اُبتلى الوسط الفنى فى السنوات الأخيرة بمن جعلوا الإبداع مرادفا للانحلال والابتذال، حتى بات مفهوما ظالما لدى المتلقى عن الفن وممتهنيه - وما يظلم الفن إلا أهله - وهو أسمى معنى وأعلى شأنا من هذا أو ذاك، هؤلاء جعلهم العالم الافتراضى أبطالا مزيفين على عكس الحقيقة، لا يجيدون إلا الحديث من خلف أجهزة الحاسوب، فأخذ بعضهم يروج للشذوذ والمثلية، والآخر ينال من ثوابت ومعتقدات مجتمعاتنا بدعوى حرية الفكر، حتى وصلت المغالاة بأحدهم إلى أن ينشر صورته عاريًا دون حياء، وبعد كل ذلك يخرج متبجحًا ويحدثنا عن الوطنية، فلا تملك لسانك حين يقول "يا بجحتك يا أخى!".
شر البلية ما يضحك
تمالك نفسك من الضحك عزيزى القارئ، سأخبرك بما لم يخبرك به الأوائل، أترى ذلك الشاب الذى ينبطح فى الصورة أمامك متباهيا بجسده العارى، يقدم نفسه للعامة على أنه فنان وناشط فى مجال حقوق الإنسان وحقوق الطفل وسفير للنوايا الحسنة، عن أى حقوق يتحدث؟ وأى إنسان يقصد؟ وهل تأمن على طفلك بصحبته أو من سار على نهجه؟ بالطبع لا، أما عن النوايا فهى واضحة وضوح الصورة، وقد خلت من كل حسن، فخالد أبو النجا يحاول بين حين وآخر إقناعنا بأن المثلية الجنسية ليست اختيارا ولا مرضا، وعلى رجال المجتمع الذين ينتقدون المثليين التراجع عن اعتقادهم؛ لأنهم على خطأ، وذلك لأن المثلية الجنسية ليست حراما -من وجهة نظر عارية مثله.
موقع بريطانى يؤيد المثلية يشيد بـ"أبو النجا"
الموقع البريطانى "جاى ستار نيوز" المتخصص فى نشر أخبار المثليين فى العالم أثنى على موقف خالد أبو النجا فى دفاعه عن المثليين، واصفا موقفه بأنها خطوة جريئة من ممثل مصرى، وأوضح أنها ليست المرة الأولى التى يقدّم فيها أبو النجا دعما للمثليين؛ إذ إنه فى عام 2015 كان من أوائل الممثلين المصريين الذين أعلنوا تأييدهم لقرار المحكمة الأمريكية بأحقية المثليين فى جعل زواجهم من نفس جنسهم قانونيا، ونشر صورة له عبر حسابه الشخصى على "فيس بوك" بقميص "قوس قزح" رمز المثليين.
هجومه على الحجاب
لم يكن موقفه من المثلية الجنسية، فقط ما يجعلنا نتقيأ حين ينشر صورة أو يكتب تغريدة، بل زاد الأمر انحطاطًا بمهاجمته الحجاب، وجعل من نفسه مفتيًا، زاعمًا أنه ليس فرضا، واصفا إياه بـ"العك"، وكان رد رواد مواقع التواصل الاجتماعى له كافيا "محدش قالك اتحجب"، كما هاجم نصوص القرآن الكريم، وطالب بالمساواة بين المرأة والرجل فى الميراث، مدعيا أن الدين يبخس حق المرأة، فى تحد صارخ للأعراف وتعاليم الإسلام، وصاحب فتواه هذه المرة بصورة ينام فيها على بطنه.
صورة صادمة لخالد أبو النجا
خالد أبو النجا يواجه تهم ازدراء الأديان
خالد أبو النجا بهذه التصريحات، قد ارتكب جريمة ازدراء الدين الإسلامى، إذ تنص المادة 98 فقرة «أ» على أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تتجاوز الـ5 سنوات، أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تتجاوز الـ1000 جنيه، كل من استغل الدين فى الترويج بالقول أو الكتابة أو بأى وسيلة أخرى لأفكار منطوقة بقصد الفتنة، أو تحقير أو ازدراء الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية أو السلام الاجتماعى، ويواجه تهمة السجن بموجب المادة 294 من قانون العقوبات المصرى، بتهمة التحريض على الزنا والفجور.
ممثل بالصدفة
خالد أبو النجا الذى أصبح ممثلا بالصدفة، إذ دخل الوسط الفنى بعد أن كان مذيعا مغمورا، اعتزله أهل الفن بسبب التبجح فى آرائه، وتبرأ منه الفنانون، وتقدم العديد من أعضاء نقابة المهن السينمائية بالتماس ضد أبو النجا؛ بسبب منشوراته، وطالبوا بفصله، ولم نعد نراه على الشاشات، فعاد ومارس هوايته المفضلة خلف أجهزة الحاسوب ناشطًا مخربًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة