بمنازل متهالكة تفتقر كافة معايير السلامة، اختارت قطر أن تحشد عمالها الأجانب بعيدا عن أعين الجميع ليواجهوا منفردين مأساة متشابكة الخيوط بلا رعاية صحية ودون أدنى حقوق، فى انتهاك واضح لمواثيق قوانين العمل الدولية المتعارف عليها.
سكان فقراء فى قطر
وبعد أكثر من 3 أشهر على المواجهة التى تخوضها دول الرباعى العربى الذى يضم مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين، ضد إمارة قطر ـ الراعى الأول للإرهاب ـ كانت العمالة الأجنبية فى قطر، أحد أبرز الأطراف التى دفعت ثمن عناد تميم بن حمد غاليا، إلا أنها نالت فى الوقت نفسه اهتمام كثيرين ممن قرروا فضح ممارسات الدوحة وانتهاكاتها المستمرة للمواثيق الدولية فى هذا الشأن.
العمالة الأجنبية فى قطر
وفى صمت لافت من قبل منظمات حقوق الإنسان صاحبة التقارير المدفوعة مسبقا وفى مقدمتها هيومن رايتس ووتش، تتوالى معاناة العمال الأجانب الذين لا يجدون من يروى فصول مأساتهم إلا القليل من وسائل الإعلام الأمريكية والغربية، بخلاف ما ينشره رموز المعارضة القطرية عبر منصات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر".
عشوائيات تسيطر على شوارع وضواحى الدوحة
وبحسب تقارير غربية، يعانى أكثر من ألفى عامل من أصل 4 آلاف يشكلون قوام العمالة الأجنبية داخل قطر، من أوضاع صحية متراجعة، فعلى الرغم من أن الإمارة من قائمة الدول النفطية الغنية إلا أنها لا تقدم أى رعاية صحية أو تدعيم لمعايير السلامة لتحسين أوضاع العمال الأجانب داخل أراضيها رغم اعتمادها عليهم فى مشاريع تنموية كبرى وفى مقدمتها بناء الإنشاءات اللازمة لمونديال 2022.
وقبل أقل من أسبوعين ، كشفت تسريبات نشرتها المعارضة القطرية وتقارير خليجية عن إصابة 14 عاملا فى منشأت نفطية بوباء الجرب وذلك نظر لإهمال قطر فى ملف الرعاية الصحية وتوفير بيئة صحية لهم.
ونشرت صفحة "قطر مباشر" على "تويتر" تحذير من وزارة الصحة القطرية إلى عمال حقول النفط ، ومطالبتهم بالاستحمام بشكل يومى لعدم انتشار المرض، دون أن تشير إلى المبانى المتهالكة المخصص لإقامتهم وغياب معايير السلامة الصحية فى مساكنهم.
ورغم أن الدوحة معروفة بأبراجها الشاهقة وناطحات السحاب والسيارات الفارهة، ومستوى المعيشة المرتفع للسكان، إلا أن أحياء الهنود والبنغال وبعض جنسيات العمالة الوافدة كشفت عن واقع مرير، وعن تعمد من جانب نظام تميم بن حمد لإشاعة حالة أقرب إلى الاستعباد، وتعمد إخفاء هذه الحالة وتصدير صورة مغايرة لها.
ومؤخرا، كشف موقع "vox" الإخبارى الأمريكى، أن العمالة المنزلية فى قطر أوضاعها سيئة للغاية، حيث تعانى من سوء معاملة من القطريين، مشيرا إلى أنه على الرغم من إصدار الدوحة قانونا جديدا يمنع أرباب العمل من إجبار العمالة المنزلية على العمل لأكثر من 10 ساعات يوميا خوفا على صحتهم، وستة أيام فى الأسبوع، إلا أن الوضع لم يتحسن.
وكشفت تقارير غربية، أن نحو 4 آلاف عامل تحت خطر الموت لتحقيق حلم قطر الزائف والخداع باستضافة مونديال كرة القدم 2022، مشيرة إلى أن العمال يعملون تحت سطوة الكفالة، فى ظروف غير آدمية وفى درجات حرارة لا يقدر الإنسان مهما كانت قوته على تحمل الوقوف فيها، أضف إلى ذلك ظروف المعيشة بعد انتهاء العمل بوجود نحو 15 شخصا داخل غرفة المبيت الصغيرة فى معسكرات العمل سيئة التهوية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة