صور.. وداعا سوار الذهب "رئيس العام الواحد".. تولى حكم السودان بعد انتفاضة 1985.. سلم السلطة لحكومة منتخبة بعد 12 شهرا.. واختار الانتقال من "السلطة" لأعمال الدعوة الإسلامية.. وتوفى فى الرياض

الخميس، 18 أكتوبر 2018 02:07 م
صور.. وداعا سوار الذهب "رئيس العام الواحد".. تولى حكم السودان بعد انتفاضة 1985.. سلم السلطة لحكومة منتخبة بعد 12 شهرا.. واختار الانتقال من "السلطة" لأعمال الدعوة الإسلامية.. وتوفى فى الرياض المشير عبد الرحمن سوار الذهب
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

توفى صباح اليوم الرئيس السودانى الأسبق المشير عبد الرحمن سوار الذهب عن عمر ناهز 83 عاما فى المستشفى العسكرى بالعاصمة السعودية الرياض، ويعد المشير سوار الذهب أحد أبرز الشخصيات فى تاريخ السودان الحديث بداية من توليه السلطة عقب انتفاضة أبريل 1985 وتسليمه السلطة لحكومة منتخبة بعدها بعام واحد.

عرف عن المشير عبد الرحمن سوار الذهب أنه ينتمى لعائلة عريقة تمتد جذورها إلى العباس بن عبدالمطلب، وكان صرح من قبل فى مقابلات صحيفة عام 2011 أن عائلته جاءت للسودان قبل قرون واستقرت العائلة شمال السودان حيث التقت جده سوار مع المؤرخ المغربى التلمسانى فى 1504 وهو المؤرخ الذى سجل تاريخ العائلة.. وقال إن جده الأكبر كان تنقل من السودان لشمال أفريقيا قبل أن يستقر فى أسوان بمصر ثم يعود مرة أخرى للسودان حيث أسس "مسجده ومعهده الدينى الذى يحمل اسمه فى مدينة دنقلا السودانية". وطوال الخمسة قرون التالية ظلت العائلة تعمل فى مجال نشر القرآن وتحفيظه.

 

أما المشير سوار الذهب نفسه فهو من مواليد 1934 بمدينة أم درمان وتلقى جميع مراحل التعليم الأساسى فى مدرسة قرطبة التى تعد ثالث مدرسة ثانوية حكومية تتأسس فى السودان.

وبدأت حياته العسكرية مبكرا، حيث التحق بالكلية الحربية وتخرج منها برتبة ملازم فى 1955 وهو نفس العام الذى بدأ فيه تمرد جنوب السودان، وبالتالى كانت تلك أول محطة فى تاريخه المهنى من خلال القوة التى قاتلت ضد التمرد وعرفت باسم "الفرقة الاستوائية" لمنع انفصال الجنوب السودانى عن الشمال وكان يقول عن مهمته تلك إنها كانت السبب فى توجه كل العسكريين السودانيين منذ ذلك التاريخ نحو منع انفصال الجنوب عن الشمال فى السودان.

 

سوار الذهب برتبة ملازم
سوار الذهب برتبة ملازم

 

وبعد صد التمرد واصل سوار الذهب دراسته حيث حصل على دورات دراسية فى بريطانيا مرتين وفى أمريكا والأردن التى حصلها منها على الماجستير فى العلوم العسكرية من جامعة مسلم العسكرية، وبعدها حصل على زمالة الكلية الحربية العليا من أكاديمية ناصر العسكرية بالقاهرة، ثم عاد للسودان وترقى فى المناصب حتى وصل لرتبة فريق أول والقائد العام للجيش السودانى.

 

أما عن وصوله للسلطة فروى سوار الذهب، أن الأمر كله كان عائدا للشعب السودانى نفسه وإرادته بداية من التحرك الشعبى لإسقاط حكومة جعفر النميرى فى أبريل 1985 وتصادف وجود النميرى خارج السودان فى ذلك الوقت، وتحرك الشعب السودانى تحركا واسعا بجميع أحزابه السياسية التى تعمل تحت الأرض حيث لم يكن هناك أحزابا معترف بها رسميا سوى حزب الاتحاد الاشتراكى.

 

وقال "حينما رأيت أن الشعب السودانى بأجمعه قد دخل فى عصيان مدنى، أى أن إضرابا سياسيا عاما قد حدث، أذكر أننى وبوصفى وزيرا للدفاع كنت عضوا فى ما يسمى بقيادة الاتحاد الاشتراكى، وفى ذلك الوقت طلبت من القادة الاشتراكيين فى الاتحاد الاشتراكى السودانى أن يتواصلوا مع الشعب وأن يدعوا مؤيديهم لإظهار ولاءهم للشعب السودانى ولحكومة الرئيس النميرى".

 

وواصل روايته "حينما جاء يوم الثلاثاء ظننت أن نصف أو ربع الشعب السودانى على الأقل سوف يشترك فى هذه المظاهرة تأييدا للرئيس النميرى، ولكن بكل أسف لم يخرج فى هذه المظاهرة إلا قلة وكنت أنا ضمن هذه القلة مرتديا الزى العسكرى كقائد عام ووزير للدفاع وعضو فى الاتحاد الاشتراكى، فأدركت فى تلك اللحظة أن الرئيس النميرى وحكومته لم يعد لها أى شعبية وسط شعب السودان".

 

وقال فى شهادته التاريخية حول سبب توليه السلطة، "بوصفى قائدا عاما للجيش السودانى قمت بجولة فى وحدات القوات المسلحة: فرقة المدرعات، وفرقة المظليين، وفرقة المهندسين وكثير من هذه الوحدات قمت بجولة ميدانية إليها، واستمعت إلى الجنود وإلى اراء الضباط بالذات، ووجدت أنهم كانوا يجمعون على أنه لم يعد للرئيس النميرى أى نوع من الشعبية ليظل فى الحكم، فدعوت إلى اجتماع فى القيادة العامة لكبار القادة العسكريين وتشاورنا فى الأمر وكان يجمعنا أن الأمر أصبح الآن واضحا، وحرصا على السودان وحقنا لدماء شعبة فلابد للقوات المسلحة أن تأخذ جانب الشعب وتعلن نهاية حكم الرئيس جعفر النميرى وعلى القوات المسلحة أن تتولى السلطة لفترة محدودة تجرى خلالها انتخابات دستورية ثم تسلم السلطة إلى ممثلى الشعب وتعود بعد ذلك إلى ثكناتها".

ومن هنا جاء توليه السلطة لحين انتخاب حكومة جديدة، وبالفعل بعد إجراء الانتخابات فى العام التالى أعلن سوار الذهب تسليمه السلطة.

وبعد اعتزال الحكم تفرغ سوار الذهب لأعمال الدعوة الإسلامية من خلال منظمة الدعوة الإسلامية كأمين عام لمجلس أمنائها. وترأس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية فى السودان، التى كان من إنجازاتها تشييد عشرات المدارس الثانوية، والابتدائية والمتوسطة، وتشييد أكثر من 2000 مسجد فى أفريقيا وشرق أوروبا، إلى جانب حفر أكثر من 1000 بئر للمياه، وتشييد 6 ملاجئ للأيتام والإشراف عليها فى أفريقيا.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة