انطلقت فعاليات مؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس، من القاهرة، قلب الأمة النابض، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي. وحضور وزير الأوقاف د. محمد مختار جمعة نائبا عن رئيس الوزراء، و بحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن، والرئيس اللبنانى الأسبق أمين الجميل، والرئيس الأسبق فؤاد السنيورة، وفنانين، وقادة سياسيين، وحاخامات ضد إسرائيل، وكنسيين، ومعممين شيعة، وعلماء سنة.
وتزينت القاعة لاستقبال الوزراء وكبار المسئولين من مصر والعالم من أكثر من 86 دولة.
فيلم تسجيلى عن جهود المشيخة
بدأ المؤتمر بفيلم تسجيلى عن جهد الأزهر فى دعم قضية القدس، مستعرضا مواقفه التاريخية، وعرض الفيلم مشاهد من فلسطين ومحاولات التهويد والتقسيم ونزع العروبة والممارسات الغاشمة، والتلاحم مع فلسطين.
كما ظهرت فيه الصخرة خلف القاعة وتزينت جوانب القاعة بصور ومجتمعات للمسجد الأقصى لتبدو الصورة العامة للقاعة كأنك داخل المسجد الأقصى، فى إطار من التفاعل وتوفير الإطار المناسب لموضوعات وفعاليات المؤتمر حول وضع القدس والمسجد الأقصى دينيا وتاريخيا وفنيا ودوليا .
أغانى فيروز تهز القاعة
ورددت فيروز أغنيتها "يا قدس" لتهز جنبات القاعة بالدعم للأقصى، فيما جاءت صورة الجامع الأزهر وشيخ الأزهر الإمام الأكبر أحمد الطيب بالقاعة وعليها كلمة القدس وأسفلها موضوع المؤتمر.
وتم توزيع مجموعة كتب ومراجع عن القدس والمسجد الأقصى ووثائق الأزهر ودوره فى التجديد وبعض القضايا الدينية التى تبناها الأزهر.
من جهته قال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ما كان لأمَّة موزَّعة الانتماء مُمزَّقة الهُويَّة والهوى أن تواجه كيانًا يُقاتِل بعقيدةٍ راسخةٍ وتحت راية واحدة فضلًا عن أن تسقط رايته وتكسر شوكته.
وأضاف خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأزهر العالمى لنصرة القدس المنعقد بمركز الأزهر للمؤتمرات: ليس لنا أي عُذر أمام الله وأمام التاريخ في أن نبقى ضعفاء مستكينين مُتخاذلين وفي أيدينا – لو شئنا - كل عوامل القوة ومصادرها الماديَّة والبشَريَّة.
وتابع: يجب أن ننتبه أنه قد بدأ العد التنازلي لتقسيم المنطقة وتفتيتها وتجزئتها وتنصيب الكيان الصهيوني شرطيًّا عليها تأتمر بأمره ولا ترى إلَّا ما يراهُ هو ويُريها إياه.
شيخ الأزهر: لابد من امتلاك القوة لترعب العدو
وأكد الطيب، أن الزوال هو مصير المعتدين، وأن كل قوة متسلطة محكوم عليها بالانحطاط، قائلا "هذه الحقيقة قضى الله أن تكون مقرونة بحقيقة أخرى تسبقها، وأعنى بها امتلاك القوة التى ترعب العدوان وتكسر أنفه وترغمه على أن يعيد حساباته ويفكر ألف مرة قبل أن يمارس طغيانه واستبداده".
وأضاف، أن الله يعلم أننا دعاة سلام بامتياز، وأن نبينا الكريم نهانا أن نتمنى لقاء العدو، وأمرنا أن نسأل الله العافية، موضحا أن السلام الذى ندعو إليه هو السلام المشروط بالعدل والاحترام وانتزاع الحقوق التى لا تقبل البيع ولا المساواة ولا الشراء.
وتابع: "نريد السلام الذى لا يعرف الخنوع ولا المساس بتراب الأوطان والمقدسات وسلام تصنعه قوة العلم والتعليم والاقتصاد والتسليح الذى يمكن أصحابه من رد الصاع صاعين ومن بتر أى يد تحاول المساس بشعبهم وأرضهم".
الطيب يقترح تخصيص عام 2018 للقدس الشريف ودعم المقدسيين
وقال الإمام الأكبر، "أنا مؤمن أن الكيان الصهيونى لم يلحق بنا الهزيمة منذ 1948 وإنما نحن الذين صنعنا هزيمتنا بأيدينا".
وأضاف، أن مؤتمر اليوم يختلف كثيرا عن سابقيه، لأنه ينعقد وسط أجواء صعبة، فقد بدأ العد التنازلى فى تقسيم المنطقة وتعيين الكيان الصهيونى شرطيا عليها، فالأمر جلل وترداد الخطب لم يعد بناسب حجم المكر الذى نواجهه، معبرا عن تمنيه بالخروج بتوصيات منها التوعية بهذه القضية في أذهان ملايين تلاميذ العرب، فلا يوجد مقررات تشكل أذهان تلاميذنا تجاه القضية، ونفتقد هذا في مجال التعليم، وكذلك فى المجال الإعلامى.
مؤكدا أن الحديث عن القدس فى إعلامنا ضعيف، وأقترح أن القرار الجائر للرئيس الأمريكي بجب أن يقابل بتفكير عربي وإسلامي جديد يتمحور حول عروبة القدس وحرمة المقدسات الاسلامية والمسيحية، وعلينا أن لا نخجل مع التعامل مع قضية القدس من الجانب الديني، بينما كل أوراق الكيان الصهيوني دينية، كما أقترح أن يخصص هذا العام 2018 ليكون عاما للقدس الشريف تعريفا به ودعما للمقدسيين ونشاطا ثقافيا واعلاميا متواصلا، وأقول للنخب إن الأمة مستهدفة.
شيخ الأزهر: الاحتلال إلى زوال وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم مؤكدة
وأضاف الطيب، أن المسجد الأقصى مسرى رسول الله ومؤتمر الأزهر لنصرة القدس الذى يعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى يرعى مع شعب مصر القضية الفلسطينية من السياسات الجائرة الظالمة، موضحا أنه منذ أبريل 1948 والأزهر يعقد المؤتمرات تلو الأخرى عن فلسطين والمسجد الاقصى والمقدسات المسيحية والتى بلغت 11 مؤتمرا .
وقال: "نعتقد أن مصير كل احتلال إلى زوال إن عاجلا أم آجلا، والأيام دول وعاقبة الغاصب معروفة ونهاية الظالم مؤكدة ، واسألوا حملات الفرنجة والتى يسميها الغرب الصليبية ، والاستعمار الأوروبي وهو يحمل عصاه ويرحل عن المغرب وكل الدول التى احتلها .
أبو مازن: القدس عاصمتنا الأبدية وأهلها مرابطون
فيما قال الرئيس الفلسطينى، محمود عباس "أبو مازن"، لحضور مؤتمر الأزهر، أحييكم جميعا باسم فلسطين والقدس مدينة السلام عاصمتنا الأبدية، والتى اختصها الله بميلاد المسيح وإسراء ومعراج الرسول محمد عليه السلام.
وأضاف أبو مازن، أن الله جعل أهل القدس مرابطين إلى يوم الدين لا يضرهم من خالفهم ومن خذلهم.
وأشار أبو مازن، إلى أننا سنصلى جميعا وقريبا بالقدس، موجها الشكر للرئيس السيسى وللإمام الأكبر ولمصر لتنظيم مؤتمر نصرة القدس، اذ القدس بحاجة إلى النصرة فى مواجهة مؤامرة تستهدف التاريخ والحضارة تضرب بالقوانين الدولية عرض الحائط، وبعد 100 عام من وعد بلفور المشؤوم، ومؤامرة استعمارية لوضع فلسطين تحت سيطرة الغرب بهذا الوضع.
وأوضح أبو مازن، أن المؤامرة توجت بالانحياز الفاضح للرئيس الأمريكى ترامب التى اختارت مخالفة القانون الدولية، وأن تتحدى إرادة الشعوب وتناقض الإجماع الدولى الذى عبرت عنه الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أبو مازن: 96% من أرض فلسطين ملكنا تاريخيا
وقال أبو مازن، إنهم سيذهبون إلى كل الخيارات للدفاع عن حقوقهم عدا الإرهاب والعنف، وسيعملون على إيجاد مرجعيات أكثر حيادا فى الصراع مع الاحتلال الإسرائيلى، مؤكدا عدم توقفهم عن الدفاع عن أرضهم والقدس وصولا لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين.
وأوضح أن فلسطين تاريخيا كان لهم فيها 96% من الأرض، وجاء قرار التقسيم الأول والثانى أعطاهم 43% من الأرض، واحتلت إسرائيل 23%، مطالباً الآن بـ22% من أرض فلسطين التاريخية.
واستطرد: "لن نقبل بأى قرار حول القدس فهى عاصمتنا الأبدية، وهى عقيدة تسكن القلوب وحضارة تعاقبت عليها الاجيال منذ أكثر من 5 آلاف سنة، ولم ولن يولد فلسطينى أو عربى مسلم أو مسيحى يمكن أن يفرط فى القدس أو فلسطين"، مؤكدا أنهم ما لم تتحرر القدس لن يتحقق سلام فى المنطقة العربية أو العالم بأسره.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة