تبددت أحلامه وأصبح خلف القضبان بعد أن قتل شقيقته بحجة سوء سلوكها، تحول من طالب ينتظر مستقبل باهر إلى قاتل ينتظر الحكم عليه.. "عيون أهالى القرية كانت دائمًا تطاردنى ولم أكن أستطيع أن أقيم وجهى فى أحد عندما كانت ألسنتهم تتناول شقيقتى ويتهمونها بسوء السلوك، وأن لها علاقة مع أحد من الشباب".
هكذا بدأت اعترافات "عباس .ا ع"، الطالب بالمرحلة الثانوية، ويقيم بإحدى قرى مركز دير مواس بمحافظة المنيا، تلك القرية التى ذاعت وجود علاقة بين شقيقته وأحد الأشخاص، وظل الأهالى يتناولونها فى أحاديثهم اليومية، حتى أصابت تلك الكلمات أذنى عباس الطالب الصغير ،فأراد أن يخرس تلك الألسنة، ويعيد شقيقته إلى زوجها لتعيش فى كنف أسرة، ولا يتحدث عنها أحد من جديد، لكن أمام رفضها وإصرارها على عدم العودة إلى زوجها مرة أخرى لم يجد عباس سوى التخلص منها وقتلها.
البداية كانت ببلاغ تلقاه المقدم محمد الديروى رئيس مباحث مركز دير مواس، يفيد بوجود جريمة قتل بإحدى القرى التابعة لدائرة المركز، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلى مكان البلاغ، وتبين قيام طالب يدعى عباس بقتل شقيقته بآلة حادة "سكين"، وبسؤال والده قرر أن شقيقها وراء ارتكاب الجريمة، وبإجراء التحريات والفحص تم ضبط المتهم، وتحرر عن الواقعة المحضر اللازم.
وبسؤاله اعترف عباس بارتكاب الواقعة وقتل شقيقته "إيمان"، 23 سنة، ربة منزل، وقال: بعدما شعرت بأننى لا أستطيع أن أقيم وجهى أمام أهالى القرية، الذين يتناولون شقيقتى كل يوم بألسنتهم، قررت أن أجلس معها وأنصحها بالعودة إلى زوجها، خاصة أن معها طفلاً يبلغ من العمر 3 سنوات، وهى تجلس معنا فى المنزل بسبب الخلافات المتكررة مع زوجها، ووصفها أن حياتها أصبحت جحيمًا وأنها لا ترغب فى الاستمرار فى علاقتها الزوجية معه، بالإضافة إلى أننى أردت الاطمئنان منها على حقيقة الشائعات التى يرددها أهالى القرية دائمًا، ولكنها رفضت الاستماع لنصيحتى.
وأضاف: بعد مرور وقت من التحدث معًا لم أدرِ إلا وأنا أتجه إلى المطبخ وأستل السكين منه، وكان ذلك فى الصباح الباكر وأغلب أهالى القرية مازالوا داخل منازلهم، وتوجهت نحو غرفتها وانهلت عليها بالطعنات بالرقبة والصدر والبطن، وطعنتها 8 طعنات متفرقة بالجسم، لكى أستطيع أن أقيم رأسى من جديد بين أهالى القرية التى كانت نظراتهم بالنسبة لى سهامًا فى قلبى تقتلنى كل يوم، وأنا أشعر بالعجز عن قطع تلك الألسنة.
ولفت عباس: لم أستجب لاستغاثتها وتوسلاتها فلم أكن أرى أمامى سوى أنى أغسل عارى وأعيد كرامتنا من جديد فى القرية.
وأضاف عباس، فى اعترافاته قائلاً: حاولت التحدث إلى والدى لإعادتها إلى صوابها وأن تعود إلى زوجها من جديد، خاصة أنها فى منزلنا منذ عام، وأخبرت والدى بما يدور من أحاديث، لكنه دائمًا كان يساندها أكثر من مرة، ويحاول اقناعى أن أبتعد عن الموضوع لكنى لم أستطع بسبب كثرة الشائعات.
وقد أمرت نيابة دير مواس بتجديد حبس المتهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات، وتوجيه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، وأشرف على التحقيقات المستشار أحمد الفولى المحامى العام لنيابات جنوب المنيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة