لم تمضى ساعات قليلة على دخول الوديعة المالية السعودية البالغة قيمتها مليارى دولار، والتى أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز بإيداعها فى حسابات المصرف المركزى اليمنى فى مدينة عدن، إلا وسجل صرف الدولار مقابل الريال اليمنى تراجعًا ملحوظا.
وتراوح سعر صرف الريال بعد دخول الوديعة المصرف المركزى اليمنى ما بين 420 و450 ريال مقابل الدولار الواحد فى صنعاء الخاضعة لسيطرة المتمردين الحوثيين وفى عدن ومناطق أخرى، بعدما كان تخطى عتبة الـ500 ريال قبل الإعلان عن الوديعة السعودية.
وتأتى الخطوة السعودية امتدادًا لدعم المملكة للشعب اليمنى؛ ليصبح مجموع ما تم تقديمه كوديعة للبنك المركزى اليمنى ثلاثة مليارات دولار أمريكى، بهدف تحسين الأحوال المعيشية للمواطنين اليمنيين.
ومن جهته، ثمن مجلس الوزراء التوجيهات التى أصدرها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بإيداع مليارى دولار أمريكى وديعة فى حساب البنك المَركزى اليمنى، لرفع المعاناة عن الشعب اليمنى؛ وذلك فى إطار تعزيز الوضع المالى والاقتصادى.
وأكد المجلس، فى اجتماع له مساء أمس فى عدن، برئاسة أحمد عبيد بن دغر؛ أن الوديعة ستنعكس إيجابيا على الأحوال المعيشية لليمنيين.
وقال المجلس، وفق ما بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية: "إن هذه الوديعة الكريمة وما سبقها، من استمرار المملكة العربية السعودية فى دعمها الحكومة اليمنية ومساعدتها على النهوض بواجباتها فى سبيل استعادة الأمن والاستقرار؛ يجسد المواقف النبيلة والأخوية لخادم الحرمين الشريفين ووقوفه المستمر بجانب الشعب اليمنى فى مختلف الظروف ومواقفه العربية الأصيلة".
وأقر المجلس تطبيق آليات لتأمين الاستقرار الاقتصادى والخروج من الأزمة الاقتصادية التى تسببت فيها الميليشيات الحوثية بانقلابها على الدولة ونهبها الخزينة العامة للدولة والاحتياطى النقدى من العملة الصعبة المقدر بأكثر من 5 مليارات دولار.
وأكد المجلس ضرورة وضع آلية شراكة واضحة مع التجار ورجال الأعمال والبنوك ومراكز الصرافة، واتخاذ حزمة من الإجراءات للحد من الممارسة اللا مسئولة للمتلاعبين بالعملة المحلية.
ويسيطر المتمردون الحوثيون على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014 ما دفع بالسلطة المعترف بها إلى اعتماد عدن مقرا مؤقتا لها، وقامت السلطة بنقل المصرف المركزى إلى المدينة الجنوبية.
والثلاثاء، أقرت السلطة المعترف بها أنها تواجه صعوبات مالية كبيرة، محذرة من أن الريال اليمنى على وشك الانهيار، وقررت المملكة السعودية الأربعاء إيداع مليارى دولار فى المصرف المركزى اليمنى، غداة مطالبة الحكومة اليمنية بمساعدات مالية عاجلة.
وقال المصرف المركزى مساء الأربعاء إنه "تلقى تأكيداً بإيداع مليارى دولار فى حساباته الخارجية"، بحسب بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية الرسمية المتحدثة باسم السلطة المعترف بها.
فى هذا الوقت، وصل السفير السعودى محمد سعيد الجابر إلى عدن على متن طائرة عسكرية، فى زيارة هى الأولى له إلى البلد المجاور للمملكة منذ بدء التدخل الأزمة، والتقى لدى وصوله رئيس الحكومة اليمنية احمد عبيد بن دغر.
وقال فى تصريحات نقلتها وزارة الخارجية السعودية على حسابها بـ"تويتر"، "نريد يمنًا قويًا يسوده الأمن.. ولن تثنينا جرائم ميليشيا الحوثى ومن خلفهم إيران عن تحقيق ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة