يواصل العسكريون الليبيون اجتماعاتهم فى القاهرة لبحث آليات التنفيذ والتطبيق الفعلى للمشروع الوطنى لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية، بما يتلاءم مع مهامه المنوط بها، وكذلك تلبية متطلبات واحتياجات ليبيا.
ونجح العسكريون الليبيون خلال الجولات الست التى احتضنتها القاهرة منذ أكثر من عام فى التواصل لرؤية مشتركة لتوحيد الجيش الليبى على أسس مهنية واحترافية خالصة، ما يجعله قادرا على الاضطلاع بدوره كضامن لوحدة الدولة المدنية فى ليبيا وسيادتها على كامل ترابها الوطنى، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكا خالصا لأبناء الشعب الليبى.
وانطلقت فى القاهرة، أمس الأربعاء، اجتماعات العسكريين الليبيين، لتوحيد المؤسسة العسكرية الليبية برعاية اللجنة الوطنية المعنية بالملف الليبى.
وقال المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية العميد أحمد المسمارى، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن اجتماعات العسكريين الليبيين انطلقت اليوم فى القاهرة، بمشاركة عدد من القيادات العسكرية الليبية، لبحث توحيد مؤسسة الجيش الليبى، مشيدا بالدور الذى تلعبه مصر لتوحيد صفوف الليبيين لمكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة.
ونفى العميد أحمد المسمارى الأكاذيب التى روجتها وسائل إعلام مختلفة حول طرح القاهرة لأى مبادرات جديدة بشأن المؤسسة العسكرية الليبية، داعيا وسائل الإعلام لتحرى الدقة والمهنية فيما ينقل من أخبار عن المؤسسة العسكرية الليبية واجتماعات العسكريين الليبيين فى القاهرة، موضحا أن الشائعات التى يتم ترويجها تهدف لتشويه الدور المصرى وعرقلة توحيد الجيش الوطنى الليبى.
وزعمت وسائل إعلام وصفحات تواصل اجتماعى طرح القاهرة لمبادرة جديدة حول توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، مدعية أن مصر اقترحت تشكيل مجلس عسكرى ليبى من قيادات عسكرية ليبية.
وتقترب القيادات العسكرية الليبية، من الإعلان عن توحيد مؤسسة الجيش الوطنى الليبى، والبدء فعليا فى تفعيل الاتفاق على الأراضى الليبية، فضلا عن التحرك الدولى للمطالبة برفع حظر التسليح عن قوات الجيش الوطنى الليبى.
يذكر أن القيادات العسكرية الليبية قد اتفقت على إعادة التأكيد على الثوابت الوطنية الراسخة للجيش الليبى، وعلى رأسها الحفاظ على وحدة وسيادة ليبيا ومدنية الدولة، وضرورة الابتعاد بالمؤسسة العسكرية الليبية عن أية استقطابات من شأنها التأثير بالسلب على الأداء الاحترافى والدور الوطنى للجيش الليبى.
وشدد العسكريون الليبيون على ضرورة المضى قدما فى مشروع توحيد الجيش الليبى بما يجعله قادرا على التعاطى بشكل إيجابى مع التحديات التى تواجهها الدولة الليبية حاليا ومستقبلا فى ضوء المخاطر المحدقة بها، وعلى رأسها خطر الإرهاب والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وتهدف القاهرة من خلال اجتماعات العسكريين الليبيين إلى توحيد المؤسسة العسكرية تحت قيادة واحدة، وذلك عقب عدة جولات من الحوار والمفاوضات العسكرية التى تم التوصل فيها إلى الأليات التى سيتم بها توحيد الجيش الليبى على الأرض.
ونجح العسكريون الليبيون خلال اجتماع القاهرة الأخير مارس الماضى فى التوصل للهيكل التنظيمى لمؤسسة الجيش الوطنى الليبى، وإنشاء مجلس الدفاع الأعلى، ومجلس الأمن القومى ومجلس القيادة العامة.
وتحاول بعض الأطراف المستفيدة من الانقسام فى ليبيا التشويش على اجتماعات توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، وذلك عبر بث الشائعات والأكاذيب حول تلك الاجتماعات وهو ما دفع القيادة العامة للجيش الليبى إلى تفنيد تلك الأكاذيب.
وفى سياق متصل، تكثف قوات الجيش الليبى من عملياتها العسكرية فى مدن الجنوب للقضاء على الجماعات الإرهابية وعصابات الجريمة، والتنسيق والتشاور مع تشاد والنيجر لتوحيد الجهود المشتركة فى ملاحقة الإرهابيين.
وأجرى المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية زيارة إلى تشاد، للقاء الرئيس التشادى إدريس ديبى، فى العاصمة نجامينا، وذلك للمرة الثانية فى غضون أقل من شهرين.
ويرى مراقبون أن زيارة المشير خليفة حفتر إلى تشاد تأتى فى إطار الجهود التى يقودها قائد الجيش الليبى لمحاربة الجماعات الإرهابية التى تنتشر فى جنوب البلاد، وملاحقة العصابات التشادية التى تنشط فى جنوب ليبيا وتتخذ منه نقطة انطلاق لاستهداف القوات التشادية فى شمال البلاد.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة