فيما يشبه منصة البريد الثابتة، استخدم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى يعد أول رئيس أمريكى يذهب إلى منتدى دافوس الاقتصادى العالمى منذ نحو 18 عاما، الحدث الكبير المنعقد منذ الثلاثاء الماضى لتوجيه الرسائل الأمريكية إلى الداخل والخارج، فى فترة يقف فيها الجميع على الحافة فى انتظار مواقف البيت الأبيض حول السياسات الداخلية والخارجية.
الرسالة الأولى: أمريكا أولا
فقد أكد الرئيس دونالد ترامب فى كلمته أمام المنتدى يوم الجمعة، أنه سيضع الولايات المتحدة دائمًا أولا، موضحًا أن ذلك لا يعنى أن بلاده تقف بمفردها، مشيرًا إلى أن الرخاء الأمريكى خلق وظائف فى مختلف أنحاء العالم، وليس فى الولايات المتحدة فقط، ما يعنى أن الرئيس الجمهورى يدرك أن سر استقرار سلطته ونجاحه الداخلى هو توفير فرص العمل وخلق مجال للتوظيف.
ترامب فى أثناء إلقائه كلمته بالمنتدى
وأضاف ترامب، أن بلاده منفتحة على قطاع الأعمال وقامت بإصلاحات ضريبية مهمة هى الأكبر فى تاريخها، مؤكدا بقوله: "الآن الوقت المناسب لجلب استثماراتكم إلى الولايات المتحدة"، وفى تلك الدعوة الصريحة إلى رجال الأعمال للاستثمار فى أمريكا رسالة أخرى إلى رؤوس الأموال للاستفادة من الإصلاحات الهيكلية التى نفذتها إدارته لتحقيق الهدف الأول وهو خلف فرص العمل.
وذكر الرئيس الأمريكى أن "الإنجازات العظيمة" التى حققتها إدارته خلال العام الأول من فترته الرئاسية "مكنت المواطنين من الحلم بمستقبل اقتصادى أفضل"، مشيرًا إلى أن "معدل البطالة هو الأدنى لذلك سيكون مستقبل الولايات المتحدة أكثر إشراقا"، وهو ما يتماشى بالفعل مع تقارير استطلاعات الرأى التى كشفت أن قطاعات كبيرة من الرأى العام الأمريكى ترى أن ترامب حقق وعوده الاقتصادية فى السنة الرئاسية الأولى.
الرسالة الثانية: أهلا بالمستثمرين
وكرسالة ثانية ومهمة وجهها ترامب إلى قطاع الأعمال، قال إن "بلاده مفتوحة أمام قطاع الأعمال لأن الولايات المتحدة تشهد طفرة اقتصادية وأنها المكان المناسب للأعمال، وأنه لم يكن هناك فترة أفضل من الآن للاستثمار فى الولايات المتحدة".
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فى دافوس
مع ذلك انتقد ترامب السياسات الاقتصادية "غير المنصفة لبعض الدول"، وتعهد بأن "أمريكا لن تدير ظهرها أمام تلك السياسات"، مع التزام الولايات المتحدة بـ"أسواق حرة ومفتوحة شريطة أن تكون عادلة"، ما يشير ببساطة إلى أن ترامب يريد القول إن أمريكا تريد علاقات قوية مع حلفائها ولكنها مصممة أيضًا على خفض مظاهر عجزها التجارى المزمن مع عدد من هؤلاء الحلفاء، بما يعنى فى المحصلة عدم استعداد واشنطن لتحمل تكاليف عضويتها فى بعض المنظمات والاتفاقيات، ومنها بطبيعة الحال اتفاقية المناخ ومنظمة حلف شمال الأطلنطى.
ويبنى ترامب فلسفته الرئاسية على أنه إذا تمكن من اجتذاب رؤوس الأموال، وحقق فرص توظيف عن طريق المستثمرين، فإن ذلك سيؤمن له ولاية رئاسية ثانية بعد أن يتمكن من الحصول على أصوات الناخبين فى الولايات التى توجد بها المصانع.
وهنا يمكن استكشاف أن ترامب يفرق بين النخب السياسية فى واشنطن والإعلامية والاقتصادية فى نيويورك وبين قطاعات الشعب فى الولايات الخمسين الأخرى تلك التى لا تستهدف إلا أن أن ترى رجلا يجعل من "أمريكا عظيمة مجددا".
الرسالة الثالثة: منع إيران من امتلاك سلاح نووى
ووجه الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، رسالته الثالثة مخصصًا إياها للحديث عن سياسات إدارته تجاه إيران، إذ شدد على أنه يواصل دعوته للشركاء لقطع الطريق أمام حصول إيران على سلاح نووى، وفهم من قولته "الشركاء" دول الاتحاد الأوروبى التى تبنى علاقات وثيقة مع إيران بالرغم من انتهاكها قرارات مجلس الأمن الدولى الخاصة بمنع إجراء التجارب الصاروخية الباليستية.
ويمكن قراءة تلك الرسالة الترامبية فى ضوء ما أعلنه وزير خارجية إدارته ريكس تيلرسون حول أن الولايات المتحدة تعتزم إرسال فريق دبلوماسى إلى أوروبا لبحث الاتفاق النووى الإيرانى، ومواجهة الأنشطة الإيرانية فى الشرق الأوسط.
وقال ترامب بالحرف الواحد: "نكرر دعوتنا شركاءنا للحيلولة دون حصول إيران على السلاح النووى"، وقد قال فى وقت سابق للتدليل على تثبيت سياسة بلاده تجاه إيران إن واشنطن ستسخر كل إمكاناتها وكل نفوذها لمنع إيران من الحصول على سلاح نووى، ما يعنى أن خيار الحرب ما يزال مطروحا على الطاولة كوسيلة لمنع إيران من الوصول إلى السلاح النووى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة