أكدت إمبراطورة إيران السابقة، "الشهبانو" فرح ديبا، قدرة الشعب الإيرانى على إحداث التغيير، وذلك بعد نحو 7 أيام من اندلاع ثورة مشهد أو ثورة السابع والعشرين من ديسمبر التى نادت بسقوط النظام الإيرانى برمته.
وأضافت الإمبراطورة فرح ديبا فى تصريحات لـ"اليوم السابع" ردا من جانبها على موقفها من تطورات الوضع فى إيران بعد دخول أكثر من 70 مدينة فى نحو 22 محافظة على خط الثورة الدائرة الآن، أن الشعب الإيرانى تحمل على مدى أكثر من 39 عاما عقودا من الفساد وتحمل عبئا كبيرا فى مواجهة نظام عنيف وقد عانى من ذلك وصبر، لكنه الآن يتحرك.
فرح ديبا في حوار سابق مع الزميل محمد محسن أبو النور
وتوقعت ديبا فى حوار سابق لها مع "اليوم السابع" فى يوليو الماضى تزامنا مع فى الذكرى السابعة والثلاثين لرحيل زوجها الشاه، محمد رضا بهلوى، ذلك الذى وافته المنية فى 27 من يوليو بالعام 1980م، حدوث انفجار اجتماعى فى البلاد بسبب الفقر والظلم والتهميش وكبت الحريات وإجراءات القمع التى ينتهجها النظام الإيرانى الحالى بحق المجتمع.
وانطلقت شرارة ثورة جارفة فى كبرى المدن الإيرانية تنديدا بسياسات النظام الإيرانى الاقتصادية التقشفية فضلا عن السياسات الخارجية التى حملت فى طياتها مغامرات كبرى ودعما للإرهاب وتدخلا فى شؤون الدول الإقليمية وهو ما كبّد الميزانية الإيرانية أعباء كبيرة رأى الشعب الإيرانى أنه أحق بهذه الأموال التى تنفق على تمويل الحروب والنزاعات الإقليمية.
ديبا خصت "اليوم السابع" بحوار حصرى يوليو الماضى توقعت فيه حدوث الثورة
وردد المتظاهرون فى أنحاء البلاد شعارات مناهضة للنظام ومنها: "الموت للديكتاتور" و"الموت لروحانى" و"استح يا خامنئى واترك الدولة" و"لا للجمهورية الإسلامية"، و"لا غزة ولا لبنان روحى فداء إيران" و"اترك سوريا وفكر فينا".
وردا على سؤال حول ما إذا كان بإمكان الشعب الإيرانى النجاح فى إسقاط النظام قالت ديبا من مقر إقامتها فى العاصمة الفرنسية باريس إن الشعب الإيرانى صبر وكان لديه أمل فى أن يدرك الحكام الحاليين متغيرات المواقف وغيرون نهجهم كى تستأنف إيران نهضتها وتتبوا مكانتها التى تستحقها فى النظام العالمى غير أن هذا لم يحدث، ولذلك ثار الشعب وهو قادر على فعل كل الممكنات.
المدن الإيرانية شهدت مظاهرات عارمة
ونوهت ديبا فى حوارها السابق مع "اليوم السابع" إلى أن الرئيس حسن روحانى لن يتمكن من فعل الأشياء للناس ولن يتمكن من تحقيق الوعود والآمال التى يقولها، مضيفة قولها: "لا أعلم كيف يمكنه تحقيق كل ما يعد به، ولكنى أتمنى أن ينجح، فروحانى يقول العديد من الأشياء التى هى فى صالح الشعب لكنه لن يستطيع أن يفعل أو ينفذ كل ما يقول أو يعد به".
وتابعت ديبا فى تصريحاتها أن الحياة الآن أصبحت أكثر صعوبة فى إيران، معربة عن أملها فى تحول مستقبل البلاد إلى وضع أفضل بدلا من اليأس الذى خيم على الكثيرين لأن الإيرانيين يريدون أن توضع إيران فى مكانها الصحيح فى هذا العالم المتطور بوتيرة مستمرة إذ يتطلع الشعب إلى أن يرى إيران أكثر استنارة وتقدما.
الثورة الإيرانية الدائرة الآن
وأشارت الإمبراطورة السابقة إلى أن إيران أثبتت من خلال تاريخها الطويل كيف يمكنها حماية أرضها وثقافتها، ومع كل هذه الأجواء لدى أمل على أن أرى إيران حرة مرة أخرى.
وردا على من جانبها على سؤال حول نصيحتها للمجتمع الإيرانى الثائر الآن فى وجه النظام خاصة أن قطاعات كبيرة ردد شعارات أعربت من خلالها عن الندم من إسقاط حكم الشاه أوضحت ديبا أن كل ما تأمل به هو أن ترى إيران مستنيرة وفخورة وتبقى بحالة جيدة ومتماسكة.
الثورة الإيرانية
واختتمت تصريحاتها بقولها: "أنا مقتنعة بأن الشعب الإيرانى، مثل طائر الفينيق الأسطورى، بحيث سينهض مرة أخرى من الرماد ويتغلب على تيار جارف من التحديات التى تواجهه مرة أخرى، وأنا على يقين من أن الضوء يجب يسود على الظلام".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة