منذ أيام قليلة انتهت فعاليات الدورة الـ18 من معرض عمان الدولى للكتاب، الذى نظمه اتحاد الناشرين الأردنيين، تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين"، وحلت مصر ضيف شرف على هذه الدورة من المعرض، وبحسب إدارة المعرض فإن هذه الدورة حققت نجاحا كبيرا، مقارنة بالدورات السابقة، وشهدت إقبالا كبيرا من الجمهور العربى والأردنى، سواء على مستوى شراء الكتاب، أو حضور الفعاليات الثقافية.
"اليوم السابع" التقى الناشر فتحى البس، مدير دار الشروق الأردنية، رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين، مدير عام المعرض، قبل ساعات قليلة من انتهاء هذا العرس الثقافى، وكان لنا معه هذا الحوار:
فتحى البس رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين
فى البداية.. لنضع أيدينا على الجرح الذى يؤلم الناشرين.. كيف تتعامل الأردن مع قرصنة الكتب؟
ظاهرة الاعتداء على الملكية الفكرية، قديمة، ومراكزها متنقلة، فلم تعد هناك دولة معينة يأتى منها هذا الاعتداء، إلا أنه حسب رؤيتنا، فإن الدول العربية التى تشهد عميلات قرصنة للكتب هى حركات يقوم بها أشخاص لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة، وذلك بالنظر إلى حجم قرصنة الكتب فى مصر للأسف الشديد، ونحن نتابع الجهود الجبارة التى يبذلها اتحاد الناشرين المصريين والاتحاد العربى، وشرطة المصنفات فى مصر، والكم الهائل من الكتب المقرصنة التى يتم التحفظ عليها، وينشر عنها الأخبار فى الصحف المصرية، من أجل الحد من هذه الظاهرة، وعندنا أيضا لجنة لحقوق الملكية الفكرية والقانون الأردنى ممتاز ومتطور، والمشكلة ليست فى القانون ولكن فى تنفيذه، لدينا فى المكتبة الوطنية، مكتب الضبطية العدلية، وهى تابعة لوزارة الثقافة، ومن هنا يأتى التعاون الوثيق بين اتحاد الناشرين والوزارة والمكتبة الوطنية، ولكن القائمين بعمليات القرصنة لهم طرق متنوعة و"شيطانة"، ولهذا فقد سبق وأظهرنا خطابا شديد اللهجة، وتم مداهمة إحدى المكتبات التى تقوم بقرصنة الكتب، وتم تحويل صاحبها للمحكمة.
الغرب أيضًا يشهد حالات قرصنة... فهل تعتقد أنه سوف يأتى يوم ونقضى فيه على قرصنة الكتب؟
عقوبة تجارة المخدرات تصل أحيانا حتى الإعدام، ومع ذلك هناك ناس لا زالوا يعملون فيها، فالقضاء على الظاهرة بشكل عام صعب، ولكن من الممكن الحد منها للوصول للحد الأقصى، عن طريق فرض وتشديد عقوبات كبيرة، ونحن نأمل فى محاصرة القرصنة والاعتداء على الحقوق، بالتعاون مع اللجان المحلية، ولجنة حماية الملكية فى اتحاد الناشرين العرب.
بصفتك رئيسا لاتحاد الناشرين فى الأردن.. حدثنا عن بروتوكول التعاون الذى تم توقعيه مع مصرى؟
بروتوكول التعاون هو لتبادل العقود والخبرات والتمثيل، والتأكيد على التعاون له تأثير كبير وخاصة عندما يتم تبادل المعلومات ما بين الطرفين، وهو ما سوف يكون له مردود، وحصر أى ظاهرة سلبية.
وما هو معدل قراءة المواطن الأردنى.. وهل هناك إحصائية عن كم كتاب يقرأ فى العام؟
لا يوجد أرقام دقيقة حتى فى المنطقة العربية، وأيضا هنا لا يوجد أرقام محددة، لكننا لاحظنا الإقبال فى معرض عمان، لدينا إقبال ممتاز وبالتالى لدينا قراء، لكننا من ضمن ما نعانيه من صعوبات فى صناعة النشر هى صعوبة الظروف المعيشية للمواطن.
فتحى البس
بخلاف القرصنة وظروف معيشة المواطن الأردنى.. ما هى المعوقات وتحديات صناعة النشر لديكم؟
أكبر مشكلة هى صغر السوق، وتعقيدات تصدير الكتاب للأسواق العربية، وانهيار الأسواق العربية الكبرى، مثل العراق ليبيا وتونس واليمن ومصر أيضا بسبب فرق صرف العملات، والتكنولوجيا الحديثة، وسهولة البحث عند طلاب الجامعات، واتجاههم إلى محركات البحث بدلا من شراء الكتب والمراجع، ونحن فى حاجة إلى جهد كبير لتنشيط العودة لاستخدام الكتاب الورقى.
فى ظل هذا.. ما هى أهم المشروعات الثقافية الموجودة فى المملكة الآن؟
لدينا مشروع مكتبة الأسرة، وهو شبيه بمشروع مكتبة الأسرة فى مصر، وطبعا مؤسسات الدولة لديها مراكز ثقافية، وهناك أمانة عمان الكبرى، ومشروع العواصم الثقافية المحلية، التى تقوم على اختيار مدينة محلية لتكون عاصمة ثقافية، من أجل تنشيط الحركة الثقافية فى الأردن.
فى ظل ما أشرت إليه.. كيف تصف حال الرقابة على الكتاب؟
هل هناك دولة ليس بها رقابة على الكتب؟ الرقابة موجودة فى كل العالم، ولدينا فى القانون لا يوجد فيه مصادرة، لكن يوجد منع تداول، وفى حالة منع كتاب من خلال المكتبة أو الوطنية أو أى جهة، من حق صاحب الكتاب أن يلجئ للمحكمة، كما حدث معى عندما تم منع تداول كتابى، ولجأت إلى المحكمة وكسبت القضية، لكن المصادرة لا توجد، ومنع التداول، ربما يكون من شكاوى من أى جهة من الجهات.
فتحى البس مع رئيسا اتحادات الناشرين المصريين والعرب ووزيرة الثقافة المصرية
إذا.. كيف تعلق على ادعاءات البعض بوجود مصادرة فى معرض عمان هذا العام؟
اتحاد الناشرين توصل إلى اتفاق مع كافة الجهات فى الأردن على ألا يكون هناك رقابة متشددة، وأثناء المعرض، ورد إلينا استفسارات حول بعض العناوين ليست كلها لأسباب دينية أو سياسية، لكن بعضها كان له علاقة بالمحتوى الذى اعتبره البعض خارج عن العادات والتقاليد، وطالبنا من الناشرين عدم عرض هذه العناوين، وعددها لا يتجاوز أصابع اليد، والناشرين كانوا متفهمين ومتعاونين.
فى ظل مواجهة العالم العربى للإرهاب.. هل سبق وأن تم إغلاق دور نشر تتبع جماعة الإخوان من قريب أو بعيد؟
لا يوجد أى منع، ولم يتم منع أى دار خلال المعرض، كان هناك دور نشر مشاركة فى المعرض وتنشر كتبا إسلامية، ونحن فى اختيار المشاركين، لم ندقق إلا فى محتوى الكتب ونوعيتها وليس توجه وإيدلوجية دار النشر.
فى الختام.. كيف تقييم هذه الدورة من معرض عمان الدولى للكتاب؟
المعرض شهد تطورا هائلا فى الشكل والمضمون، وإدارة المعرض اختارت المشاركين بدقة عالية، وحرصنا على الكيف وليس الكم فقط، وأعيد النظر فى ترميمه وتصميمه، وقمنا بحملة إعلامية كبيرة، وتقيسيمى ليس المهم فى رأيى، بل انتظر تقييم الجمهور والناشرين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة