يعتبر قصر الأميرة فوقيه، هو المبنى الأول والتاريخي لمجلس الدولة، فمنذ أن تم الإعلان عن إنشاء المجلس، تبرعت الأميرة فوقية بنت الملك فؤاد الأول والأخت غير الشقيقة للملك فاروق، بالقصر ليكون مقراً للمجلس.
قصر الأميرة فوقية
وشيد مجلس الدولة المصرى منظومة العدل الإدارى فى صفوف العاملين وغيرهم من المواطنين، وفى سنة 1939 ظهر تفكير جدى فى إنشاء مجلس الدولة وأعد مشروع قانون بذلك قدم إلى مجلس الوزراء، وهذا المشروع لم تستوف في شأنه إجراءات العرض على البرلمان، فظل معلقاً إلى أن تم إعداد مشروع آخر سنة 1941.
قصر الأميرة فوقية
ولم يكد هذا المشروع ينشر فى الصحف حتى ثارت عاصفة من النقد والاعتراض وصف فيها المجلس بأنه دولة وأنه سلطة رابعة إلى جانب السلطات، وأن السلطة التنفيذية ستصبح داخل وصايته، وتم إرجاء المشروع.
قصر الأميرة فوقية
وفى عام 1945 قدم المشروع مع مذكرته اإايضاحية لمجلس النواب الحالى أحد أعضاء مجلس النواب عام 1945 فقرر إحالته على لجنة الشؤون التشريعية لنظره على وجه الاستعجال فرأت الحكومة من جانبها أن تستوفي هذا الموضوع دراسة، وقد أثمرت هذه الدراسة عن صدور القانون رقم 112 لسنة 1946 فى 17 أغسطس 1946.
41604-قصر-الأميرة-فوقية
وكان يوم الثانى عشر من شهر سبتمبر سنة 1964 يوماً مجيداً فى حياة الدكتور محمد كامل مرسى وهو اليوم الذى عين فيه أول رئيس لمجلس الدولة، وعلق رئيس الوزراء فى هذا التوقيت على التعديل الوزارى بمناسبة خروجه من وزارة العدل بقوله: "أما كامل باشا فقد رقى وظيفة أعلى وأسمى".
ظل قصر الأميرة فوقية بحديقته، بمنطقة الدقى، الذي يطل على كورنيش النيل، المقر الرئيسى لمجلس الدولة، حتى تم بناء المقر الحالى، على أرض حديقة القصر، ومجاوراً له، وتم افتتاحه فى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، بالإضافة لبناء العديد من الأفرع للمجلس بمختلف المحافظات.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح القصر بعد ترميمه
وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بترميم المجلس، وتم إعادة افتتاحه بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى، في ديسمبر 2015، وفى أبريل من نفس العام تم وضع حجر الأساس لمقر مجلس الدولة بالقاهرة الجديدة بمنطقة جنوب القرفل، بحضور المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء السابق وعدد من الوزراء والقضاة ورجال الدولة، وفى أكتوبر من العام الماضى تم افتتاح فرع المجلس بالعباسية.
محلب يضع حجر أساس مجلس الدولة بالقاهرة الجديدة
ورغم أن كامل مرسى باشا، هو أول رئيس لمجلس الدولة، لكن جل قضاة المجلس على مدار التاريخ يعتبرون المستشار الدكتور عبد الرزاق السنهورى، هو "الأب الروحى" لهم، بل يعتبر "الأب الروحى" لكل من عمل بالقانون.
تولى السنهورى رئاسة المجلس خلفاً لمرسى باشا، فى الفترة ما بين 1 فبراير 1949 وحتى أبريل 1954، وكانت فترة رئاسته مليئة بالأحداث التاريخية الهامة، التى جعلت من مجلس الدولة حينها محط أنظار الجميع، وكانت أبرزها ما شهدته مصر منذ قيام ثورة 52 يوليو، وإلغاء الملكية وإعلان الجمهورية، وما تلاها من أحداث.
السنهورى
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة