صور.. مهندس سوري يشارك في حفر آبار المياه في مدينة "ناصر" بأسيوط .. "فايز": تعرضت لخسائر جراء الحرب والحالة الاقتصادية الصعبة.. وصديق مصري اخبرني باتجاه الدولة في استصلاح الأراضي الصحراوية فجئت للمشاركة

ليس بالغريب أن نجد أحد العاملين في مشروع مدينة "ناصر" بمنطقة هضبة أسيوط الغربية من جنسية أخرى لاسيما سوريا، وهذا يعكس ضخامة وتوسع المشروع الذي تشارك فيه آلاف الأيادي من أجل التعمير والبناء ، ويعده أهالي الصعيد طوق النجاة لهم في حل مشاكل الإسكان والبطالة، وبداية لحياتهم الحقيقية التي طالما نادوا بها من أجل التنمية سنوات طويلة.

فايز أحمد مهندس سوري الجنسية يعمل في مشروع ناصر

فايز أحمد، مهندس سوري الجنسية، دفعته ظروف الحرب للفرار من سوريا بعدما فقد الأمل في البقاء هناك  بسبب الصراعات والحروب التي تقضي على الأخضر واليابس، بل كان له صديقا مصريا يعرفه جيدا وعرض عليه الانتقال لمصر من أجل بداية الحياة الجديدة ، لاسيما أنهما يعملان في شركة حفر ومقاولات مطلوبة أي مرغوبة في السوق خلال الفترة الحالية.

لافتة مدينة ناصر بهضبة أسيوط الغربية

5 أعوام قضاها فايز في مصر منذ قدومه من سوريا، عمل خلالها في عدة محافظات ومناطق مصرية من أجل لقمة العيش، وكبارقة أمل يسلكها من جديد مثل كثير من السوريين دخلوا مصر واستقروا بها وتمكنوا من تدشين مشروعات والنجاح فيها وتحقيق عائد مادي يمكنهم من التعايش مع الظروف التي فروا منها.

وقال "فايز" إنه من محافظة أدلب إحدى محافظات سوريا، ولديه شركة متخصصة في أعمال حفر آبار المياه، وبعد عرض صديقه المصري العمل في مصر ، قرر الانتقال والعيش فيها، أملا في تعويض الخسائر التي تكبدها في بلاده جراء الحروب والظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها بلاده.

وأوضح " فايز" أنه دخل مصر بطريقة شرعية بعيدا عن كل الطرق التي كان يسلكها البعض عن طريق السفر لبلدان ومنها إلى مصر، وانتهى من استيفاء إجراءات شركته ، وشعر حينها كأنه ولد من جديد، منوهًا بأن صديقه المصري أخبره اتجاه الدولة نحو استصلاح الأراضي الصحراوية وزراعتها والحاجة لمجال حفر آبار المياه.

وأضاف " فايز"، أنه جاء إلى العمل في مشروع هضبة أسيوط الغربية، وهو يدرك حجم وضخامة المشروع جيدا حيث يعتبر نقله كبيرة وبادرة خير ستتحقق بعد فترة من الزمن،موضحا أنه متزوج ويعول 6 أطفال جميعهم في المرحلة الابتدائية.

وعن طبيعة عمله ، قال أنه متواجد في موقع تنفيذ بئر اختباري للمياه، من أجل تغذية مشروع الهضبة على عمق أكثر من 250 مترًا، ووصلوا إلى المياه بالفعل على عمق 165 مترا، واستكملوا الحفر حتى 300 متر، ومستمرون في العمل حتى تنفيذه على أكمل وجه.

وتمنى فايز أن يعود الأمان إلى بلاده سوريا، وأن يتم الله عز وجل الأمن على مصر والازدهار والرقي للشعب المصري.

جدير بالذكر أن مشروع مدينة "ناصر" بهضبة أسيوط الغربية، يعد أحد المشاريع العملاقة التي تولي الدولة اهتماما بها تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والذي أطلق عليها "مدينة ناصر تخليداً لذكرى الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ـ ابن المحافظة ـ  بالموافقة علي تخصيص مساحة 6.6 آلاف فدان من مساحة الأرض المملوكة للدولة أعلى منطقة الهضبة الغربية لإقامة تجمع عمراني جديد يحتوي علي مناطق سكنية وصناعية واقتصادية وخدمات إقليمية .

وتقام مدينة ناصر، علي ارتفاع 170 مترا عن مستوى سطح الأرض وعلى بعد 25 كيلو متر غرب نهر النيل بمدينة أسيوط؛ كما تبعد حوالي 28 كيلو متر عن مدينة أسيوط الجديدة ويؤدي إلى مدينة ناصر طريقان هما الطريق الدائري المؤدى إلى مطار أسيوط الدولي و طريق آخر جارى تجهيزه بطول 22 كيلو مترا يخترق هضبة أسيوط الغربية .

وتشمل المرحلة الأولي من مدينة ناصر، الحيين الأول والثاني بمسطح حوالي 1600 فدان ويتضمن عمل 27 ألف وحدة سكنية ما بين إسكان اجتماعي و 6680 وحدة إسكان متوسط و 7160 وحدة  ومناطق قطع أراضي وفيلات وعمارات أفراد، كما تم تخصيص مساحة 37 فدان مدينة طبية، وكذلك تم تخصيص مساحة 140 فدانا لإنشاء مدينة رياضية أوليمبية.

كما تم تخصيص مساحة 10 آلاف متر مربع بموقع مساحة الأرض بمدينة ناصر من قبل هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة يتم إنشاء كاتدرائية للأقباط الأرثوذكس؛ كما تم تخصيص مساحة 185 فدانا لإنشاء جامعة تكنولوجية حديثة، كما تضم مناطق خدمات تعليمية وترفيهية و دينية وصحية و منطقة صناعية تضم صناعات صغيرة ومتوسطة و منطقة خدمات تجارية وحكومية وخدمات إدارية ومنطقة مولات و منطقة لوجستية لقربها من مطار أسيوط الدولي.