ظهر الاستغراب والتعجب على البعض بإعلان حزب الوفد خوض غمار معركة انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها فى شهر مارس المقبل، متناسين تماما أن هذا الأمر أصلا من صميم الأحزاب السياسية، ألا وهو الدفع بمرشحين لأى استحقاقات انتخابية، وكوادر تصلح للشأن العام.
وبحجم استغراب البعض من دفع حزب الوفد بالسيد البدوى لخوض انتخابات الرئاسة، إلا أن ترحيب الأحزاب والمراقبين للمشهد السياسى طغى بمراحل على هذا الاستغراب، حيث اعتبر قطاع عريض من الأحزاب والخبراء السياسيين أن خطوة حزب الوفد خطوة حقيقية فى نضج الحياة الحزبية لمصر، فيما دعا الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة جميع الأحزاب المصرية بالاندماج والتحالف فى كيانات محدودة حتى تنطلق الحياة الحزبية وتصبح قادرة على ريادة الدولة المصرية للإمام.
وفى هذا السياق أشاد التحالف المصرى المكون من 18 حزبا سياسيا، بإعلان حزب الوفد خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، والدفع بمرشح من كوادره فى الانتخابات المقرر إجراؤها خلال مارس المقبل، معتبرا ذلك إثراء للحياة السياسية المصرية، وبداية حقيقة لنضج الحياة الحزبية فى مصر.
وقال التحالف إن دفع حزب الوفد العريق بمرشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة، رسالة قوية لمن يرددون عبارات من عينة أن الأحزاب المصرية غير موجودة على الساحة، وليس هذا فحسب ولكنه خطوة مهمة تضع مصر على طريق التعددية الحقيقية.
وأشار التحالف فى بيانه، إلى أن دعمه للرئيس عبد الفتاح السيسى فى الانتخابات المقبلة لا يتناقض مع الإشادة بوجود مرشح حزبى فى الاستحقاق الانتخابى، مؤكدا أن دعمه للسيسى فى الانتخابات أمر محسوم تماما منذ بدء الحديث عن إجراء الانتخابات الرئاسة.
واتفق مع الرأى السابق اللواء محمد غباشى نائب رئيس حزب حماة الوطن، حيث قال إن الحياة الحزبية السياسية فى مصر حتى الآن تعيش مرحلة التجارب والتطور ولم تنضج هذه التجربة الحزبية بشكل كامل، خاصة أنه لدينا عدد من الأحزاب يصل إلى 104 أحزاب ومنها جزء موجود قبل ثورة يناير وكان فى خندق المعارضة ولكنها معارضة محسوبة ومقننة ومسموح لهم بقدر محدد من الاعتراض فى ظل وجود الحزب الوطنى الذى تم حله بعد الثورة.
وأضاف غباشى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع" بعد أحداث يناير نشأت العديد من الأحزاب وهذه التجربة الحزبية لم تنضج بما يكفى حتى الآن، بدليل عدم وجود تكتل حزبى قادر على تشكيل الوزارة سواء من حزب الأغلبية أو الأحزاب الأكثر أغلبية بالبرلمان، وبالتالى نحن أمام تجربة حزبية فى مرحلة النمو والتطور وتأثيرها وتواجدها فى الشارع السياسى مازال فى خطواته الأولى.
وتابع نائب رئيس حزب حماة الوطن، بالنسبة للانتخابات الرئاسية إذا تقدم أحد الأحزاب بمرشح يعتبر أمر جيد للحياة السياسية والممارسة الديمقراطية فى مصر، ومن المطلوب أن يكون لدينا عدد قليل من الأحزاب لا يتجاوز 5 أو 6 أحزاب تمثل التيارات السياسية الرئيسية.
تيسير مطر
وأضاف: "لدينا مجموعة أحزاب تصل لـ10 أحزاب بعد حل حزب الحرية والعدالة وهذه الأحزاب التى تمثل التيار الإسلام السياسى تمثل اليمين وأيضا لدينا بعض الأحزاب اليسارية تمثل التيار اليسارى ويتبقى لنا حوالى من 65 لـ70 حزبا يمثلون منطقة الوسط، ويمكن تقسيم تلك المنطقة إلى يمين الوسط ويساره وتلك الأحزاب هى من تؤمن بالفكر الليبرالى للدولة.
واستطرد غباشى، أن حزب حماة الوطن عباءته تتسع لكافة الاحزاب والقوى السياسية التى تعمل بإخلاص وشفافية لصالح الوطن، بدون أى أهداف شخصية وبدون أى أغراض سوى إعلاء المصلحة العليا للمواطن المصرى والحفاظ على الأمن القومى، متابعا ما يمكن أن تسفر عنه تقدم أحد الأحزاب بمرشح أو أكثر تمثل قبلة الحياة للحياة السياسية الحزبية فى مصر.
فيما اعتبر تيسير مطر، رئيس الحزب الدستورى الاجتماعى الحر دراسة حزب الوفد الدفع بأحد كوادره فى الانتخابات الرئاسية، ثراء للحياة الحزبية فى مصر، قائلا: "الدفع بمرشح من قبل حزب الوفد فى انتخابات الرئاسة، أمر جيد وصحى ويؤكد أن الأحزاب السياسية فى مصر لديها القدرة على أنها تستطيع خوض الانتخابات وصولا للاستحقاق الرئاسى.
وأضاف رئيس حزب الدستورى الحر أن الدفع بمرشح حزبى للانتخابات الرئاسية يعطى قبلة الحياة للحياة الحزبية السياسية فى مصر، موضحا أن الفكرة فى حد ذاتها جيدة، متابعا: "على الرغم من تأييدى والتحالف السياسى المصرى بأكمله للرئيس عبد الفتاح السيسى بالانتخابات الرئاسية المقبلة إلا أن وجود مرشح حزبى بالانتخابات أمر جيد ويرسخ للحياة الحزبية فى مصر".
بدوره دعا الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، جموع الأحزاب السياسة التحالف والاندماج فى كيانات لكى تستطيع ممارسة دورها، مؤكدا أن دور الأحزاب السياسية هو الدفع بكوادر لخوض الاستحقاقات الانتخابية.
وقال "فمهى" التوحد والتكاتف الاندماج كما دعا الرئيس السيسى خلال عام حكمه الأول هو الحل للتعدية الحزبية، كما دعا استاذ العلوم السياسية جميع الأحزاب بتعديل برامجها لكى تتواكب مع المرحلة الحالية، مشيرا إلى أن دور الأحزاب السياسية هو الدفع بكوادر للاستحقاقات الانتخابية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة