تنعم ذاكرة التاريخ بزخم فى الأحداث الجلل بجميع بلدان العالم، العلمية والأدبية والسياسية منها، وكذلك تحمل البشرية فى ذاكرتها أسماء العديد من الشخصيات العظيمة التى مرت على كراسى الحكم سواء فى الدول العربية أو الغربية، إلى جانب العلماء والأدباء اللذين خلدت ذكراهم بكتاباتهم واختراعاتهم التى كان لها تأثيرًا كبيرًا فى حياة مليارات البشر ممن عاشوا على سطح الأرض عبر قرون ممتدة، كما لا تغفل كذلك الكوارث الطبيعية أو تلك التى من صنع الإنسان، مما قد يطرأ عليها بالدمار والخراب.
واليوم الجمعة الموافق 19 أكتوبر، أحد أيام العام التى تتمتع كغيرها بتنوع كبير فى الأحداث التاريخية الهامة، ليس فقط على مستوى الحدث، ولكن أيضًا فيما يتعلق بأسماء الشخصيات البارزة المرتبطة بتلك الوقائع، فجميع الأحداث البارزة المرتبطة بهذا اليوم، لم يكن أثرها أحادى الجانب بالنسبة للأشخاص الفاعلين والمؤثرين فيها، بل ارتبطت بمصائر أمم تبدلت أحوالها بوقوع تلك الأحداث، لذا يرصد "اليوم السابع"، أهم المعلومات المتوفرة عن أبرز أحداث اليوم.
انسحاب نابليون بونابرت من موسكو عام 1812
البداية من عام 1812، حيث تمكن نابليون بونابرت من احتلال موسكو أحد أهم مدن الإمبراطورية الروسية، خلال العام 1812، ففى 14 سبتمبر 1812، عرض الروس على نابليون معركة، على أن تقع خارج موسكو، وذلك بعد أن قاد القائد الفرنسى جيشه نحو الأراضى الروسية من أجل أن يمنع روسيا من التجارة مع بريطانيا التى كانت عدو فرنسا الأكبر، كما كان يريد أن يوقف توسع روسيا فى منطقة البلقان عن طريق السيطرة على الأراضى من الدولة العثمانية والوصول إلى البحار الدافئة.
وبالفعل وافق نابليون على اقتراح الروس، ونشبت معركة بورودينو، التى نجم عنها خسارة 44.000 جندى روسى و35.000 جندى فرنسى ما بين قتيل وجريح وأسير، وقد قيل فى هذه المعركة أنها كانت أكثر المعارك دموية فى التاريخ البشرى حتى ذلك الحين، وعلى الرغم من أن الفرنسيين انتصروا، إلا أن الروس تفاخروا بأنهم صمدوا فى وجه نابليون ولم يعطوه الفرصة التى كان يحلم بها، بأن يقضى عليهم فى معركة واحدة حاسمة، وقال نابليون عن هذه المعركة، "إن أسوأ معركة خضتها فى حياتى كانت تلك التى وقعت قرب موسكو، لقد أظهر الفرنسيون أنفسهم بمظهر مستحقى النصر، لكن الروس أظهروا أنفسهم بمظهر غير المقهورين".
وتراجع الجيش الروسى بعد معركة بورودينو لما بعد مدينة موسكو، فدخلها نابليون معتقدًا أن فتحها سوف يُنهى الحرب، وأن القيصر سيطلب منه البدء بإجراء محادثات السلام، إلا أن حاكم المدينة – حينذاك - "فيودور روستوپشين"، رفض الاستسلام وأضرم النار فى جميع أنحاء موسكو ليلاً وأحرقها، وبعد شهر من هذه الحادثة، انسحب الجيش الفرنسى من موسكو، وتحديدًا فى 19 أكتوبر 1812، بعد أن بلغت نابليون أنباء مقلقة عن اضطراب الأوضاع فى فرنسا وخوفه من فقدان سلطته.
وقد عانى الفرنسيون معاناة كبيرة أثناء انسحابهم، إذ تعاون برد الشتاء الروسى القارس والمرض ومناوشات الأقنان على إفناء الجيش فلم يسلم منه إلا عدد قليل، فقد كان عدد الجنود فى بداية الحملة يصل إلى أكثر من 400.000 جندى على الخط الأمامى، أما عند العودة فى شهر نوفمبر من سنة 1812، لم ينجح أكثر من 40.000 منهم فى بور نهر بيريزينا، أحد روافد نهر الدانوب فى روسيا البيضاء، أما الروس، ففقدوا 150.000 جندى ومئات الألوف من المدنيين، وبالتالى كان نهاية هذا الاحتلال انتصار بطعم الهزيمة لما تكبده نابليون من خسائر بشرية فادحة فى صفوف جيشه.
القوات البريطانية بقيادة الجنرال إدموند ألنبى يحتلون القدس عام 1917
وفى إطار الحروب ومساعى الاحتلال أيضًا، سقطت مدينة القدس فى يد الجيش البريطانى بقيادة الفريق أول إدموند ألنبى، فى 19 أكتوبر عام 1917، بعد أن تقهقر الجيش العثمانى مهزومًا أمامهم، وفى سنة 1922 منحت عصبة الأمم بريطانيا حق الانتداب على فلسطين وإمارة شرق الأردن والعراق، وأصبحت القدس عاصمة فلسطين تحت الانتداب البريطانى.
ومنذ هذا التاريخ، دخلت المدينة فى عهد جديد كان من أبرز سماته زيادة أعداد المهاجرين اليهود إليها خاصة بعد وعد بلفور الذى أبرمته حكومة المملكة المتحدة مع ممثل الحركة الصهيونية، ثيودور هرتزل، وقد أظهرت بعض إحصائيات تلك الفترة أن عدد سكان المدينة ارتفع من 52.000 نسمة عام 1922 إلى 165.000 نسمة عام 1948 بفعل هجرة اليهود.
جمال عبد الناصر يوقع على اتفاقية الجلاء البريطانى عن مصر عام 1954
وفى ذات الحقبة، خرج أخر جندى بريطانى من مصر فى 13 يونيو 1956 من القاعدة البريطانية بقناة السويس، وذلك طبقًا لاتفاقية الجلاء الموقعة فى 19 أكتوبر 1954، حيث سجل خروج قوات الاحتلال البريطانى من مصر بعد استعمار استمر 73 عاما وتسعة أشهر وسبعة أيام، الأمر الذى يعيد إلى الذاكرة صورًا من نضال الشعب المصرى وتضحياته التى تعيش فى وجدان المواطنين، ومنها ثورة أحمد عرابى ضد غزو الأساطيل والجيوش البريطانية، وثورة 1919 الوطنية التى قادها سعد زغلول، وانتفاضة الشعب بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وإضراب جميع الطوائف بمن فيهم ضباط الشرطة الذين اعتصموا بنواديهم فى أكتوبر 1947 وأبريل 1948.
ومن تاريخ هذا النضال الباقى فى ذاكرة الأجيال المتعاقبة، الكفاح المسلح ضد القوات البريطانية فى قناة السويس فور رفع الاحكام العرفية بعد انتهاء حرب فلسطين، واستمرار هذا الكفاح بعد قيام ثورة يوليو 1952، إلى أن تحقق الجلاء يوم 18 يونيو 1956، بعد سقوط آلاف الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل قضية الوطن.
بدء محاكمة رئيس العراق الأسبق صدام حسين فى قضية الدجيل عام 2005
وفى العام 2005، بذات التاريخ 19 أكتوبر، بدأت محاكمة الرئيس العراقى الراحل صدام حسين، من قبل المحكمة الجنائية المختصة فى العراق، بتهم انتهاك حقوق الإنسان الموجهة إليه فى إطار الإجراءات التى تعرضت لها بلدة الدجيل فى عام 1982 بعد تعرض صدام حسين لمحاولة اغتيال فاشلة، أثناء مرور موكبه بهذه البلدة، وقد نظمت هذه المحاولة من قبل حزب الدعوة الإسلامية فى العراق والذى كان معارضاً لحكومة صدام حسين، وعلى إثر الحادث، اتهم صدام بتدمير بساتين قرية الدجيل، وقتل 148 من سكانها كرد قاس على محاولة اغتياله، وكان من شأن ثبوت التهم أن يُحكم على صدام حسين بالإعدام شنقًا حتى الموت وهو ما حدث بالفعل.
وقبل المحاكمة، فى 18 يوليو 2005 تم توجيه الاتهام رسميًا من قبل المحكمة الجنائية المختصة فى العراق إلى صدام حسين بضلوعه بعملية "إبادة جماعية" لأهالى بلدة الدجيل فى عام 1982، وفى 8 أغسطس 2005 قررت عائلة الرئيس العراقى السابق صدام حسين، حل لجنة الدفاع التى كانت تتخذ من الأردن مركزًا لها، وأعطوا حق الدفاع إلى المحامى العراقى خليل الدليمى.
وحاول فريق الدفاع مرارًا قبل بدء الجلسات تأجيل المحاكمة لأسباب أرجعوها إلى عدم إعطاءهم الوقت الكافى لمراجعة ملفات القضية، ولكن هذه المحاولات فشلت، ما دفع منظمة مراقبة حقوق الإنسان - Human Rights Watch - ومنظمة العفو الدولية، إلى إبداء ملاحظات حول معايير المحكمة الجنائية المختصة التى حسب نظرهم قد لا ترتقى إلى مستوى المعايير الدولية، كما أبعدت الأمم المتحدة نفسها كليًا عن إجراءات المحاكمة لنفس الأسباب وللاحتمالية الكبيرة من صدور حكم الإعدام.
ترودو رئيسًا لوزراء كندا بعد فوز الحزب الليبرالى بالانتخابات الفيدرالية عام 2015
وانتقالًا من الوطن العربى إلى أمريكا الشمالية، حيث تقع كندا، ارتبط تاريخ اليوم بحدث هام فى الحياة السياسية لرئيس وزراء البلاد الحالى جاستن ترودو، ففى يوم 19 أكتوبر من العام 2015، حقق الحزب الليبرالى الكندى فوزًا بأغلبية ساحقة فى الانتخابات الفيدرالية، الأمر الذى مهد الطريق أمام ترودو ليصبح رئيس وزراء البلاد وتأدية اليمين الدستورية يوم 4 نوفمبر 2015.
وجاستن بيير جيمس ترودو، المولود فى 25 ديسمبر 1971، هو رئيس وزراء كندا وزعيم الحزب الليبرالى الكندى، والابن الأكبر لـ"بيير ترودو"، رئيس الوزراء الكندى السابق، وقد انتخب ترودو الابن عضوًا لمجلس النواب عن الدائرة الانتخابية من بابينو فى عام 2008، وأعيد انتخابه عام 2011، كما شغل مناصب فى حكومة ظل الحزب الليبرالى كناقد للشباب والتعددية الثقافية والمواطنة والهجرة، ومرحلة ما بعد التعليم الثانوى والشباب ورياضة الهوا، وفى 14 أبريل 2013، انتخب ترودو لزعامة الحزب الليبرالى الكندى، والتى كانت محطته الأخيرة فى الترقى داخل الحزب قبل أن يصبح رئيسًا لوزراء كندا بعد عامين فقط من زعامة الحزب.
رصد المُذنَّب C/2013 A1 أثناء عبوره قرب المريخ
ومحطتنا الأخيرة فى هذا التقرير، جاءت مع عالم الفضاء، وتحديدًا مع المذنب (C/2013A1)، وهو المذنب الملقب بـ"سيدنج سبرينج"، وينسب ذلك إلى المرصد الفلكى الأسترالى الذى اكتشفه يوم 03 يناير 2013، ونشأ هذا المذنب حسب علماء الفلك فى سحابة أورت Oort cloud التى تقع على حافة النظام الشمسى.
وتكمن أهمية هذا المذنب فى أنه مر يوم 19 أكتوبر عام 2014، على قرب 131 ألف كيلومتر من كوكب المريخ، وهذه حالة نادرة الحدوث، حيث تسمح تلك الواقعة بدراسة تفاعل غبار ذيل المذنب مع الغلاف الجوى لكوكب المريخ، كما أن هذا المذنب البكر سيسمح بالحصول على معلومات نادرة حول تكون النظام الشمسى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة