أكد مسئول بوزارة الدفاع اليابانية أن بلاده تنظر لمصر باعتبارها محورية فى المنطقة ودولة معتدلة وتلعب دورا فى إقرار السلام فى الشرق الأوسط، مشيرا إلى أنه فى يوليو ٢٠١٥ زار رئيس وزراء اليابان تشينزوا ايبى القاهرة واقترح على الرئيس عبد الفتاح السيسى إيجاد آلية للتواصل بين وزارتى الدفاع بالبلدين، لافتا إلى أنه تم إنشاء مجلس الحوار الأمنى المصرى اليابانى يضمن التواصل بين مسئولى الأمن والخارجية فى البلدين، ويتضمن تبادل الآراء حول الأوضاع فى المنطقتين وتطورات الأوضاع الأمنية التى تخص البلدين، موضحا أن التواصل على الصعيد الأمنى بين البلدين مازال فى مرحلة البداية، لكن بناء على الرؤية المشتركة نحو بناء السلام والاستقرار فى المنطقتين هناك نية للاستمرار فى التعاون.
آليات عسكرية يابانية
أضاف المسئول اليابانى الذى طلب عدم ذكر اسمه خلال لقائه الوفد الصحفى المصرى الذى يزور العاصمة طوكيو، أن وزير دفاع اليابان زار فى سبتمبر الماضى مصر كأول زيارة لوزير دفاع يابانى لمصر، وفى ٢٠١٥ زار رئيس هيئة الأركان اليابانية القاهرة، كما زار رئيس الأركان المصرى طوكيو فى اغسطس الماضى، مؤكدا أن طوكيو والقاهرة تنويان الاستمرار فى هذه الزيارات رفيعة المستوى، موضحا أن سفينة تدريب بحرية يابانية زيارت الموانى البحرية المصرية عشرة مرات حتى الآن، وأرسلت اليابان محاضرين عسكريين يابانيين للمركز الإقليمى لتسوية النزاعات التابع لوزارة الخارجية أربع مرات، وتنوى الاستمرار فى التعاون مع المركز خلال السنوات المقبلة.
وأكد المسئول بوزارة الدفاع اليابانية أن لديهم "انطباع بزيادة التعاون بين مصر اليابان فى الفترة الأخيرة تجاه الملف النووى الكورى الشمالي، خاصة فى مجلس الأمن حينما صوتت مصر لصالح فرض العقوبات على نظام كوريا الشمالية، أو مواقفها المختلفة الداعمة لنا خلال رئاسة مصر لمجلس الأمن، ونحن نقدر ذلك جيدا".
وأكد المسئول فى وزارة الدفاع اليابانية أن الإرهاب شىء لا يمكن إخفاؤه ، وقال : " ونحن نعبر عن دعمنا للشعب والحكومة المصرية فى مواجهة الإرهاب، وبالنظر إلى توسع نشاطات الجماعات الإرهابية فهذا الموضوع يحوز اهتمامنا خاصة فى منطقة شرق اسيا، ونسعى لتقوية العلاقات مع الأجهزة الأمنية والدفاعية فى الشرق الأوسط وفى طليعتها مصر، لمواجهة التهديدات الإرهابية".
الجيش اليابانى من أكبر جيوش العالم عتاداً
وتحدث المسئول اليابانى عن رؤية بلاده للبرنامج النووى الكورى الشمالي، وقال إنه والنظام الصاروخى يشكلان تهديدات بالنسبة لليابان، وقال إن "كوريا الشمالية لديها ترسانة مختلفة من الصورايخ، تهدد اليابان بشكل مباشر، لكن لا يمكن القول إنه يمثل مشكلة إقليمية محلية فقط، وإنما يمثل مشكلة دولية لامتلاكهم صورايخ قادرة على الوصول بعيدا بما فيها أمريكا الشمالية أوربا، فكوريا الشمالية تطور دائما الصواريخ الخاصة بها، كما أن المنصات المتحركة التى تمتلك منها بيونج يانج الكثير، تستخدمها وتطلقها، حيث أطلقت صواريخ عبر منها الأجواء اليابانية، كما أن جميع الصواريخ الكورية الشمالية تمثل قلقا لليابان خاصة تلك التى تعبر الأجواء اليابانية، وهو أمر لا يمكن إغفاله ، فضلا أن كوريا الشمالية تعمل على زيادة مدى صواريخها بشكل مستمر، وتطوير صورايخ icbm9 طويلة المدى التى أطلقت منها صاروخين العام الماضى، وهى تدعى أنها تحمل أقمارا صناعية إلى الفضاء لوجود نقاط مشتركة بين الصاروخين، وبالنسبة للصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى تعمل كوريا الشمالية على رفع فعاليتها من ناحية دقة المسار وإصابة الهدف، بما يعنىاننها تستطيع تحديد بدقة مكان سقوط الصواريخ".
وأضاف المسئول اليابانى : "تتميز منصات الإطلاق الكورية الشمالية بأنها قادرة على التحرك سواء على الأرض أو من خلال غواصات لذلك من الصعب تحديد مكان إطلاقها واستهدافها"، مشيرا إلى "وجود نوعين من إطلاق الصواريخ، العادى والمرتفع الذى يمثل مصدر تهديد وخطر، بما يعنى أن سقوط الصاروخ سيكون بسرعة اكبر مما يدل على ان القدرة الامريكية واليابانية للتصدى لهذه الصورايخ ستكون اقل فى الفاعلية، موضحا ان كوريا الشمالية قامت بست تجارب نووية كانت اخرها فى سبتمبر الماضى، وكانت الاقوى، كما ان كوريا الشمالية تقول انها نجحت فى تجربة قنبلة هيدروجينية، ولا ندرى ان كان صحيحا انها تطوير قنبلة هيدروجينة ام لا، وما مدى قدرتها على تركيب رؤس نووية على الصواريخ"، لافتا الى ان كوريا الشمالية تطور صورايخها الباليستية وترسانتها النووية وهذا أمر لا جدال فيه، قائلا: "ونحن نعتقد أن قيامها بهذا الأمر ادخل المنطقة فى مرحلة جديدة من التهديدات الأمنية وأصبح عائقا أمام تحقيق السلام الإقليمى والعالمى، لذلك على المجتمع الدولى التوافق لمواجهة التهديدات الكورية الشمالية والتخلى عن السلاح النووى وتغير سياستها العامة فى هذا الموضوع، ونعتقد أن هذا المشكلة يجب أن تحل بطرق دبلوماسية لكن حال العجز فإن اليابان تدعم ما قاله ترامب بأن كل الخيارات بما فيها العسكرى مطروحة على الطاولة، ولكن لا نريد أن يفهم العالم أننا نشجع العمل العسكرى ضد كوريا الشمالية بل نسعى للحل بكل الطرق بأساليب دبلوماسية والضغط عليها دبلوماسيا".
تدريبات عسكرية يابانية
ورفض المسئول بوزارة الدفاع اليابانية التكهن بما ستصبح عليه الأمور مستقبلا، قائلا : "من الصعب التكهن بما سيحدث مستقبلا لكن كوريا الشمالية قررت المشاركة فى الأوليمبياد الشتوية بكوريا الجنوبية، ونحن نعتقد ان هذه المشاركة بادرة حسن نية وشىء إيجابى نشجعه، لكن فى نفس الوقت نرى زعيم كوريا الشمالية فى خطابه السنوى يؤكد ان التخلى عن النووى امر غير وارد".
وردا على سؤال حول الحوادث الكثيرة التى قام بها جنود أمريكيون فى اليابان ومدى تأثير ذلك على العلاقات العسكرية بين البلدين، قال المسئول بوزارة الدفاع اليابانية إن هناك الكثير من الحوادث حدثت فى التحركات العسكرية الأمريكية داخل اليابان وهذا بالنسبة لنا أمر مقلق ونطلب من الولايات المتحدة التحقق من مواصفات السلامة والقيام بالأمور التى تحافظ على ظروف الأمان المناسبة، لكن اليابان مستمرة فى التحالف العسكرى مع أمريكا لأنه مهم جدا ولا غنى عنه لتحقيق الاستقرار فى المنطقة بشكل عام، ويحب علينا الاستمرار فى مطالبة أمريكا بتوخى الحرص، وبشكل واقعى اليابان تخصص ميزانية لا بأس بها للدفاع لكنها لا تستطيع حاليا حماية نفسها بنفسها، ونحن نعتقد تماما أن هذا النوع من الحوادث أمر سيئ لكن لا يؤدى ذلك على أن تغادر القوات الأمريكية اليابان، لأن المطالبة بذلك سيكون امر غير واقعى، ونحن كحكومة نحاول إفهام مواطنى المناطق المتواجد بها هذه القواعد بطبيعة ما يحدث".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة