مميزات عدة وفوائد لا يمكن إغفالها قدمتها الثورة التكنولوجية ولا تزال فى العديد من المجالات بعد التوسع فى الذكاء الاصطناعى، والتوسع فى الخدمات التى تقدمها مواقع التواصل الاجتماعى ومحركات البحث، إلا أن السنوات القليلة الماضية كشفت أن تلك التقنيات سلاح ذو حدين، وباتت تهدد بما لا يدع مجالا للشك الأمن القومى للعديد من الدول ومن بينها الدول الأوروبية.
فى باريس، كشفت وزيرة العدل الفرنسية نيكول بيلوبيه مطالبة بلادها شركة جوجل بالتشويش على الصور الجوية للسجون المتاح أماكنها على تطبيقى (جوجل ماب) و(جوجل إيرث ) وبينها سجن "فاندين لو فيى" المحتجز فيه رضوان فايد الذى كان أكثر الهاربين المطلوبين فى البلاد.
وزير العدل الفرنسية
وقالت بيلوبيه فى تصريحات لإذاعة "أر تى أل" الفرنسية: "أعتقد أنه ليس من الطبيعى عرض منشآت حساسة وتخضع للحراسة مثل السجون على الإنترنت"، مشيرة إلى أن أى منشأة تتعلق بالأمن العام للبلاد لا يجوز نشر تفاصيل موقعها، سواء كان سجن أو قاعدة عسكرية أو موقع مفاعلات نووية وكل ما يتعلق بسلامة البلاد لابد أن يخضع الإفصاح عن اى معلومات عنه للرقابة.
ويعد رضوان فايد ذو الأصول الجزائرية، من أشهر الهاربين من سجن ريو فى باريس، حيث تمكن من الفرار قبل أشهر، بعدما استعان بفرقة استخدمت مروحية مسروقة استعانت بدورها باحداثيات جوجل إرث، قبل أن تتمكن السلطات الفرنسية من القبض عليه مجدداً بداية الشهر الجارى.
وبتكبير الصورة، يمكن تمييز مبانى السجن المتعددة وحتى منشأته الرياضية بشكل واضح، كما أشارت الوزيرة الفرنسية، إلى أن طلبها لم يتم تلبيته حتى الآن، مضيفة أنها تخطط لطلب لقاء شخصى مع الأشخاص المكلفين بتلك الإدارة فى (جوجل) لسحب تلك الصور وكل ما يشبهها من محرك البحث.
وعلى صعيد آخر فى الوقت الذى يتنامى فيه القلق حول قضية الأمن الإلكترونى تزداد يوماً بعد يوم المطالب والشكاوى وحتى القضايا التى تنظر فى المحاكم بسبب هذه المسألة.
وزير الدفاع البلجيكى
وفيما تبحث باريس التفاوض مع جوجل لفرض حماية خاصة على منشأتها العسكرية، تميل بلجيكا بدورها إلى مقاضاة مسئولى محرك البحث الشهير للسبب نفسه، فبحسب قناة يورو نيوز ، فإن وزارة الدفاع البلجيكية تخطط حاليا لمقاضاة الموقع بسبب عدم رضوخ إدارته لمطالب بإزالة محتوى وصور تتعلق بمواقع عسكرية حساسة من تطبيق خرائط جوجل.
ولا تقتصر الشكاوى على بلجيكا وفرنسا، فسبق أن طالبت هولندا وألمانيا إزالة بعض صور المنشأت العسكرية من جوجل إرث وجوجل ماب، وهو ما استجابت له إدارة جوجل.
شركة جوجل
وتتزامن شكاوى الدول الأوروبية من خدمات جوجل بالتزامن مع إغلاق شركة "ألفابت" الشركة الأم لخدمة "جوجل بلس"، قبل يومين، بعد فضيحة تسريب بيانات ما يقرب من نصف مليون حساب بسبب خلل تقنى.
وقالت جوجل حينها، إن البيانات المتأثرة تقتصر على بيانات شخصية على جوجل بلس تشمل الاسم والبريد الإلكترونى والوظيفة والنوع والسن.
وأضافت الشركة: "لم نعثر على أدلة تشير إلى أن أى مطور كان على دراية بهذا الخلل أو أساء استخدام واجهة تطبيق البرنامج ولم نعثر على أدلة على إساءة استخدام أى بيانات شخصية".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة