سكرتير عام الوفد: لم نتعرض لأى ضغط بخصوص الانتخابات الرئاسية
بهاء أبوشقة: لا أحد يجرؤ على أن يفرض رأيا على حزب الوفد
قرار خوض انتخابات الرئاسة خطير.. لكننا لسنا هواة وقادرون على المنافسة
الوفد لا يخشى من هجوم وسائل الإعلام إذا انتهى إلى قرار الدفع بمرشح رئاسى
لا مواقف نهائية فى السياسة، دائما ما تظل الأمور خاضعة للفرز والتقييم والتعاطى مع المستجدات، فى إطار رؤية كل فصيل وانحيازاته السياسية وحجم تقديره للتطورات وتقديره لمؤسسات الدولة ودستورها وخريطة الصراع السياسى فيها، والحزب السياسى الأقدر على فهم الأمور وتقييمها فى سياقها، وفى أوقاتها المناسبة، هو الأكثر استجابة لفكرة السياسة والحياة الحزبية، وكونها آلية لتنظيم القوى الاجتماعية والسياسية المتنوعة فى المجتمع، ودمجها فى معادلة صراع سلمى من أجل قيادة قاطرة الوطن للأمام.
بالمنطق السياسى لا يمكن الحكم على أى تقدير من جانب حركة أو حزب أو سياسى مستقل بالصواب أو الخطأ بعيدا عن ظروف القرار أو التقدير، وبالمنطق العملى لا يمكن المساواة بين كل اللاعبين من حركات وأحزاب وسياسيين، ففى ساحة سياسية يصل عدد أحزابها لـ104 أحزاب، لا يمكن المساواة بين حزب صاحب تاريخ بعيد تمتد جذوره إلى ما قبل ثورة يوليو، بحزب تحت التأسيس ويعجز عن استكمال توكيلات التأسيس، ومن الأحزاب الأكثر حضورا وقوة فى الساحة السياسية المصرية، حزب الوفد، الذى عاد لتصدر المشهد السياسى منذ مساء أمس، مع تواتر أنباء عن اتجاهه للدفع بمرشح فى انتخابات رئاسة الجمهورية المقبلة.
فى حوار مع "اليوم السابع"، كشف المستشار بهاء أبو شقة، سكرتير عام الوفد، عن كواليس الاجتماع الأشهر فى بيت الأمة، مساء أمس الخميس، وما دار داخله، ومدى قدرة الوفد واستعداده لخوض المعركة، وسبب اتخاذ هذا القرار الآن، ودور الهيئة العليا فى الأمر، وكيف يتجنب ضغوط الجدول الزمنى للانتخابات خاصة أن اليوم هو الأخير فى توقيع الكشف الطبى، وغير ذلك من الأسئلة والمفاتيح المهمة، فإلى نص الحوار...
- ماذا عن اجتماع أمس الذى فاجأ من خلاله الوفد الجميع بإعلان نيته خوض انتخابات الرئاسة؟
بحثنا فى اجتماع أمس مسألة الترشح لانتخابات الرئاسة بالفعل، تناولنا الفكرة بالتدقيق والبحث الدقيق، الوفد حزب ديمقراطى، ومن ثوابته ومبادئه منذ نشأته من رحم ثورة 1919 وعلى يد الزعيم سعد زغلول، الدفاع عن استقلال الإرادة الوطنية وحماية الدولة والدفاع عن الدستور والديمقراطية، ومن هنا فإننا عندما بحثنا الأمر من قبل كانت رؤية الحزب فى أننا لن ندفع بمرشح، وسنؤيد الرئيس السيسي، لأننا من بالمنطق الديمقراطى كنا نرى تنافسا بين مرشحين متعددين، وهو الأمر الذى تتحقق فيه المادة 5 من الدستور من أن النظام السياسى يقوم على التعددية السياسية والتنافس والتنوع، ونحن كحزب ديمقراطى وليبرالى يهمنا التعددية والتنافس الانتخابى كمناخ سياسى.
- لماذا يتخذ حزب الوفد القرار الآن ولم يقرر المنافسة فى وقت سابق؟
حينما سهدت الساحة السياسية مستجدات جديدة، تمثلت فى أن لم يعد هناك سوى مرشح واحد، هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، ولأننا كحزب ديمقراطى وليبرالى تقوم مبادئه على التعددية، وإزاء ما نؤسس له من دولة ديمقراطية، فكر عدد من قيادات الحزب فى الدفع بمرشح رئاسى انتصارا لفكرة التعددية والمنافسة الديمقراطية.
- من صاحب القرار النهائى فى إعلان ترشح الوفد رسميا فى انتخابات الرئاسة؟
الوفد حزب ديمقراطى، له مؤسساته التى يلتزم بها الجميع، من رئيس الحزب حتى أصغر عضو، وحسب هذه المؤسسات لا بد من موافقة الهيئة العليا على الترشح، والحزب يدرس الأمر الآن، وينتظر قرار الهيئة العليا، وإذا توافقت على الأمر فى حوار ديمقراطى، سيكون لزاما على الجميع الالتزام بالأمر، بعدما يقول كل شخص ما يفكر فيه بكل صراحة ودون تدخل.
- هل هناك تدخل من الدولة أو ضغط لإعلان مرشح وفدى للرئاسة؟
الرأى الأخير للهيئة العليا لحزب الوفد، والقرار سيكون نابعا منها وحدها، ومن ضمير الحزب، ولا يستطيع أى شخص أيا كان، فى الداخل أو الخارج، أن يفرض رأيا على بيت الأمة، كما يحاول البعض إشاعة هذا وتوظيفه الشائعة فى تشويه المناخ السياسى، والإجابة بشكل قاطع أن الأمر إن حدث، فسيكون قرارا حرا للهيئة العليا، ونابعا من إرادة الوفديين وحدهم دون تدخل.
- اجتماع الهيئة العليا غدا.. وآخر يوم لتوقيع الكشف الطبى اليوم، فماذا يفعل الوفد؟
بالتأكيد لن نقع فى أى خطأ دستورى أو قانونى يخص الترشح فى انتخابات الرئاسة، ومنذ اللحظة الأولى وحتى قبل طرح فكرة المشاركة فى الانتخابات كان لدينا تصور شامل لبرنامج الانتخابات المعلن من الهيئة الوطنية للانتخابات، وكل الأمور تحت السيطرة القانونية والدستورية.
- هل سيذهب مرشح من حزب الوفد لتوقيع الكشف الطبى اليوم؟
الكلام يجرى فى هذه المسألة حاليا، وطوال الليل نتواصل داخل مؤسسات الوفد ومراكز صنع القرار فيه من أجل تحديد الموقف واتخاذ القرار الأمثل، ليحدث الأمر فى نطاق الدستور والقانون ولصالح الحزب والحياة السياسية والدولة المصرية، ونعلم أنه ليس شرطا أن تقر الهيئة العليا للحزب ترشح من يوقع الكشف الطبى اليوم من الحزب، فمثلا عضو مجلس النواب يجرى الكشف الطبى فى الموعد المحدد، وإذ لم يستطع استيفاء باقى الإجراءات فلن يكون مرشحا، وبالقطع إذا كنا نتحدث عن تفكير الوفد فى خوض الانتخابات، وكان اليوم آخر فرصة لتوقيع الكشف الطبى، فبالتأكيد سيتوجه مرشح من الحزب لتوقيع الكشف، وليس معنى التقدم للكشف الطبى أنك أصبحت مرشحا، وإنما يرتبط الأمر بموافقة الهيئة العليا للحزب أولا، وعندما يتقدم المرشح بأوراقه وتقبلها الهيئة الوطنية للانتخابات فحينها فقط يكتسب صفة المرشح.
- هل وافق الوفد على الترشح للرئاسة من منطلق ديمقراطى أم أن هناك أبعادا أخرى؟
قرار أى حزب سياسى بخوض الانتخابات الرئاسية خطير وله أبعاد وجوانب عديدة لا بد من بحثها على أعلى مستوى، فى الحزب وداخل هيئته العليا، لأننا لسنا حزب هواة، ولو كنا هواة كنا خضنا الانتخابات منذ البداية، ولكنما حزب صاحب رؤية وخطة سياسية متماسكة، تتفاعل مع الوقائع والأحداث، وحينما نرى المستجدات على الساحة واحتمال غياب المنافسة بما يخل بالدستور ويعطل المسار السياسى المصرى ويضعف الأحزاب والقوى السياسية، نكون أمام موقف مُوجِب لإعادة النظر ومناقشة أبعاد خوض الانتخابات، بالنسبة للدولة وللحزب، وأيضا دراسة أبعاد وسيناريوهات عدم خوض المنافسة.
- هل يفكر المستشار بهاء أبو شقة فى الترشح للرئاسة وطرح اسمه على الهيئة العليا؟
الأمر مقطوع به بالنسبة لى، لن أطرح اسمى ضمن طالبى الترشح للرئاسة، ففى حياتى لم أسع لمنصب، ولكن إذا حدث ووافقت الهيئة العليا لحزب الوفد على مبدأ الترشح، فسيكون من حق كل من يرغب فى طرح اسمه أن يخاطب الهيئة، وستكون وحدها صاحبة القرار النهائى فى اختيار اسم المرشح، فى ضوء الرؤية التى دفعت الوفد لهذا الاتجاه، وهى الترسيخ لحياة ديمقراطية وتعددية سياسية حقيقية فى مصر، من خلال التنافس والصناديق وأصوات الناخبين.
- قرار الوفد بالترشح للرئاسة نهائى أم أن هناك مستجدات أخرى فى الأمر؟
ما زال القرار محل بحث ودراسة، لم نحدد موقفنا النهائى ولم نتخذ قرارا قاطعا بشأن الأمر، ولكننا فى الوقت نفسه لا نرفض الفكرة ولا نرى غضاضة فى الترشح للرئاسة، وما نؤمن به تماما أنه لا أحد يستطيع المنازعة أو المزايدة على وطنية الوفد وتاريخه فى الدفاع عن الدولة المصرية والديمقراطية والدستور، والوقوف بجانب الطبقات الفقيرة، وإنصاف محدودى الدخل، فنحن من أصدر قانون العمل وقانون الزراعة.
- هل تعتقد أن الوفد قادر على خوض معركة الانتخابات الرئاسية الآن؟
نحن الحزب المنظم الوحيد فى مصر، لأن لنا تاريخا بعيدا وقاعدة جماهيرية واسعة واستمرارية فى العمل وتجارب ممتدة، ولسنا حزبا وليدا أو حديث النشأة، فعلى سبيل المثال هناك أحزاب كثيرة ظهرت واختفت وظل الحزب قويا وحاضرا فى المشهد، قائدا له أو مؤثرا فيه، فهو الحزب الوحيد الذى يمتلك 203 مقرات على مستوى مصر بالكامل، والوحيد الذى يمتلك لجانا عاملة فى كل مدينة، وتقريبا لا توجد أسرة فى مصر ليست فيها وجوه أو جذور وفدية، فالوفد كان حزب الأغلبية الساحقة فى مصر حتى 1952.
- لماذا قرر الوفد خوض انتخابات الرئاسة؟ وماذا سيستفيد من التجربة؟
فكرة أن يخوض حزب الوفد انتخابات الرئاسة إثبات وتوثيق لأننا حزب قوى وفاعل على الساحة السياسية، وله تاريخه السياسى وقواعده الجماهيرية وثوابته ولائحته التى يلتزم بها الجميع، وأى خروج على لائحة الحزب يُعرّض صاحبه أيا كان مركزه للجزاء، الذى قد يصل للفصل من الحزب.
- هل يخشى حزب الوفد من هجوم وسائل الإعلام حال الدفع بمرشح فى الانتخابات؟
العمل السياسى فن له أسسه وحساباته، وإذا انتهى الحزب إلى قرار معين سيمضى فيه دون النظر لليمين أو اليسار، لأنه إذا استقر على الأمر فسيكون قد توصل له بعد بحث ودراسة، وفى ضوء الالتزام بأسس وفنيات العمل السياسى، وبناء على حسابات وتقديرات عديدة ومقعدة، ووقتها لن ننظر لأى شىء آخر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة