انعكست حالة الاستقرار النسبى الذى تعيشه بعض المحافظات السورية بشكل إيجابى فى البلاد، ما شجع بعض دول الجوار السورى على فتح المعابر الحدودية مع سوريا، وذلك فى أول خطوة بعد إغلاق المعابر المشتركة مع سوريا منذ 4 سنوات.
ونجحت المفاوضات بين الوفود السورية والأردنية التى بدأت منذ عدة أشهر فى التوصل لاتفاق يقضى بفتح معبر نصيب/جابر مع الأردن، وبدأ حركة عبور السيارات والأشخاص بين البلدين والإعلان عن انتهاء فترة إغلاق استمرت نحو ثلاث سنوات نتيجة سيطرة الجماعات الإرهابية على المعبر الحدودى المشترك بين سوريا والأردن.
وقالت وكالة الأنباء السورية أن جميع الإجراءات اللوجيستية اتخذت لاستقبال حركة عبور السيارات والأشخاص على الجانب السورى من قبل جميع الجهات والوزارات المعنية، وبدأت حركة دخول عدد من السيارات والأشخاص من سوريين وأردنيين إلى سوريا.
بدوره أعلن وزير الداخلية السورى اللواء محمد إبراهيم الشعار، أمس الأحد، أنه تم الاتفاق مع الجانب الأردنى على إعادة فتح معبر نصيب جابر الحدودى بين البلدين اعتبارا من اليوم إثر اجتماع اللجنة الفنية السورية الأردنية فى مركز جابر الحدودى والاتفاق على الترتيبات والإجراءات الخاصة لإعادة فتح معبر نصيب جابر.
وكانت وحدات الجيش السورى سيطرت فى يوليو الماضى على المعبر الحدودى من الإرهاب وأعادت إليه الأمن، وباشرت الورشات الفنية أعمال الترميم فى المعبر وإصلاح الطرقات الواصلة إليه من مدينة درعا، إضافة إلى استكمال الإجراءات اللوجيستية اللازمة لإعادة تشغيله بهدف استعادة حركة النقل البرى وتسهيل نقل الركاب والبضائع بين البلدين
وعقد اجتماع بين الجانبين الأردنى والسورى أمس الأحد، وقرر الجانبين افتتاح معبر "جابر - نصيب" أمام حركة البضائع والمسافرين اعتباراً من صباح الاثنين.
وبحسب محضر الاجتماع، تستأنف حركة النقل البرى للركاب والبضائع بموجب أحكام اتفاقية النقل البرى، فى حين يخضع سائقو الشحن والمركبات العمومية للإجراءات الحدودية فقط.
وبخصوص الإجراءات الجمركية، طلب الجانب السورى اعتماد مندوب على الجانب الأردني لاستكمال عمليات التفتيش نظرا لافتقار المعبر لأدوات التفتيش، وستكون طبيعة العمل للوقت من الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا وليس لعدد المركبات أو المسافرين.
كما ينص المحضر على أنه يمكن لمواطنى البلدين التنقل عبر معبرى جابر ونصيب، على أن يتمتع القادمون إلى الأردن بموافقة أمنية مسبقة.
بدوره قال مستشار مجلس الوزراء السورى، الدكتور عبد القادر عزوز، ان افتتاح المعابر الحدودية مع سوريا هو ثمرة ونتيجة للواقعية السياسية وتضحيات سوريا وجيشها وشعبها، مؤكدا أن ذلك مؤشر لتعافى الدولة السورية على المستوى الاقتصادى، لأن فتح المعابر بمثابة مقدمة لانتعاش اقتصادي مع الاردن ولبنان وهو ما ينعكس ايجابا على جميع الاطراف ويهيئ الظروف لعودة السوريين إلى بلادهم.
وأكد عزوز فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من دمشق، الاثنين، ضرورة استجابة كافة الأطراف للقرارات الدولية وعدم توفير ملاذ آمن للإرهابيين وأيضا قطع خطوط الإمدادات للجماعة الإرهابية، مشددا على ضرورة العودة إلى عملية سياسية لحل الأزمة السورية بعيدا عن أى تدخلات خارجية.
وفى سياق متصل، استقبل الرئيس السورى بشار الأسد اليوم الاثنين، إبراهيم الجعفرى وزير الخارجية العراقى والوفد المرافق له.
وأكد الأسد أن الانتصارات التى تحققت على الإرهاب فى سوريا والعراق هى انتصارات مشتركة لأن الساحة فى البلدين واحدة امتزجت فيها دماء الأبطال الذين صنعوا هذه الانتصارات فى كلا البلدين.
بدوره قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين السورى، وليد المعلم، إن انتصار سوريا والعراق فى الحرب على الإرهاب ستستفيد منه جميع دول المنطقة والعالم.
وأعرب المعلم عن أمله فى فتح معبر البوكمال مع العراق قريبا بعد إغلاقه بسبب الإرهاب.
فيما أكد وزير الخارجية العراقى أن إغلاق المعابر بين سوريا والعراق جاء بسبب ظروف استثنائية جراء الإرهاب وستفتح قريباً، موضحا أن العراق يقدر مواقف سوريا الداعمة له ولن يسمح بأى تدخل خارجى فى علاقته معها.
وأعيد، اليوم الإثنين، فتح المعبر الوحيد بين سوريا والقسم المحتل من هضبة الجولان الواقع تحت السيطرة الإسرائيلية، والمغلق منذ أربع سنوات بسبب الحرب في سوريا.
يأتى فتح المعبر نتيجة اتفاق تم التوصل إليه الجمعة بين الأمم المتحدة وإسرائيل وسوريا، وقد اجتازت سيارتان تابعتان للأمم المتحدة السياج الذى فتح أمامهما من الجانب الإسرائيلى من معبر القنيطرة.
وقال مصدر أمنى سورى إنه جرى الافتتاح الرسمى لمعبر القنيطرة بين سوريا والجولان السورى المحتل، ورفع العلم السورى على المعبر، بحضور شخصيات رسمية وعسكرية وفعاليات دينية وشعبية سورية رفع خلالها العلم السورى على المعبر.
وكان الجيش السورى استعاد فى 26 يوليو الماضى، السيطرة على معبر القنيطرة، وذلك ضمن اتفاق التسوية أفضى إلى خروج المجموعات المسلحة وعلى رأسها جبهة النصرة الإرهابية إلى إدلب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة