تظهر لنا فرنسا يوما تلو الاخر بمواقف معادية للإرهاب، تجعل العالم يعتقد أنها تبذل كل ما فى وسعها من أجل القضاء عليه، إلا أن الواقع مختلف تماما، ويتبين ذلك بالمواقف الفعلية التى تقدمها فرنسا لإمارة الإرهاب قطر، التى تعمل دوما على تمويل التنظيمات المتطرفة التى تتغذى على إراقة الدماء وضرب استقرار الدول العربية، والتى نالت مؤخراً من العديد من الدول الأعضاء فى الاتحاد الأوروبى.
ورغم التصريحات العنيفة التى أدلى بها الرئيس الفرنسى الحالى ايمانويل ماكرون خلال حملته الانتخابية والتى كانت تحمل الكراهية لقطر ورؤيته لها كونها دولة راعية للإرهاب، إلا أن الأمر اختلف بمجرد جلوسه على عرش الإليزيه وأدرك أن السياسية الحقيقية لبلاده مختلفة تماما وتحتم عليه البقاء بجانب الدوحة، وهو ما تفعله فرنسا بالفعل من خلال إصرارها على حل الأزمة القطرية باستماتة، إضافة إلى دعمها لتنظيم الإخوان الإرهابى، حيث إنها رفضت الاعتراف به كمنظمة إرهابية.
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها اختارت سفير البلاد السابق إلى السعودية ليكون مبعوثها الخاص لبحث كيف يمكن أن تدعم باريس جهود الوساطة فى الخلاف بين قطر وعدد من جيرانها.
وقاد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر جهود الوساطة لحل الخلاف الذى بدأ فى أوائل يونيو حزيران حين قطعت السعودية والبحرين والإمارات ومصر العلاقات السياسية والتجارية مع قطر.
وتتمتع فرنسا بعلاقات وثيقة مع مصر والإمارات كما أنها موردة رئيسية للأسلحة لقطر وحليفة مهمة للسعودية لكنها اتخذت موقفا متحفظا من الأزمة واكتفت بتوجيه الدعوات لالتزام الهدوء.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتيه إسبانى للصحفيين فى إفادة يومية "أؤكد أن برتران بيزانسنو المستشار الدبلوماسى للحكومة سيذهب قريبا إلى المنطقة لتقييم الموقف وأفضل السبل لدعم الوساطة وتهدئة التوترات بين قطر وجيرانها".
وتتهم الدول المقاطعة قطر بالتقارب مع إيران ودعم إسلاميين متشددين فى أجزاء مختلفة من المنطقة وهو ما تنفيه الدوحة.
وفى إطار العلاقات القوية التى تربط الدوحة وباريس، حذرت دراسة صادرة عن معهد "جاتستون" الأمريكى، من محاولة قطر الراعية للإرهاب ابتلاع الاقتصاد الفرنسى بأكمله، من خلال شراء الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة الفرنسية، منتقدة تورط مسئولين فرنسيين، على رأسهم الرئيس السابق، نيكولا ساركوزى.
وأشار المعهد إلى أن الحكومة القطرية اشترت فريق باريس سان جيرمان بمساعدة الرئيس السابق ساركوزى.
وانتقدت الدراسة التى أعدها الباحث البلجيكى دوريو جودفريدى العامل بالمعهد الأمريكى ومؤسس معهد هايك البلجيكى، الإعفاءات الضريبية التى تمنحها فرنسا لدولة راعية للإرهاب مثل قطر، مشيراً إلى أن أهداف الدوحة تتعدى شراء الأصول للسيطرة على مفاصل الدولة، مضيفا أن "الانفتاح على الاستثمار الأجنبى شيء، ولكن منح الإعفاءات الضريبية لدولة راعية للإرهاب أمر آخر تماماً".
وأوضح جودفريدى، وهو كاتب وباحث ليبرالى ومؤسس معهد هايك فى بروكسل، أن قطر تعمل على ابتلاع فرنسا، من خلال الاستثمار فى احتياطاتها الضخمة من النقد، عبر رشى تدفعها لعصابة من المسئولين الفاسدين.
ويشار إلى أن المُدعى العام الفرنسى يحقق حاليا فى صفقتين، دفعت الدوحة فيهما رشوة ضخمة، وهما منح قطر حق تنظيم مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022، والاستثمار فى شركة "فيوليا".
ووفقا للمحققين، فإن ساركوزى دفع لبلاتينى من أجل تغيير رأيه، بعد أن كان معارضاً لاختيار قطر، وأصبحت الصفقة مؤكدة عندما اشترت الدوحة فريق باريس سان جيرمان.
وتلقى وسائل الإعلام الضوء على عدد من النقاط التى تؤكد سماح فرنسا لقطر باختراقها، وأهمها أنه سُمح لها بشراء أبرز نادى فرنسى لكرة القدم بمساعدة ساركوزى، كما أن المالك السابق للنادى من بين أقرب المقربين إليه وبالتالى لما أمكن للعقد أن يتحقق بدون الرضا المباشر لساركوزى.
وايضاً تمّ إغراؤها بشكل مكثف من المسئولين الفرنسيين كى تستثمر فى بعض من أضخم الشركات الفرنسية مثل أيرباص، فيوليا، المجموعة الأوروبية للفضاء والدفاع، مجموعة الطاقة إى دى أف، شركة الإعمار فينشى، ومجموعة الدفاع والإعلام لاجاردير.
ويشار إلى انه منذ سنة 2008، وتتمتع الدولة راعية للإرهاب، بتخفيضات ضريبية فى فرنسا على أرباح مبيعات العقارات، بفضل قرار ساركوزى. ونتيجة لهذا، بات للعائلة الحاكمة فى قطر وصندوقها السيادى أصول ضخمة فى فرنسا.
وفى هذه المناسبة قالت العضو فى مجلس الشيوخ الفرنسى ناتالى جوليه سنة 2013: "عجزنا دمر حريتنا. القطريون هنا للشراء، بينما نبيع نحن مجوهرات عائلاتنا".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة