تبادل الرئيسان الأمريكى والكورى الشمالى خلال اليومين الماضيين تهديد بإطلاق الزر النووى، الذى ستبدأ معه حرب عالمية تهدد مستقبل العالم، وبدأ التهديد رئيس كوريا الشمالية كيم جونج أون، الذى قال يوم الثلاثاء الماضى إنه أصبح لديه الآن زرا نوويا، فى إشارة إلى استعداد بلاده لشن الحرب المدمرة، وبعد يوم، رد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب عي قائلا إن زره النووى أكبر بكثير.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن صورة الزعيم يضع إصبع على زر، القادر على إطلاق ضربة قد تنهى العالم قد ظلت على مدى عقود تجسد السرعة التى يمكن أن تُطلق بها الأسلحة النووية، ورمز للقوة الطلقة للشخص الذى يقوم بالضغط عليه، لكن هناك مشكلة واحدة فقط فى هذا، وهى أنه لا يوجد "زر نووى" بالأساس.
ورغم أنه غير موجود، تحدث عنه العديد من الرؤساء والمرشحين الرئاسيين فى أمريكا. فقد سبق أن قال ريتشارد نيكسون لمستشاريه أثناء حرب فيتنام إنه أراد أن يعتقد الفيتناميون الشماليون أنه رجل مجنون لا يمكن التنبؤ به ولا يمكن تقييده عندما يكون غاضبا، وأنه يضع يده على الزر النووى. وخلال حملة انتخابات الرئاسة الأمريكية، قالت هيلارى كلينتون عن منافسها "لا ينبغى أن يضع ترامب إصبعه على الزر أو يد على اقتصادنا".
فكي إذن يبدأ الرئيس الحرب النووية؟
توضح نيويورك تايمز أن كل دولة تمتلك إمكانيات نووية لديها نظامها الخاص لبدء الضربة إلى أن أغلبها يعتمد على تأكيد رئيس الحكومة لهويته ثم تفويضه بالهجوم. ورغم تغريدة ترامب التى قال فيها إن لديه زر أكبر بكثير وأكثر قوة مما لدى كيم. لكن ليس هناك زر ولكن هناك كرة قدم، وهو لقب يطلق على حقيبة يد وزنها 45 رطلا، تعرف باسم كرة القدم النووية، وهى تصاحب الرئيس أينما ذهب، ويحملها طوال الوقت واحدا من خمسة مساعدين عسكريين يمثلون كل أفرع القوات المسلحة الأمريكية.
داخل الحقيبة، دليلا توجيها لتنفيذ الضربة يشمل قائمة المواقع التى يمكن استهدافها بأكثر من ألف سلاح نووى هى قوام الترسانة النووية الأمريكية.. ولإصدار الأمر بتوجيه الضربة، يجب أن يؤكد الرئيس هويته بتقديم "كود" يفترض أن يحمله معه طوال الوقت، هذا الكود يوصف عادة بأن "كارت" او بطاقة ويحمل اسم "البسكويت".
ويوضح الجنرال هنرى شيلتون، رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية خلال الأيام الأخيرة لإدارة بل كلينتون فى سيرته الذاتية الصدارة عام 2010، أن كلينتون أضاع "البسكويت" الخاص به لعدة أشهر دون أن يخبر أحدا، ووصف شيلتون هذا الأمر بالمهم والهائل.
ولا يحتاج الرئيس لموافقة أى أحد آخر حتى الكونجرس أو الجيش للسماح بشن الضربة، لكن بعض السياسيين طالبوا بمزيد من المستويات للموافقة. وقالت السيناتور الديمقراطية ديان فينستاين فى عام 2016 إنه كلما زاد بقائها فى مجلس الشيوخ كلما زادت مخاوفها من ارتكاب أحدهم لخطأ فادح، رجل واد فقط وهو الرئيس المسئول، لو ارتكب خطأ واضحا، ستقع هرمجدون.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة