بأنفاس مكتومة ودموع مختلطة بنظرة أمل إلى مستقبل أفضل، ونبرات ما بين الإنكسار ومحاولة لملمة الهمة، جميعها مشاهد سكنت داخل منزل أقرب إلى التصميمات اليابانية بالبناء بالأخشاب، ولكنه داخل قرية العراقية التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، بمنزل يسكنه ثلاثة من الشباب أقبلوا على الزواج، وأم تحاول المساعدة لأبنائها فعلمت بالخياطة وأب بالمعاش، سيناريو جديد لأسرة تحلم بالبناء لمنزل يحميها من نار الشمس المحرقة فى الصيف ولهيبها، ومن أمطار ورياح ورعد الشتاء، فى قصة للمعاناة استمرت لأكثر من 9 سنوات حتى الان يحلمون بطوق النجاة لهم، وما بين صرخات واستغاثات يعبر الابن الاكبر بعبارة " يبقى الوضع على ما هو عليه ".
بابتسامة حزينة روى "صيام عصام إمام حمودة" 30 سنة، مقيم بقرية العراقية التابعة لمركز الشهداء بمحافظة المنوفية، العائل الأكبر لأسرة مكونة من ثلاثة أشقاء قاربوا على الزواج وهم " عماد 27 سنة، و رضا 24 سنة، وجميعهم يعملون باليومية، ويحلمون ببناء منزل لهم يحميهم ويلم شملهم ويحافظ على أدميتهم .
يقول صيام، كنا نعيش فى بيت العائلة والذى كان ببناء قديم لم يتمكن من مواجهة السنين والزمن البعيد لبناءه ليسقط المنزل فى عام 2010، ليقسم جدى المكان ويعطى لنا قطعة أرض ميراث، بنيناها بالطوب الأحمر والطين ومكثنا بها 5 سنوات، وجاء إلينا قرار إزالة مع الوقف أستمر لأكثر من عامان، الأمر الذى جعلنا نأمن أنه لن يكون هناك إزالة أو أى شىء، فقمنا بتجهيز المنزل من الداخل، وفوجئنا بتنفيذ قرار الإزالة فى عام 2013 وهدم المنزل .
وتابع صيام، سكنا عام كامل بالإيجار وتجرعنا مرار الإيجار من شق لأخرى مع المعاناة فى عدم القدرة على الوفاء بالإيجار، فمن الممكن أن نعمل شهر ونمكث بالمنزل شهر، ولم أجد أمامى سوى أن أقيم، بمكان المنزل القديم، حتى أتمكن من حماية للأسرة وجمعها فى منزل يحمى الجميع على أمل الحصول على التراخيص بالبناء، والتى لم نتمكن من الحصول عليها حتى الآن على الرغم من المعاناة التى نعانيها طوال سنوات .
مفردات لمشهد تجسد فى أسرة صيام، الذى ضحى بعمله لستر أسرته، بمنزل لن تجد به سوى اليأس على جدران خشبية، ولا مجيب من مسئولين طالما وعدوهم بالتصريح لإعادة البناء دون أى تنفيذ، قائلا " مليش نفس أعيش ومليت الدنيا شغل ومش عارف أبنى بيتي" مشيرا إلى أنه تردد على المسئولين للبحث عن حل للمشكلة وتلقينا وعود كثيرة دون تنفيذ لأى وعد بالبناء، مشيرا إلى المعاناة الشديدة التى يعانون منها فى فصل الشتاء والأمطار التى تغمر المنزل، بالإضافة إلى الرياح التى نخشى فى يوم من الأيام أن تقتلع المنزل علينا، وما أن نهدأ بنهاية الشتاء إلا وتبدأ معاناة من جديد من لهيب الشمس وحرارتها المحرقة التى تدخل إلينا من كل فاصل من فواصل ألواح الأخشاب .
وأضا صيام قائلا "حسيت إن الدنيا ضاقت عليا بعد ما أصبحت نجار بلا أخشاب فأنا ضحيت بخشب الشغل لأستر أهلى، وأشتغلت فى كل مكان فى العاصمة الإدارية والمدن الجديدة وبنيت كتير ومش عارف أبنى بيتى"، مؤكدا أنه لا يريد سوى السماح له ببناء منزل بديل واستعادة أخشابه لتوفير مسكن أدمى ومواصلة كفاحه للعيش بكرامة مع إخوته، فهو لا يريد شقة من المحافظة ولا فيلا من الوزير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة