احتفلت الكنائس الليلة بعيد الغطاس الكبير حيث رفعت صلوات القداس الإلهى المعروفة باسم لقان الغطاس.
صلاة اللقان" إحدى الصلوات المرتبطة بعيد الغطاس المجيد أيضًا، ويقول القمص صليب متى ساويرس، كاهن كنيسة العذراء وعضو المجلس الملّى العام، إن كلمة "اللقان" اسم يونانى للإناء الذى يوضع فيه الماء للاغتسال، وتعنى وعاء، وتوجد نماذج له فى كنائس مصر القديمة على شكل وعاء من الحجر أو الرخام، مثبت فى أرضية الكنيسة، بينما توضع المياه فى الوقت الحالى فى وعاء عادى، ويصلى عليها الكاهن.
ويوضح القمص "صليب" فى تصريح لـ"اليوم السابع"، أن طقس اللقان يرتبط غالبًا بالأعياد ذات الصلة بالماء، إذ تهدف الكنيسة من طقس اللقان فى عيد الغطاس، أو "الظهور الإلهى"، أن تتذكر معمودية السيد المسيح، وفى قداس "خميس العهد" يقام اللقان، لتذكر تواضع السيد المسيح حينما انحنى ليغسل أرجل تلاميذه، ويقام الطقس نفسه فى عيد الرسل، لأن الرسل تشبهوا بالمسيح فى الخدمة.
الأقباط يفطرون بعد "البرامون" أى صوم فوق العادة
قبل عيدى الميلاد والغطاس، تقال فى الكنائس كلمة "برامون الميلاد"، أو "برامون الغطاس"، كجزء من لغة يونانية دارجة فى الأوساط الكنسية، وكلمة "برامون" اليونانية وردت أول ترجمة عربية لها فى المراجع القبطية خلال القرون الوسطى، بمعنى "فوق العادة"، إلا أن هذا التفسير ظهر وقت ضعف الإلمام باللغة اليونانية، ولم يعتمد على قاموس بقدر ما كان وصفًا لاختلاف طريقة الصوم فى هذا التوقيت عن باقى أيام الصيام التى تسبقه، لكن هذا المعنى هو الأكثر انتشارًا حتى الآن.
وفقًا لموقع "تكلا هيومنت" المتخصص فى القبطيات، فإن كلمة "بارامون" مشتقة من الفعل " بارامينو"، ومعناه "ثبت - استمر - داوم"، أما كلمة "برامونى" حينما تأتى اسمًا فإنها تفيد واحدًا من تلك المعانى: "الاستمرار فى الخدمة (للعبيد) - أو الثبات والمداومة - أو السهر والترقب"، ولهذا تطلق عليه الكنيسة "الاستعداد" أو "السهر"، خصوصًا أن السهر مصطلح ورد على لسان المسيح يفيد "الجهاد الروحى".
ينتمى "صوم الميلاد"، الذى يسبق عيد الميلاد المجيد، لما يُعرف بـ"أصوام الدرجة الثانية"، التى يُسمح فيها بأكل السمك، ولا تشترط الانقطاع عن الأكل والشرب، لكن أيام "البرامون" التى تسبق عيدى الميلاد والغطاس، يكون صيامها من الدرجة الأولى، إذ لا يُسمح فيها بأكل السمك، ويُصام فيها صومًا انقطاعيًا عن الأكل والشرب حتى المساء، كما تُصاحب أيام البرامون قراءات خاصة فى الكنيسة، وتختلف بحسب مدة أيام البرامون.
وفى عيد الغطاس، تُقرأ النبوات من العهد القديم، من "كتاب صلوات اللقان"، ويقوم الكاهن بـ"رشم الصليب"، أو وضعه على جباه الرجال بعد الصلاة على المياه، كرمز للاغتسال من الخطية، كما يرتبط عيد الغطاس لدى الأقباط المصريين بأكل القلقاس والقصب، وللاثنين دلالات مسيحية، فالقلقاس لا يؤكل إلا بعد نزع قشرته الخارجية كما حدث مع المسيح قبيل تعميده، وهو رمز التطهر من الخطيئة، أما القصب فيمتاز بكثرة السوائل داخله، ويرمز أيضًا لماء المعمودية، وذلك وفقًا لما أكده الدكتور مينا رسمى عبد الملك، عضو المجمع العلمى المصرى، لـ"اليوم السابع".
أما البابا تواضروس فاحتفل بالعيد على طريقته كل عام والقى عظته من كنيسة الإسكندرية وخصصها للماء أهم رموز عيد الغطاس وقال أن الحياة على الأرض إينما وجد ماء وجدت حياة فتجدهم يبحثون عنه فى الكواكب كدليل على وجود الحياة.
وأضاف: 70% من مساحة الأرض مياه و70% من تكوين الأنسان مياه. لذلك الماء أغلى شئ لأن فيه حياة الأنسان. له تاريخ فى الكتاب المقدس من الطوفان وعبور البحر تاريخ هلاك وتاريخ حياة..
واستكمل: المسيح قابل السامرية عند بئر المياه شفى المخلع المريض لثمانية وثلاثون عاما عند البركة والمولود أعمى غسل عينيه فى الماء ونحن نصلى قداسات تقديس المياه ونستخدمه فى صلواتنا كرش المياه ويصير علامة ميلاد فى المعمودية.
وتابع: للماء قيمة فى حياتنا اليومية فنهر النيل الذى يمثل 8% من مسلحة مصر نلتف كلنا حوله لأنه مصدر الحياه تاركين الصحراء. وفى العهد القديم كان عند المصريين آله لذلك فى الضربات تم تحويله لدم.
واختتم:يحميكم الله ويبارك فى حياتكم والكنيسة التى بها نحن الآن تقوم بعمل التجديدات فى ستر الهيكل والصحن أيضا وسوف نحتفل على مستوى الكنيسة بمرور 100 عام على إنشاء مدارس الأحد و50 عاما على ظهور العذراء فى الزيتون و50 عاما على إنشاء الكاتدرائية ويتصادف أن يكونوا فى نفس عام افتتاح الكاتدرائية الجديدة كاتدرائية "ميلاد المسيح".
بعدها توجه ملايين الأقباط لمنازلهم لتناول إفطار ومأكولات العيد على رأسها القصب والقلقاس والبرتقال.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة