تظل الدعاية القوية هي أهم عوامل عودة السياحة إلى محافظات مصر، بعد تراجعها على مدار سنوات ماضية، وبالعقول الواعدة القادرة على التسويق الجيد لمنتج السياحة نتمكن من عودة أهم مصدر للعملة الصعبة من جديد.
الطالب الوافد "لافى مبارك" يروى كيفية التحاقه بجامعة اسوان
بادرت جامعة أسوان بابتكار جديد من السياحة وهو "السياحة التعليمية"، التى تمكنت من رفع اشغالات الفنادق السياحية وعودة الإقبال على المزارات الآثرية الهامة مرة أخرى.
وكشف الدكتور أحمد غلاب، رئيس جامعة أسوان، عن تفاصيل التعاون المثمر بين الجامعة وعدد من الدول العربية، قائلا: هناك نحو 700 طالب وافد من الكويت وعدد من البلدان العربية والأفريقية بالجامعة، وذلك بعد زيارة لفريق من الجامعة إلى الكويت للدعاية عن أقسام الجامعة المختلفة والفرص التعليمية التى يوفرها معهد الدراسات والبحوث الأفريقية لطلاب مرحلة الدراسات العليا.
احد البحثين بمركز الدراسات الافريقية بجامعة اسوان
وأوضح غلاب لـ"اليوم السابع"، أن الطلاب الوافدين ساهموا فى انتعاش السياحة بالمحافظة، مشيرا أن هناك 400 طالب وافد يدرسون فى كلية الحقوق فضلا عن الدراسة بعدة كليات مثل التربية الرياضية، وكلية التربية، مضيفا أن الجامعة تستهدف زيادة أعداد الوافدين من خلال زيارة مرتقبة إلى دولة السعودية الشهر المقبل، يليها دولة العراق والإمارات المتحدة.
وعن أراء الطلاب الوافدين عن دور جامعة أسوان التعليمى، وعن كيفية تعايشهم في المحافظة ، التقى "اليوم السابع" بعدد من الطلاب، فيقول الطالب "لافى مبارك"، رئيس رابطة باحثى الدكتوراة فى معهد الدراسات الأفريقية بأسوان، وأحد الوافدين من دولة الكويت، أن زيارة أسوان كانت من ضمن أمنياتى، لذا فعندما علمت بفتح مجالات للتعليم بجامعة أسوان، لم اتردد لحظة وقمت بالتسجيل بمعهد الدراسات الأفريقية لإتمام رسالة الدكتوراة في بحوث الاقتصاد، لافت أن تكلفة الدراسة في العام الأول تبلغ 6 الأف دولار، والعام الثانى 4 آلاف دولار، ونفس التكلفة فى العام الثالث.
الباحث "جراح الخالدى" مع محررة اليوم السابع
وقال لافى: لم تكن هذه المرة الأولى التى اتعلم بالجامعات المصرية فدرست لمدة 8 سنوات بالقاهرة، وحرصت على إتمام بقية دراستى بجامعة بأسوان، وعن مدى تكيف الوافدين بالحياة العامة بالمحافظة، أكد قائلا: أشعر كأننى فى بلدى فلم أشعر بالغربة قط، وتعامل الشعب الأسوانى معنا لا يصدق فالطيبة التى لاحظتها فى بلاد النوبة لم أجدها فى أى مكان".
السياحة التعليمية تنتعش بالطلاب الوافدين من البلدان العربية لجامعة اسوان
فى حين أكد جراح الخالدى، نائب رئيس رابطة طلاب الكويت بالجامعة، وأحد الباحثين بمعهد الدراسات الأفريقية ، أسوان هي عروس الصعيد ولم اتخيل أن اصادف شعب كريم وطيب مثل هذا الشعب ، فصفة الكرم بينهم لم تصدق، وشعرت بدهشة عندما رفض أحد العاملين بأحد المطاعم "الإكرامية " التي قدمتها إليه، مبررا ذلك بأننا ضيوف ولابد من اكرامنا وعدم استغلالنا.
وأوضح "الخالدى"، أن الدراسة بالجامعة ستعطيه فرصة للتعمق في دراسة الاقتصاد ودراسة افريقية بشكل خاص ، وهو ما يسهم في زيادة امكانياته في وظيفته كموظف فى وزارة الصناعة والتجارة بالكويت، لافتا أن حسن تعامل أعضاء هيئة التدريس بالجامعة وعلى رأسهم رئيس الجامعة هو أكثر ما يطمئنهم خلال رحلة دراستهم بالمحافظة.
باحث من دولة الكويت يروى ابرز المشكلات التي تواجههم بأسوان
ومن جانبه، أوضح بدر أحمد الدرويش، أحد الباحثين بجامعة اسوان، أن الدراسة بمعهد الدراسات الافريقية سمحت لنا فرصة التعلم عن افريقيا والتعمق ببعض الدراسات الخاص بها، خاصة وإننى كنت اتعلم فى معهد الدراسات الآسيوية، وهو ما ساهم فى تكامل العديد من المفاهيم لدينا، لافتا أن التعليم في الجامعات المصرية لا غبار عليه، موضحا أن أبائنا وأجدادنا فى الدول العربية تعلموا منذ الخمسينات على أيدى الجامعات المصرية العريقة ، لذا فلم أتردد في فرصة التعلم بمحافظة أسوان.
احدى الطالبات الوافدات من الكويت بجامعة اسوان
وأشار "بدر"، إلى أنه بجانب الفرص التعليمية بالجامعة جاءت لى فرصة زيارة مكان من أهم المناطق السياحية بالعالم ، لذا فكانت فرصة لزيارة معابد اثرية هامة خاصة أن العديد من السائحين العرب لم يعلموا الكثير عن محافظة أسوان وتقتصر اجندتهم السياحية على زيارة القاهرة وشرم الشيخ والإسكندرية فقط ، موضحا أن هذه الزيارة كشفت لنا عن منطقة اثرية هامة لم نعلم عنها الكثير من قبل.
عن المشكلات التي تواجة الطلاب الوافدين خلال رحلتهم التعليمية في أسوان ، أوضح منير عبدالله، الباحث بمعهد الدراسات الافريقية، أن أهم العراقيل أمام الوافدين هو عدم توفير رحلات طيران مباشرة بين أسوان والكويت، لذلك نضطر إلى الذهاب إلى الأقصر أولا ثم السفر إلى أسوان من خلال القطار، فإذا تم توفير خطوط طيران مباشرة سينعكس هذا على زيادة الطلاب الوافدين الى الجامعة.
امتحانات للطلاب الوافدين بجامعة اسوان
فى حين أكد فواز على حسين، أحد الباحثين بجامعة أسوان ، أن عدم توافر غرف بالفنادق السياحية أهم أزمة تواجهنا ، فكثير من الأحيان لم نتمكن من حجز غرف بالفنادق السياحية ، لذا لابد من إيجاد حل لهذه المشكلة من خلال توفير غرف فندقية أو زيادة أعداد الفنادق لاستيعاب أكبر قدر من الطلاب.
وأوضح فاضل العجمى، أحد الباحثين بجامعة أسوان، قائلا: اطلب العلم ولو بالصين، لافتا أنه لم يتردد فى التسجيل بجامعة أسوان للتعلم بها برغم المسافات البعيدة بينها وبين دولة الكويت، وذلك لجودة التعليم المصرى، مؤكدا أن المعلم المصرى ليس له مثيلا وقادر على تقديم وجبة دسمة للطلاب لم نجدها بجامعات أخرى، لذا تحملنا مشقة السفر للاستفادة من فرصة التعلم بالجامعة.
وأكد فاضل أن أسوان تتميز على القاهرة فى هدوئها وتمتعها بمناظر طبيعية خلابة فيخف بها الضجيج بخلاف العاصمة، ولهذا السبب سأحرص على مجىء أسرتى برفقتى خلال فترة الدراسة المقبلة.
بينما لم تشعر "سبيكة إبراهيم" طالبة معهد الدراسات الأفريقية بأسوان، بالغربة خلال رحلتها العلمية ، قائلة: دراسة الاقتصاد بالجامعة يسهم في افادتى في مجال عملى فى مجال البنوك ، لذا حرصت على استغلال هذه الفرص لتعظيم الاستفادة من الدراسة في ظل كوكبة من هيئة تدريس متميزة.
وأوضحت قائلة: الشعب الأسوانى شعب عجيب لم أرى شعب طيب وأخلاق مثل هذه الطريقة ، وهذا شجعنى لإتمام دراستى لشعورى بالأمان.
اقبال الطلاب الوافدين للالتحاق بجامعة اسوان
.السياحة التعليمية تنعش محافظة أسوان
جانب من اختبارات الوافدين بالجامعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة