تعددت صور بطولة شباب ورجال كفر الشيخ من ضباط وأفراد بالقوات المسلحة والشرطة، الذين ضحوا بأرواحهم فى سبيل حماية الوطن وحراسة المصالح الحكومية والممتلكات العامة فى جميع المحافظات بمصرنا الغالية وخاصة فى سيناء، فمنذ ثورة 25 يناير عام 2011، استشهد من قرى ومدن محافظة كفر الشيخ 50 شهيداً من رجال الجيش والشرطة سواء من الضباط أو الجنود، وخاصة فى الأحداث الإرهابية التى شهدتها أراضى سيناء، وخاصة خلال الـ 4 سنوات الماضية .
من بين هؤلاء الذين ضحوا بأنفسهم رقيب الشرطة عبد اللاه عبد النبى حسن أبو زيد، ابن قرية منية مسير التابعة لمركز كفر الشيخ، الذى استشهد فى العمل الإرهابى بالبنك الأهلى بالعريش، عندما قام عدد من العناصر الإرهابية بالهجوم على فرع البنك الأهلى بوسط سيناء، وزرعوا 5 عبوات ناسفة بمحيط الفرع، وتعاملت الخدمات الأمنية المعنية لتأمين البنك معهم، مما أسفر عن استشهاد 3 من رجال الشرطة، وسقوط عدد من القتلى بين صفوف العناصر الإرهابية، وتمكن رجال المفرقعات من إبطال مفعول العبوات الناسفة الخمس، وتمشيط محيط المنطقة لملاحقة العناصر الإرهابية وضبطهم، وكان من بين الذين واجهوا العناصر الإرهابية ابن قرية منية مسير ونال الشهادة التى تمناها.
اليوم السابع مع والدة الشهيد وشقيقه
وبكلمات ممزوجة بالحزن على فقدان الابن غدرا، قالت والدة الشهيد عبدالاه: "مر 101 يوم على استشهاد نجلى رحمه الله، وصورته وحنانه لم أنساهم أبداً فقلبى مليئ بالنار والحسرة لفقدانه، لأنه كان بالنسبة لى راجلى وابنى الذى يرعانى ويوفر لى كل ما أحتاجه، وكنت أعتمد عليه فى كل كبيرة أو صغيرة، فمنذ موته عم الحزن منزلنا، لدي نجلين هما عبدالاه 33سنة، وحسن 26سنة، وتوفى زوجي منذ 10سنوات"، مشيرةً إلى أنها تمنت التخلص من حياتها بعد وفاته، ولولا أن ذلك يعد كفرا لفعلتها، لتنتقل لربها وتكون بجوار نجلها رحمه الله.
وأضافت والدة الشهيد ،لـ"اليوم السابع"، إن الشهيد اتصل بها قبل استشهاده بساعات، ليطمأن عليها وعلى زوجته ونجليه، وطلب منها أن تشترى " ردة" لتطعم "العجلة" الذى سيذبحها فى عقيقة نجله "يوسف"، وطلبت منه أن يشترى زيت للشعر لأيتام بالقرية، وكانت تنتظر عودته بعد أسبوع لإقامة العقيقة لنجله يوسف، ولكنها فوجئت باستشهاده.
الشهيد رقيب شرطة عبد اللاه عبد النبى حسن أبوزيد
وأضافت والدة الشهيد، إن ما يخفف عنها فقدان نجلها أنه مات بطلاً وكان يشعر بذلك، ومات وهو يدافع أثناء خدمته عن البنك الأهلى بالعريش ويفدى أبرياء كانوا بالبنك، مؤكدة إنها فخورة بنجلها، برغم أنها طالبته عدة مرات بأن يعود لكفر الشيخ ويكفيه 7 سنوات بعيدا عن بلده، ولكنه كان يرفض، ويردد كلمة لن أنساها " اللى نصيبه فى حاجة هيشوفها، ولما أموت شهيد هتفتخرى بى وبنفسك لأنك أم الشهيد"، مؤكدة إن الشهيد كان من عادته التواجد بخدمة البنك الساعة الثامنة صباحا ، وبعدها بنصف ساعة كان يذهب لشراء الفطار لزملائه وعدد من العاملين فى البنك، ويعود فى الساعة التاسعة، ولكن فى ذلك اليوم رفض التوجه لإحضار الفطار وطلب من زميل له أن يشتريه بدلاً منه فاستشهد عبد اللاه ونجا زميله من الموت.
وقالت والدة الشهيد، إنها لن تنسى معاملته لها، فمع عودته كل مرة من العريش كان يفرغ حقيبته أمامها بكل ما فيها من خيرات قبل أن يصعد لشقته ليرى أولاده، وكان دائماً الإطمئنان عليها، ويلازمها حتى يعود لعمله، وكان حريص على أداء الصلاة تاركاً مشاغله لحظة سماع الأذان، وبموته لم تجد حب وحنان بعده، مرردة "حسبنا الله ونعم الوكيل فى المتسبب فى استشهاده، متمنية معرفتهم لتنال حق نجلها بيديها".
وأضافت والدة الشهيد، إنها طلبت من أحد أصدقاء الشهيد وكان سائقا لمدير أمن سيناء ، أن يتدخل لنقله لكفر الشيخ ولكن عبد اللاه كان يرفض.
أسرة الشهيد تتحدث لليوم السابع
وقالت والدة الشهيد، إن ما يمزق أحشائها أن حفيدها يوسف، ينتظر عودة والده، فالطفل غير مصدق أن والده توفى وفى اعتقاده أنه ذهب للجنة وسيعود له يوماً، مطالبة بحقوق أسرة الشهيد التى لم تتسلم معاشه حتى الأن، كما طالبت بتوفير وظيفة لنجلها "حسن" الذى انقطع عن عمله فى البحر الأحمر، وعاد للمنزل ليرعاها وزوجة الشهيد وأبنائه " يوسف 4 سنوات ونصف، وأسيل عامين "
وقالت والدة عبد اللاه، إنها كانت تعمل فى مهنة الخياطة ولكن لضعف بصرها امتنعت عن تلك المهنة التى كانت مصدر دخلها، واستطاعت بعد وفاة زوجها منذ حوالى 10 سنوات، أن تربى نجليها وتبنى لهما منزلاً، مؤكدة إن نجلها الشهيد، طيب القلب، وأخلاقه عالية، ومحبوب بين الناس، وكان يساعدها فى كل أعمال منزلهم بمجرد عودته من العريش فكان يساعدها فى طهى الطعام وغسيل الملابس حباً فى مشاركتها كل ما تقوم به، وكان دائماً يقبل رأسها ويديها، مشيرة إلى أنها ستتذكره فى كل عمل كان يؤديه معها، مؤكدة إن حياتها لن تطول من بعده لأنها لا تقوى على الحياة فكل ركن من أركان منزلهم يذكرها به، مشيرة إلى أن نجلها وعدها برحلة عمره هذا العام فانتقل لربه وبدلنى ذلك بوعده باستشهاده فى سبيل وطنه.
وأضافت، إن الله عوضها بحفيدها يوسف ، وسوف تعمل جاهدة على تربيته ليكون خليفة له، لأنها ترى فيه الشهيد.
وقال جابر شعيان، صديق الشهيد، إنه كان من أفضل أصدقائه، وكان يلجأ له وقت الأزمات حتى وقت خلافه مع أسرته كان ينام فى بيته، ومنذ استشهاده وهو لايعرف طعم للحياة، وكل يوم يتوجه للمقابر لزيارة قبر الشهيد ويقرأ له الفاتحه ويتحدث معه، فقد كان طيباً، وخيّراً، يعطف على الفقراء والمحتاجين، ويحبه كل أهالى "مسير ومنية مسير" لحُسن أخلاقه، مؤكداً أنه قرر إقامة دورة رياضية يوم الجمعة المقبلة على روح الشهيد يشارك فيها 12 فريقاً.
وقال حسن شقيق عبد اللاه، كان شقيقى السند والأب بالنسبة لى، ومنذ وفاته انكسر ظهرى فلا أنسى ما كان يفعله من أجلى حتى شقة الزوجية هو من جهزها، مؤكداً أنه منذ وفاته عاد من عمله كشيف فى البحر الأحمر، ولايستطيع العودة، فكيف يترك منزلهم بدون رجل يقف بجانب أسرة شقيقه الشهيد، ويرعى والدته وزوجته التى على وشك الوضع؟، ويتمنى توفير وظيفه له فى أى مصلحه حكومية، متمنياً أن تكون فى الجهاز الشرطى ليكمل مسيرة شقيقه، مطالباً بسرعة صرف مستحقات أسرة شقيقه، فظروف الحياه صعبة، لذا يناشد اللواء مجدى عبدالغفار وزير الداخلية بالتدخل لصرف معاش شقيقه ومنحه مستحقاته خاصة أن كل الإجراءات انتهت.
يذكر أن فرع البنك الأهلى بوسط سيناء، تعرض لعمل إرهابى أسفر عنه استشهاد 3 من رجال الشرطة، كان من بينهم الشهيد عبداللاه عبد النبى.
اليوم السابع مع شقيق الشهيد وصديقه
والدة الشهيد لحظة توديع جثمانه
الجنازة
صلاة الجنازة على الشهيد
جانب من أهالى القرية وصلاة الجنازة
الألاف يودعون الشهيد
الجنازة
الألاف فى توديع الشهيد
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة