يجد بعض الأفغان، الذين أرهقتهم عقود من الحروب والصراعات، بعضا من الارتياح والسلوى برفقة الطيور.
وتبدو الحرب بعيدة تماما عن سوق كا فاروشى للطيور بالمدينة القديمة فى كابول وهو حارة ضيقة تتفرع منها أزقة صغيرة تزدحم بمتاجر صغيرة ذات جدران طينية مزينة بأقفاص الطيور.
والزبائن، وأغلبهم من الرجال لكن بينهم بعض النساء المرتديات البرقع الأزرق، يجوبون الأزقة ويفحصون الطيور المعروضة ويساومون على السعر ويشترون الحبوب وغيرها من طعام الطيور.
ومن بين الطيور المعروضة ديوك المصارعة وطائر الحجل والعصافير والقبرات وطيور الكناريا التى تتقافز داخل أقفاصها بينما يتصاعد هديل الحمام من الأقفاص المصنوعة من الأسلاك.
وقال رفيع الله أحمدى الذى يبيع الديوك فى السوق "فى أفغانستان يحب الناس اقتناء الطيور".
وأضاف "بعضهم يحب اقتناء ديوك المصارعة والبعض يحب اقتناء أنواع أخرى من الطيور. إنها عادة فى أفغانستان".
وأغلب الطيور تأتى من أفغانستان، يجرى صيدها من البرية أو تربيتها. وبعضها يأتى من البلدان المجاورة مثل إيران وباكستان لكن التجار يقولون إن تجارة الطيور ليست رائجة هذه الأيام فلا يستوردون طيورا تذكر من الخارج.
وقال أحمدى إن أفضل ديوك المصارعة تأتى من شمال أفغانستان ويمكن أن يصل سعر أغلاها إلى مليون أفغانى (14 ألف دولار).
لكن الطائر المفضل لدى الأفغان هو طائر الحجل الأنيق الذى يمتزج فيه اللونان الأحمر والرمادى ويحيط شريط أسود بعينيه ورقبته وله منقار أحمر وتزين خطوط سوداء ريشه على الجانبين، وتربى طيور الحجل للمصارعة.
وقال تاجر الطيور عبد الخطاب (80 عاما) "عشقى هو طيور الحجل، أربيها منذ 60 عاما"، وأضاف "أنا الأول فى كابول فى مصارعة طيور الحجل".
وقال تاجر الطيور محمد زاهر تنها إن الطيور تساعد فى تخفيف توترات الحياة فى العاصمة الأفغانية التى شهدت هجمات دموية نفذها متشددون فى الفترة الأخيرة.
وقال تنها فى متجره الممتلئ بالأقفاص "أعانى من مشكلة نفسية ونصحنى الأطباء باقتناء الطيور"، وأضاف "لدى الآن نحو 50 حمامة، عندما أكون فى المنزل أنشغل بالحمام فيبقينى سعيدا ومنتعشا".
وقال تنها إنه مخلص لطيوره ويعاملها باعتبارها من أفراد أسرته، وقال "عندما تبقى طيورا فى أقفاص يتعين عليك أن تعتنى بها كما تعتنى بأطفالك".
ولكن يبقى السؤال، هل هناك مخاوف تتعلق بإنفلونزا الطيور فى السوق؟ ، قال جوار خان الذى يتاجر فى ديوك المصارعة "الطيور الأفغانية لا تعانى من انفلونزا الطيور، لكن الطيور الباكستانية والإيرانية تعانى منها".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة