منذ أكثر من 30 سنة توجه عدد كبير من أهالى حاجر القريا بمدينة إسنا جنوبى محافظة الأقصر، إلى الجبال وقاموا باستصلاحها وزراعتها منذ السبعينيات وكونوا أكثر من 100 أسر تعيش على رزق الزراعة فى حوالى 100 فدان بالمنطقة، ومنذ عدة أيام أتى لهم نبأ كارثى بدخول أراضيهم فى طى الغابات الشجرية لإقامة مشروعات للصرف الصحى عليها، قبل نظر الحكومة فى طلبات التقنين، التى تقدموا بها منذ أيام لمجلس المدينة لعدم ضياع عملهم وأموالهم التى صرفوها على تلك الأراضى.
أكثر من 100 أسرة استصلحوا جبال مدينة إسنا وحولها من الرمال الصفراء للزرع الأخضر الساحر
وفى هذا الصدد يقول المزارع عوض حمدان عبد الحميد ابن قرية حاجر القرايا بإسنا لـ"اليوم السابع"، أنهم بدأوا العمل فى تلك الأراضى منذ أكثر من 30 سنة مضت، حيث إنه خرج من الخدمة العسكرية بالجيش المصرى 1/1/1979، ووجد الجبال تحيط بمنازلهم وقرروا العمل فيها لتعميرها لتربية أبنائهم وأسرهم لمواجهة ظروف المعيشة.
وأضاف عوض حمدان، أنهم قاموا برفقة زوجاتهم وأشقائهم ببيع كل ما يملكون من ذهب ومواشى لاستصلاح تلك الأراضى، وتم بالفعل حلمهم وجلبوا المعدات وقاموا بزراعة الأراضى، ولدى دخول الكهرباء قاموا بالدفع بمجهودهم الذاتى وجلبوها للأراضى التى قاموا بزراعتها، نظرا لظروفهم المعيشية الصعبة، وبعد كل تلك السنوات من التعب والعرق والمشقة فى الزراعة تريد المحافظة سحبها منهم ووضعها بمشروع الغابات الشجرية، ولم ينذرهم أحد بالصرف الصحى منذ 30 سنة حتى الآن، قائلاً: "دخلت فى غيبوبة لدى إبلاغى بأن تعب سنين مع أخوتى وأولادى هيضيع فى ثوانى، إحنا دافعنا عن أراضينا بالدم فى أيام الثورة والسرقة من سكان الجبل ونسيبها بالساهل كده".
وقال المزارع الإسناوى عوض حمدان: "احنا قدمنا على طلبات تقنين للحصول على الأرض اللى بدأت فيها من شبابى واتجوزت فيها وجبت عيال الحمد لله، ونتمنى من الرئيس السيسى التدخل وحل أزمتنا وإعطاؤنا طلبات التقنين والموافقة عليها".
فيما قال المزارع خالد السيد ابن حاجر القرايا، أن منطقة الظهير الصحراوى بإسنا استصلح فيها الأهالى أكثر من 100 فدان يعيش عليها حوالى 100 أسرة بزوجاتهم وأبناؤهم وجميعهم سيتم تشريدهم لو تم رفض طلبات التقنين التى قدموا لمجلس مدينة إسنا، مناشدا الرئيس السيسى ورئيس مجلس الوزراء بالتدخل لحل أزمتهم ومساعدتهم فى كسب الرزق الحلال فى الجبال التى يعيشون فيها منذ أكثر من 30 سنة ولم يتعرض لهم أحد خلالها نهائيا.
أهالى جبال القريا يناشدون الرئيس السيسى مساعدتهم بالموافقة على التقنين
ويقول نجار جبريل عبد المجيد ابن مدينة إسنا، أنه حصل على 12 فدان فى الظهير الصحراوى بالمنطقة برفقة أشقاؤه، وقاموا بتعميرها بصورة أعادتها للحياة للحصول على لقمة العيش الحلال أمام الظروف المعيشية الصعبة فى الحياة اليومية، وكانت الأرض عبارة عن جبال ورمال وصرفوا عليها خلال السنوات الماضية أكثر من 500 ألف جنيه، ولا يمتلكون إلا تلك الأرض لقوت يومهم.
ويضيف نجار جبريل، أنه تم إبلاغهم من قيادات شركة المياه والصرف الصحى بأخذ الأرض للصرف الصحى وأخذ مستقبلهم وماضيهم، مناشدا رئيس الجمهورية بالتدخل وحل أزمتهم وتقنين أرضه وأشقائه، حتى يستكملون حلم زراعة الصحراء ولا يتعرضون لخسائر بآلاف الجنيهات.
أما أحمد عبد المنعم، فيقول إنه منذ عام 2014 وهو يعمل فى تعمير الصحراء، وتم تغيير لون الأرض برفقة أبناؤه وزوجته وأفراد أسرته من الأصفر للخضار والزرع، وبعد كل هذا المجهود والزراعة بالرش لتوفير الجاز، وتأتى الصرف الصحى تطلب الأرض لعمل مشروعها على 5 أفدنة يعيش عليها وأسرته، مؤكداً أن القرار من الصرف الصحى وعدم تقنين أراضيهم سيؤدى بأسرته للتشرد، بعدما صرفت كل ما تملك على تلك الأرض للحصول على الرزق الحلال.
وفى نفس السياق أعلن مصدر مسئول بشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالأقصر، أنه بالفعل صدر قرار مؤخراً بتخصيص 100 فدان لصالح الشركة فى الظهير الصحراوى بمدينة إسنا لتوسعة الصرف الصحى وإقامة ما يسمى بالغابات الشجرية عليها، ويجرى حاليا التشاور بين محمد بدر محافظ الأقصر، واللواء محمد يحيى رئيس شركة المياه بالأقصر مع الهيئة القومية لمياه الشرب بالقاهرة، للوصول لأفضل تخطيط للبدء فى إزالة التعديات بتلك المنطقة والبدء فى المشروع وإقامة الصرف عليها.
وأضاف المصدر – الذى رفض ذكر اسمه – أن شركة مياه الشرب والصرف الصحى، تنتظر مجلس مدينة إسنا بقيادة اللواء علاء بدران رئيس المدينة، لاتخاذ القرار اللازم بشأن تلك الأرض، إما بالموافقة على تقنين أراضى المزارعين فيها والبحث عن مساحة أخرى بجوار تلك الأراضى، أو رفض طلبات تقنينهم وإزالة التعديات على الظهير الصحراوى من أملاك الدولة.
ومن جانبه صرح اللواء حاتم زين العابدين سكرتير عام محافظة الأقصر، أنه يجرى النظر فى شكاوى وطلبات هؤلاء المواطنين فى تلك المنطقة بجبال مدينة إسنا، وذلك طبقاً للقانون رقم 144 لسنة 2017 الصادر فى شأن بعض قواعد وإجراءات التصرف فى أملاك الدولة الخاصة، مؤكداً أن هذه المنطقة من أملاك الدولة فى الظهير الصحراوى وهم قدموا طلبات التقنين ويجرى فحصها.
وأضاف سكرتير عام محافظة الأقصر لـ"اليوم السابع"، أنه تم تحديد مواعيد معينة لنظر طلبات التقنين، ولكن فى مدينة إسنا التى تتبعها الـ100 فدان سيتم النظر فيها مع باقى طلبات تقنين أراضى الدولة بإسنا، فى الفترة من 30 يناير إلى 6 فبراير، مشدداً على أنه يجب على هؤلاء المواطنين واضعى اليد على أراضى أملاك الدولة، الذين تقدموا بطلبات تقنين أوضاعهم وكذلك غيره من الذين لم يتقدموا لتقنين الأوضاع، أن يتوجهوا فورا إلى مجالس المدن التابعين لها لاستكمال واستيفاء الأوراق والمستندات المطلوبة للتقنين خاصة الخريطة والإحداثيات.
وأوضح اللواء حاتم زين العابدين، أن المحافظة قد وضعت جدولا كاملا بالنظر فى طلبات التقنين، شملت الفترة من يوم الاثنين الموافق 1 يناير حتى 8 يناير الجارى لواضعى اليد على أراضى الدولة من أهالى مركزى البياضية والزينية، والفترة من 9 يناير على 15 يناير الجارى لأهالى مركزى القرنة والأقصر، والفترة من 16 يناير إلى 22 يناير الجارى لأهالى مركز أرمنت، والفترة من 23 يناير إلى 29 يناير الجارى لأهالى مركز الطود، والفترة من 30 يناير إلى 6 فبراير لأهالى مركز إسنا.
جانب من أسر الأهالى الذين عمروا جبال إسنا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة