أشعر بالحزن.. أبحث عن شريكة حياة.. أحب العدس فى وسط الشتاء.. نسيت جرعات الفتيامينات ممكن يحصل مشكلة؟ كلها كلمات نكتبها أحيانًا بأنفسنا على مواقع التواصل الاجتماعى أو نتفاعل معها عند رؤيتها على "أكونت" صديق، ولا ندقق النظر حول حقيقة ما قد تشير له هذه الكلمات وتعكسه من داخل الإنسان، حيث إن كل كلمة وتصرف نضيفه على هذه المواقع الافتراضية قد يعبر عن مشكلة حياتية نواجهها أو اضطراب ما فى الشخصية أو مرض نفسى متعلق بالتكنولوجيا وانفتاحنا على الحياة بشكل إلكترونى مكثف.
وحقيقة الشخص لا تنكشف على مواقع التواصل الاجتماعى للغرباء، لأنه قد يدخل بشخصية مختلفة تمامًا ويمثل حالة أخرى غير التى يعيش فيها ولكن من يعرف هذا الشخص فى حياته الطبيعية الروتينية يرى جيدًا هذا الاختلاف والواقع الافتراضى الذى يخلقه لنفسه، لذلك الحالة بين عالمك الحقيقى و"أكونت" "فيس بوك" الخاص بك هى ما تعبر عن حالتك النفسية الحقيقية، كما أوضح الدكتور جمال فرويز، استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية.
التصرفات الأكثر شيوعًا على "الفيس بوك"
وحدد استشارى الطب النفسى، بعض هذه الأمور فى:
- الشخص الذى يكثر من الأدعية الدينية على الأكونت يكون لديه مشكلة يمر بها فى حياته، ويعطى صورة كاذبة عن حالة مستقرة.
- معظم مستخدمى "فيس بوك" يستخدمون شخصيات افتراضية صورة مغايرة لهم، ويكون داخل ينفس عنه نفسه ويواجه ضغوطًا حياتية فتظهر بشكل آخر تريد أن تعيشه.
- صاحب العلاقات الكثيرة على الفيس يشير إلى الهروب من المشكلات الحياتية وتبريرات للنفس أنها لا تخطئ.
- صور السيلفى المستمرة: تشير إلى اضطراب الشخصية النرجسية التى تكون محبة لنفسها جدًا، وممكن أن تكون مجرد تقليد بين الفتيات وقد لا تهتم للصورة نفسها كعملية تعويضية فقط.
- الكآبة الدائمة والحياة السوداء: الأشخاص الذين يكونون مصدر طاقة سلبية دائمة من خلال بوستات "فيس بوك"، وذلك لكل من حولهم يعانون من اضطراب يسمى بالشخصية المدمرة التى تحب دائما أن تسىء لكل شىء وتصدر النظرة السلبية.
وفى ذات السياق تكشف كلماتك نفسها ليس فقط تصرفاتك عن أمراض نفسية واضطرابات شخصية عديدة، كل منها له ملامحه المختلفة، والتى توضحها الدكتور أسماء عبد العظيم، أخصائى العلاج النفسى والعلاقات الأسرية، حيث إنه يمكن التعرف على طبيعة الشخصيات من خلال الكلمات المكتوبة، لأنها إسقاط لما داخل الشخص.
هوس مواقع التواصل الاجتماعى
الأشخاص الذى يلجأون لـ"فيس بوك" على أنه وسيلة للتنفيس الانفعالى عن حالة الفرح والحزن، ليس للتواصل ولكن أيضًا للانفعال وصل بهم الأمر لحد الهوس، وهو ما يسمى بهوس مواقع التواصل الاجتماعى، الذى ينقل المصاب به كل تفاصيل الحياة بكل تفاصيلها حول الأطعمة اليومية والزيارات والانتقالات وغيرها.
تصنيفات الاضطرابات الشخصية من كلمات "البوستات"
- الشخصية السادية: تميل فى كلماتها إلى الانتقام، ويكون فيها تلذذ لذلك وفرح فى استضعاف الآخرين من خلال حدة وقوة الكلمات أو التلفط بالسباب الكثير.
- الشخصية الاكتئابية: يغلب على كلماتها جانب من الحزن والتفكير كثيرًا فى الموت، والتعبير عن هذه الأفكار وكتابة البوستات الحزينة خلال ساعات الليل والفجر لأنهم يعانون الأرق.
- الشخصية الوسواسية: تظهر من خلال عبارات مثل "أكلت شوكولاتة وكان عليها نمل تفتكروا ممكن تتسبب موتى" وكذلك من الأسئلة التى تنم من وسوسة دائمة من كل وأى شىء محيط بالشخص.
- الشخصية المزاجية: تكون متقلبة جدًا فى المزاج، ونجد ذلك فى الصباح يكتب الشخص أنه سعيد وبعدها بدقائق "يشعر بالحزن".
- الشخصية العدوانية: من خلال الكلمات الموجهة دائمًا كنوع من العدوان اللفظى على الأشخاص وأحيانًا يقوم بتعريفهم.
- الشخصية الاعتمادية: دائما يكون عنده رغبة شديدة ليلقى برعاية واهتمام من الآخرين فيكتب مثلاً "حسبي الله ونعم الوكيل" وعندما يسأل الأشخاص تجده أمرا بسيطا لا يستدعى أن يقوم بذلك.
- الشخصية السيكوباتية: يلجأ دائما إلى الرفض والانتقاد واستغلال العلاقات على مواقع التواصل للحصول على مكاسب خاصة به.
تصرفات تبدو طبيعية ولكن لها أسباب مرضية
أكدت أخصائى العلاج النفسى أن هناك عدة تصرفات أخرى تبدو طبيعية إلا أنها فى حقيقتها تنم عن خلل نفسى ما ولعل من أبرزها:
- إدعاء المثالية رغبة فى إيجاد استحسان كنوع من سد احتياج نفسي غير موجود وقد يعانون من عدم الأمان والنقد ما يجعلهم يفعلون ذلك.
- مدعى الرومانسية يبحث عن حب جديد أو متعة مؤقتة من خلال رسالة بينه وبين سيدة لسد إحساسه بالعجز والفقدان العاطفى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة