث الابن عن علاقة طلب بأبنائه: «كان صديقا لأولاده ودودا لا يرفض لنا طلبا، ويهتم بتعليمنا وشئوننا ويجمعنا فى بيته، كان نموذج لابن البلد الحقيقى وكان همه فى الدنيا أن يرانا سعداء».
وبحزن شديد يتحدث الابن عن أكثر المواقف القاسية فى حياة والده وحياة الأسرة، عندما توفت ابنته انتصار: «أختى انتصار أو توتو كما كنا ندللها ونطلق عليها زهرة المهندسين لجمالها وخفة روحها، كانت حبيبة أبيها وتوفت فجأة فى بداية العشرينيات من عمرها بسبب حبوب التخسيس التى كانت تأخذها باستمرار، وذلك قبل موعد زفافها بأسبوع، وأصبحت الجرح الدامى الذى لم يتحمله قلب «طلب» فتوفى بعدها بشهور.
يؤكد الابن أنه لم ير دموع والده طوال حياته إلا عندما ماتت ابنته، وأن حاله تبدل بعد وفاتها، حتى لحق بها بعد شهور فى أغسطس 1980.
المعلم رضا رسالة إسعاد الجمهور حتى الموت، وبعد دفن أغلى الأحباب لا نعرفه إلا ضاحكا، مجرد ذكر اسمه أو بعض إيفيهاته وعباراته تستدعى مخزونا كبيرا من السعادة والضحك، تذكرنا بعبقريته وهو يؤدى شخصية «جنجل أبوشفطورة..اللى بيقص الكلا فى فيلم 30 يوم فى السجن»، وغيرها من أدوار أتقن فيها شخصية المعلم ابن البلد، حتى أصبحت جزءا منه، رغم أنه كان يعمل مهندس بترول ويحلم فى بداية حياته بأداء شخصية البطل «الجان» لما كان يتمتع به من وسامة تؤهله لأداء هذه الشخصية، ولكن تغير مساره بعد أن نجح نجاحا مذهلا فى أداء شخصية المعلم كرشة فى رائعة الأديب العالمى نجيب محفوظ «زقاق المدق». إنه المعلم رضا، أو الفنان محمد رضا حبيب الملايين الذى يحظى بشعبية كبيرة.
لا يعرف الكثيرون أن المعلم رضا الذى طالما أضحكنا وأزاح عنا الهموم والأحزان كان قلبه يتمزق أثناء مرض ابنته أميمة، كبرى أبنائه وأول فرحته، وأنه لم يتوقف عن إسعادنا حتى بعد أن صدمه خبر وفاتها، بل وأنه صعد خشبة المسرح وأدى دوره فى نفس اليوم الذى دفنها فيه.
عن هذه المأساة تحدث ابنه أحمد محمد رضا قائلا: «كنا 3 أولاد وبنت واحدة، وأكبرنا شقيقتى أميمة، حيث كان ترتيبنا «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»، وكان أبى حنونا جدا وقريبا منا جميعا».
وأوضح ابن المعلم رضا أن والده كان مرتبطا ارتباطا كبيرا بابنته الوحيدة، وكانت صدمة عمره وأسوأ أيام حياته عندما مرضت بالسرطان.
وأضاف: «كانت أصعب المواقف فى حياته وحياتنا، لأن أميمة كانت أول فرحته وابنته الوحيدة، وكانت من الشخصيات الجميلة القريبة من كل أفراد الأسرة».
وتابع: «بعد زواجها أنجبت شقيقتى أميمة ابنها عمر ثم ابنتها عبير، وبعدها أصيبت بالسرطان وهى فى منتصف الثلاثينيات، وظلت تعانى عامين، وهو ما أثر على أبى بشكل كبير»
وعن واقعة وفاة الابنة الوحيدة، قال أحمد محمد رضا: «أثناء سفر والدى فى مهمة عمل عام 1989 ماتت أميمة وتركت ابنتها عبير قبل أن تكمل عامين، ولن أنسى مشهد والدى عندما ذهبنا لاصطحابه من المطار، حيث دخل البيت فى حالة انهيار تام، ولم أره بهذه الحالة من قبل»
وتابع الابن تفاصيل المأساة قائلا: «بابا كان عنده مسرح فى نفس اليوم، حيث كان يعرض مسرحية «طب بعدين»، فاقترح المخرج السيد راضى تأجيل العرض، ورفض والدى، وقال الناس قطعت تذاكر والعمال بياخدوا أجور، وصمم على عدم تأجيل المسرحية وتماسك وأدى دوره وأضحك الجمهور».
واستكمل ابن المعلم رضا حديثه: «بعد انتهاء المسرحية خرج السيد راضى على المسرح وقال للجمهور: محمد رضا كان عنده ظرف قاسى وابنته توفت اليوم، ورغم ذلك أصر على تقديم العرض علشان يسعدكم»، مؤكدا أن هذا الموقف كان تأثيره كبيرا على الجمهور.
وأكد أحمد محمد رضا: إن والدى كان يحرص على إسعاد الناس فى أصعب المواقف وهو يرى أختى تتألم من المرض وبعد دفنها ووفاتها، ونفس الموقف حدث عندما توفى والده عام 1975 فوقف على المسرح بعد دفنه.
هانى شاكر ملك الرومانسية يعزف على أوتار الألم وينسج فنا من الأحزان
«برواز صورتك لسه مكانه من يوم ما انتى علقتيه.. وسط متاعبى بيريحنى كل عنيا ما تيجى عليه.. لسه عيونك بتكلمنى بتحسسنى بقربك منى.. دمعى بينزل غصب عنى بس بحاول إنى أداريه.. لما تكون الناس حواليا باضحك واعمل إنى نسيت.. بس الناس مش حاسين بيا ولا عارفين إنى اتهديت».. بهذه الكلمات الموجعة عبر الفنان هانى شاكر عن حاله بعد وفاة ابنته دينا، كما عبر عن حال كل أب وأم فقدوا ابنا أو ابنة، عزف على أوتار الألم ونسج من أحزانه أغنية أبكت القلوب، ومازال بين حين وآخر يناجى حبيبته وابنته الراحلة بأغنية تصف حاله، ومنها أغنية «حبيبة قلبى واحشانى يا نبض القلب لكيانى.. واحشنى كل شىء فيكى واحشنى ضحكى فى عنيكى أتارى الفرح كان بيكى ومانع عنى أحزانى»
هكذا هو الفنان عندما يحزن، فيبكى فنا ونغما ولحنا وصوتا يعبر به عن أحزانه وأحزان غيره ممن ذاقوا هذا المرار.
عبر شاكر عن آلام ابنته التى توفت عام 2011 بمرض السرطان قبل أن يتجاوز عمرها 27 عاما قبل وفاتها بأغنية «صعب جدا»، التى تقول كلماتها «صعب جدا تبقى شايف قدام عينيك حد انت بتعشقه مليان آلام.. صعب جدا تبقى شايف كل دمعة من دموعه نازلة حايرة من عينيه من غير كلام.. صعب جدا تبقى واقف بين إيديه شايف إيديه حاضنة الألم من غير أنين.. تبقى مش عارف تروح فين ولا فين تبقى ناسى حتى انت تبقى مين».
عاش هانى شاكر صدمة موجعة. بعدما اكتشف إصابة ابنته دينا بالسرطان عقب إنجاب توأمها «مجدى ومليكة» بفترة قصيرة، وكان قبلها بسنوات قليلة يعيش أسعد لحظات عمره فرحا بزفافها.
لم يتمالك الفنان الرومانسى نفسه من البكاء الهيسترى، بعدما أخبره الأطباء بحقيقة مرض ابنته، وخلال عام ونصف العام تدهورت صحة الابنة، وفشلت محاولات إنقاذها، ورافقها والدها لأداء العمرة عقب عودتها من رحلة علاج بالخارج.
وعرف الجمهور بمرض ابنة الفنان المحبوب بعد مداخلة هاتفية أجراها بأحد الشيوخ على الهواء، طالباً الدعاء لابنته بالشفاء، بعد إصابتها بالسرطان وسط صدمة محبيه وجمهوره.
وعلى مدى عامين اختفى هانى شاكر عن الأضواء، حتى انتقلت ابنته إلى جوار ربها، تاركة توأمها الصغيرين مجدى ومليكة وهما لم يبلغا العامين.
ومنذ وفاة دينا انتقل توأمها للإقامة مع جدّهما وجدّتهما بشكل دائم، مع زيارات مستمرّة من والدهما، الذى لبّى رغبة هانى شاكر بالسماح للتوأم بالعيش معه، حتى يخففان من وقع صدمة فراق أمهما، ويصطحبهما الجد دائما معه فى كل الحفلات والمناسبات الاجتماعية.
قلب ممدوح الليثى نزف لمدة 30 عاما ولم يعرف الراحة إلا بعد أن نام فى حضن ابنه المتوفى
قد لا يعرف الكثيرون ممن كانوا يرون هيئته الصارمة وشخصيته الحازمة القوية أن السيناريست والمنتج ورئيس قطاع الإنتاج ممدوح الليثى يحمل جرحا غائرا فى القلب ظل ينزف لمدة تزيد عن 30 عاما، منذ وفاة ابنه الأصغر شريف قبل أن يبلغ عمره 9 سنوات بسبب إصابته بمرض السكر.
يحكى الإعلامى عمرو الليثى تفاصيل هذه المأساة التى عاشها مع والده ووالدته بوفاة شقيقه الوحيد، وهو لا يتمالك نفسه من البكاء، يبكى كالأطفال وهو يتذكر كيف دفن والده الراحل إلى جوار شقيقه شريف الذى رحل طفلا وترك جرحا غائرا فى قلبه وقلب أبويه، وحين نفذ وصية والده «لما أموت ادفنى فى حضن أخوك شريف يا عمرو».
حمل عمرو الليثى منذ سنوات جسد والده إلى مثواه الأخير، بينما مر أمامه شريط حياته وحياة أسرته بعد زيارة الموت الأولى للأسرة التى اختطف فيها شقيقه الأصغر ليصبح بعدها ابنا وحيدا، نزل سلالم القبر وهو يتذكر أول مرة ذهب فيها هو وشقيقه شريف مع والدهما لرؤية هذا المدفن بعد شرائه، يرن فى أذنه صوت أخيه وهو يسأله: «هما بيعملوا إيه مع الميت لما ينزل هنا يا عمرو.. والميتين بيناموا هنا إزاى»، بينما يحاول عمرو الإجابة ومحاكاة نومة الأموات فى القبور ليشرح لأخيه بعض ما يعرفه.
اهتز قلب الإعلامى عمرو الليثى وارتجف جسده حين نزل إلى القبر، ورأى جسد شقيقه مسجى فى مكانه، وحاول أن يتمالك أعصابه حتى ينفذ وصية والده، ويتمكن من أن يضع جسد الصغير فى حضن الأب ليجمع بينهما بعد طول فراق.
يحكى عمرو الليثى تفاصيل هذه المأساة قائلا: «بعد زواج أبى وأمى فى منتصف الستينيات، أنجبانى ثم جاء بعدى بخمس سنوات شقيقى الأصغر شريف، وكنا أسرة سعيدة متوسطة الحال، وكان أبى يعمل ويحقق نجاحات فى عمله، كنا أسرة مكافحة ولم نكن أسرة رأسمالية، حتى حقق والدى نجاحات مستمرة».
وتابع : «عندما كان عمر شقيقى شريف 6 سنوات أصيب بمرض السكر، وكانت صدمة ومأساة كبيرة عاشتها الأسرة، حيث كان يأخذ 3 حقن أنسولين فى اليوم، وأصبح بيتنا حزينا، وفى عام 83 حدثت الصدمة الكبرى التى زلزلت كيان الأسرة، وأصيب شريف بغيبوبة سكر وتوفى».
وأضاف باكيا: «كان هذا اليوم أصعب أيام حياتنا، اجتاحت بيتنا عاصفة من الحزن، مات أخى على يدى وكان عمره 9 سنوات وعمرى لا يتجاوز 15 عاما، ودفنته بيدى أنا وأبى فى المقبرة التى رأيتها معه أثناء بنائها، وكنا ننزل فيها ويسألنى إيه اللى بيحصل هنا يا عمرو».
وعن حال والده بعد هذه الفاجعة قال عمرو الليثى: «تغيرت شخصية أبى وحزن حزنا شديدا لازمه حتى وفاته، وكنت أستيقظ ليلا لأجده يقلب فى كراريس شريف وينظر إلى خطه ورسوماته، وظل بعد وفاة شريف بـ15 سنة يرتدى كرافتة سوداء، وكانت دمعته قريبة جدا، كما حزنت أمى حزنا شديدا وتحول بيتنا من الفرح والسعادة إلى بيت حزين لا يعرف الفرح».
وأضاف: «طوال 20 عاما كنا نزور أخى شريف كل جمعة، وكان الشىء الوحيد الذى يخفف عن والدى حرصه الدائم على أداء الحج والعمرة، فلم ينقطع عن زيارة البيت الحرام منذ وفاة شريف رغم ظروفه الصحية وحتى قبل وفاته بعام واحد، حيث أصيب بأول أزمة قلبية عام 1985».
وتابع: «أبى كان كالطفل، يبكى بسهولة، ومنذ وفاة أخى اعتاد أن يذهب لتعزية أى شخص يموت ابنه حتى وإن لم يكن له سابق معرفة به، وأذكر أنه عرف أن ابن عامل إضاءة توفى، فقال لى: تعالى ودينى شبرا المظلات علشان أعزيه، وذهبنا لنجد الرجل يسكن فى الطابق الخامس ووالدى مريض بالقلب وهناك خطورة على صحته من صعود السلم، فقلت له يكفى أن أصعد أنا وأنادى الرجل لتعزيه حتى لا تعرض حياتك للخطر، فأصر والدى على الصعود بنفسه، وصعد السلم فى ساعة كاملة وقال للرجل: أنا مثلك فقدت ابنى».
وكشف عمرو الليثى أن سبب معرفة والده بالكاتب الصحفى إبراهيم سعدة، أن سعدة فقد ابنه فى نفس توقيت وفاة شريف، وكذلك سمير رجب، فحرص ممدوح الليثى على الذهاب إليهما وتعزيتهما رغم أنه لم يكن هناك سابق معرفة بهما.
وأضاف: «لم يدخل الفرح بيتنا إلا يوم زواجى عام 1995، وكانت أول فرحة دخلت إلى قلب أبى بعدما أنجبت ابنتى الكبرى ياسمين، ولكن عندما أنجبت ابنى الثانى اتصلت به وأخبرته أننى أنجبت ولدا وسأسميه شريف، فبكى بكاء شديدا، وأصبح مرتبطا ارتباطا شديدا بابنى شريف».
حسن حسنى نجم الكوميديا تبدل حاله بعد وفاة ابنته
لم يعد حال الفنان حسن حسنى الذى برع فى أداء كل أدواره، خاصة الكوميدية منها، هو الحال بعد وفاة ابنته رشا فى 21 مارس 2013 بعد صراع مع مرض السرطان، عاش أصعب أيام حياته بعدما عرف بإصابتها بمرض سرطان الغدد، وكان وقتها يؤدى دوره فى مسلسل «مزاج الخير»، تحامل الفنان على نفسه رغم انهياره ورغم حالته النفسية الصعبة، واستكمل دوره.
كان الفنان حسن حسنى قد احتفل بزفاف ابنته قبل سنوات قليلة من مرضها، وبعد إصابتها بالمرض تم نقلها للمستشفى، حيث تدهورت حالتها الصحية وتوفت خلال أسابيع.
وبدا الفنان الكوميدى منهارا شاردا أثناء تشييع جنازة ابنته، وتبدل حاله بعدها ولم يعد كما كان، وبدا عليه الحزن الذى أثر على ملامحه بشكل واضح.
شريفة فاضل أم البطل فقدت أول فرحتها وعايشة على ذكراه أكثر الفنانات التى عبرت عن مشاعر الآلاف من أمهات الشهداء والأبطال، بعدما فقدت ابنها شهيدا فى حرب الاستنزاف، وأصبحت أغنيتها «أم البطل» أيقونة الانتصار والتضحية والبطولة.
تجلس الفنانة شريفة فاضل فى غرفتها تتابع التليفزيون، وتدمع عيناها كلما سمعت أغنيتها «أم البطل» التى تذيعها معظم القنوات الفضائية فى المناسبات الوطنية، خاصة ذكرى انتصارات أكتوبر.
تبكى وهى تتذكر ابنها الشهيد، وتحكى عن هذه المأساة المحفورة فى قلبها قائلة: «استشهد ابنى خلال حرب الاستنزاف وقبل انتصارات أكتوبر، بعد تخرجه وتلقيه تدريبات على الطيران فى روسيا، كان ابنى الكبير وأول فرحتى، وتوقفت عن الغناء بعد هذه الصدمة».
تحكى قصة هذه الأغنية الخالدة التى أعادتها للغناء بعد انتصارات أكتوبر، قائلة: «فرحت لما انتصرنا فى أكتوبر وطلبت من صديقتى الشاعرة نبيلة قنديل تكتب أغنية عن أم البطل المقاتل، علشان كل أمهات الأبطال اللى استشهدوا واللى انتصروا، ونبيلة قعدت فى غرفة ابنى الشهيد نص ساعة، وخرجت ومعاها كلمات أغنية أم البطل، وبكيت وأغمى عليا لما سمعت الكلمات، وبعدها طلبت من الملحن على إسماعيل تلحينها وذهبت إلى الإذاعة لتسجيلها».
تبكى أم البطل وهى تتذكر هذا اللحظات: «كلمات الأغنية كانت صعبة عليا، وتأثرت وأغمى عليا أكتر من مرة وأنا باغنيها، لدرجة إن فايزة أحمد قالتلى طالما مش قادرة تغنيها بلاش، لكن أصريت وسجلتها فى يوم واحد، وكنت دايما باغنيها آخر أغنية فى الحفلات علشان ما بقدرش أغنى بعدها».
أصيبت أم البطل بنزيف فى الشرايين أثناء غناء الأغنية فى إحدى الحفلات وتوقفت فترة عن الغناء، ثم عادت من جديد.
وكانت بداية نجومية شريفة فاضل حفيدة المقرئ أحمد ندا مؤسس دولة التلاوة، التى ولدت عام 1938، وانفصل والدها، عندما سمعها رجل الأعمال الشهير «السيد ياسين» صاحب مصنع الزجاج الشهير، فاقترح على والدتها وزوجها إبراهيم الفلكى أحد أثرياء مصر الذى أطلق اسمه على ميدان الفلكى الشهير أن تدخل المجال الفنى كمطربة فى فيلم من إنتاجه، وهو فيلم «الأب»، الذى غنت ومثلت فيه وهى طفلة.
وشجعها زوج والدتها وألحقها بمعهد التمثيل والإذاعة قبل أن تكمل سن 13 عامًا.
وفى منتصف الخمسينيات تزوجت شريفة فاضل من المخرج والممثل السيد بدير، وأنجبت منه ولدين «سيد، وسامى»، وحققت نجاحات كبيرة وقدمت العديد من الأعمال، التى تعتبر علامات فى تاريخ الطرب، ومنها «فلاح كان فايت بيغنى»، «حارة السقايين»، «وآه من الصبر وآه»، و«أمانة يا بكرة»، «وآه يالمكتوب» و«الليل»، وحازت على لقب سلطانة الطرب لجمال صوتها وأدائها شخصية منيرة المهدية، التى أسندها لها المخرج حسن الإمام، وبسبب الغيرة الشديدة انفصلت عن سيد بدير، وتوفى ابنها سيد فى حرب الاستنزاف، ولاتزال تعيش على ذكراه.
ليلى غفران مشتاقة ليك حبيبى الدنيا ضلمة بعدك والحزن هد فيا
كان حادث وفاة هبة ابنة المطربة ليلى غفران من الأحداث المفجعة التى شغلت الرأى العام لسنوات طويلة، حيث كانت الابنة ضحية جريمة قتل بشعة جرت فى منزلها بمدينة الشيخ زايد وراحت ضحيتها مع صديقتها نادين.
تلقت الابنة وصديقتها الطالبتان بكلية الهندسة واللتان لم يتجاوز عمرهما 23 عاما وقت الحادث عدة طعنات مزقت جسديهما عام 2009، ووصلت الشرطة بعد بلاغ من خطيب هبة الذى تلقى اتصالا من خطيبته وهى تصارع الموت، وتم نقلها للمستشفى لتلفظ أنفاسها الأخيرة، بينما عاشت الأم المطربة أصعب صدمات حياتها، ولم تستوعب هذه الصدمة فى البداية، بل واعتزلت الفن لفترة بعد هذا الحادث.
ورغم القبض على الجانى الذى أكدت التحريات أنه ارتكب جريمته بدافع السرقة، وتنفيذ حكم الإعدام فيه بعد الحادث بخمس سنوات، ورغم حالة الثبات التى بدت على ليلى غفران، فإنها كانت ولا تزال تتمزق حزنا على فراق ابنتها وعبرت عن هذا الحزن والاشتياق بطريقتها وصوتها عندما غنت «مشتاقة ليك حبيبى»، لتعبر عن نار الاشتياق التى يحترق بها كل أب وأم فقدوا ابنا أو ابنة، التى لا تنطفئ إلا بنهاية العمر.
«مشتاقة ليك حبيبى يا أغلى من حبيبى هيكون الدمع بختى والجرح من نصيبى.. لكن صعبان عليا مبقاش فى حد ليا الدنيا ضلمة بعدك والحزن هد فيا.. وداع يا 100 خسارة .. المر زاد مرار».
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة