"معظم النار من مستصغر الشرر" جملة مأثورة كثيرا ما نسمعها، لكنها فى مصر لها طابع مختلف، خاصة فى مسائل الارتباط والزواج، تجار الذهب فى مصر هم شهود على كثيرا من القصص الطريفة عند شراء الشبكة، وكيف يمكن لسبب هين وصغير أن يؤدى إلى مشكلة كبيرة بين العروسين، وفى هذا السياق نرصد أغرب القصص على لسان تجار الذهب والتى انتهت بالانفصال أو الاختلاف على سبب بسيط جدا.
والدة العروسة تحاول مساعدة العريس
شريف فايق يعمل تاجر ذهب منذ سنوات كثيرة روى لـ"اليوم السابع" آخر قصة كان شاهدا عليها، والتى انتهت بخروج العروسين من المحل على اختلاف كبير وصريخ وصوت عالى وعدم شراء الشبكة.
وقال فايق: "الشهر الماضى دخل عروسين وعلى ما يبدو لى أنه لم يكن هناك اتفاق على سعر طقم الذهب المقرر شراءه، على عكس ما يحدث دائما هو وجود اتفاق مسبق بين أهل العروسين على عدد الجرامات أو المبلغ المقرر الشراء به".
وأضاف فايق لـ"اليوم السابع" "العريس تقريبا مكنش عامل حاسبه على أى زيادة فى السعر والعروسة اختارت طقم ذهب أعلى من المبلغ الذى بحوزة العريس، والدة العروسة تدخلت وقالت هدفع المبلغ الزيادة، والعريس اعترض وقال لأ مش هيحصل ولازم نختار حاجة بسعر أقل، ارتفعت أصوات الطرفين رغم أن المبلغ كان 2000 جنيه فقط وكل طرف تمسك برأيه وتصاعدت الأمور بشكل فظيع".
واستطرد "لم يكن أمامى إلا أن طلبت من العمال أن يحاولوا اخراجهم بعيدا عن المكان لأن المشكلة أخذت أكبر من حجمها وتقريبا فركشو الشبكة عقب خروجهم مباشرة، وشارع الصاغة كله كان بيتفرج عليهم وتحولت الزغاريد إلى صراخ واشتباكات وتطاول بين الطرفين".
200 جنيه تحول الزغاريد إلى صراخ
مهدى عبد الفتاح أحد تجار الذهب فى محافظة الجيزة، روى أيضا إحدى القصص المثيرة التى مرت عليه خلال الفترة الأخيرة، وقال" العند بين العائلتين أفسد عددا كبيرا من الخطوبات لينتهى الأمر بانفصال العروسين أثناء شراء الشبكة".. مضيفا" أخر مشكلة كنت شاهد عليها فى محلى وهو حالة تحدى وعناد غريب بين أهل العريس وأهل العروسة وكان الاتفاق على شراء شبكة بـ 20 ألف جنيه ووزن الشبكة رفع السعر 200 جنيه فقط زيادة وتمسك أهل العريس بالرقم 20 ألف وأهل العروسة اتهموهم بالبخل وتطور الموضوع إلى خناقة وصراخ السيدات من العائلتين وكالعادة الموضوع اتفركش".
جرام ذهب واحد يتسبب فى انفصال عروسين
بمجرد حديثى معه وسؤالى له عن أغرب حكاوى الصاغة، بدأ إيهاب واصف أحد أصحاب الشركات المصنعة للمعدن النفيس وله منافذ بيع للجمهور كلامه بضحكة طويلة، وقال " دى قصص مش بتخلص وممكن نتعرض لها فى الأسبوع مرتين وثلاثة وكان آخرها أول الشهر الجارى وحدث اختلاف كبير بين عروسين بسبب جرام واحد فقط سعره لم يصل إلى 700 جنيه لكن العريس لم يكن مستعدا لأى زيادة عن السعر المقرر الشراء به، وأهل العروسة تمسكوا باختيار طقم محدد والفرق فى السعر تقريبا كان على جرام ذهب واحد، لكن مع تصاعد الأزمة وارتفاع صوت الطرفين انتهت قصة الحب واتحولت لمشكلة كبيرة وجرام الذهب كان سببا فى انفصال الشاب والفتاة".
وبسؤاله عن إمكانية التدخل لحل المشاكل التى قد تنشب فى محله، أضاف واصف، أعتقد أنها أمور عائلية ولا يمكن التدخل فيها، ولا يحق أن أحكم بين الطرفين حتى لا أخسر الزبائن وأترك الأمر للطرفين حتى ينتهى الخلاف أو أن يخرجوا بأزمة كبيرة بينهم دون أن أكون طرفا فيها".
الواقعة الثالثة هى الأغرب وشهدتها إحدى محلات شركة مجوهرات واصف، يرويها الدكتور وصفى أمين رئيس شعبة الصاغة فى الغرفة التجارية، قائلا: " كان لدينا آخر طقم ذهب ذي شكل معين ودخلت عروسة وخطيبها والعائلتين شاهدوا الطقم وكان عاجبهم جدا، وقرروا الخروج من المحل للبحث فى أكثر من مكان كعادة أى عروسين على أمل العودة مرة أخرى لشراء هذا الطقم، وبمجرد خروجهم من المحل دخلت عروسة أخرى وأهلها وبالفعل عجبهم الطقم وأثناء عملية الشراء عادت العروسة الأولى وطلبت الطقم فأخبرناها بأنه تم بيعه والزبون بيدفع سعره حاليا".
وتابع" بدأت العروسة تقول أنها هى صاحبة السبق فى اختياره والعروسة الثانية تقول أنها اختارته فعلا وبتدفع ثمنه وتطور الأمر إلى ارتفاع أصوات العائلتين وكل منهم يريد شراء هذا الطقم وتطورت المشكلة إلى خناقة كبيرة وصلت إلى حد الشتائم والاشتباك الخفيف بالأيدى بين السيدات من الطرفين ".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة