الجماعة الإسلامية، هى الحليف الأكبر والأقوى لجماعة الإخوان داخل ما يسمى بالتحالف الإخوانى، لذلك عندما ينتقد قياداتها الإخوان يكون ذلك بداية حقيقة لحدوث انقسام بينهما، فما بالك عندما يتصاعد الانتقاد إلى تصريحات تفضح الإخوان.
خلال الساعات الماضية صدرت تصريحات عن قيادات تاريخية فى الجماعة الإسلامية، تدعو الإخوان لحل التنظيم، وتؤكد أن كل ما دونه وقاله حسن البنا مؤسس الجماعة ليس حقا مطلق.
انطلاق قطار انتقاد الجماعة الإسلامية للإخوان بدأه عاصم عبد الماجد أحد مؤسسى الجماعة الإسلامية قائلا: "كل الجماعات فيها الخطأ والصواب سواء فى أصولها النظرية أو فى خططها وبرامجها، فليس كل ما كتبه الشيخ حسن البنا وأوصى الإخوان بالاستمساك به هو الحق الحقيق بالقبول، ولا ميثاق العمل الإسلامى الذى هامت به الجماعة الإسلامية هو المحاجة البيضاء، بل كلها اجتهادات بشرية تصيب تارة وتخطى تارة.
وأضاف عاصم عبد الماجد فى بيان له نشره عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "كذلك لم تكن مخططات هؤلاء ولا هؤلاء ولا غيرهم من القوة أو الدقة أو الإحكام ما يجعلنا نحث الأمة على الالتحاق بصفوفها، فليس عندنا ما يؤكد لنا أن المعركة القادمة ستكون أحسن حالا من سابقاتها، فالتربية الخاطئة التى تعرضت لها صفوف عديدة من هذه الجماعة أو تلك ووصل الآن كثير منهم إلى مواقع القيادة فى هذه الجماعات هذا ما جعلهم مصرين على إعادة الكرة مرات ومرات فليس لديهم القدرة النفسية على التخلى عن المنهج الحركى الذى صممه قادتهم الاوائل، وهو ما تسبب فى حالة الجمود التى تشهدها الحركة الإسلامية.
فى السياق ذاته التحق علاء العرينى، عضو المؤسس لحزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية بقطار الهجوم على الإخوان وبالتحديد فرعها فى كل من حزب النهضة التونسى والحزب الإسلامى فى العراق.
وقال العرينى فى تصريحات له: "الحزب الإسلامى فى العراق"، و"حزب النهضة فى تونس من أسوأ التجارب الحركية التى قامت فى بلاد الإسلام فى العصر الحديث، حيث قامت على أساس ركيك يمتلك هامش واسع من المداهنة والتلاعب، ثم وقعوا تحت ضغط الهجمات المضادة للإسلام فتحولوا مع الوقت إلى حركات علمانية لا ترى للإسلام حدودًا ثابتة، بل كل الأحكام لديهم واقعة تحت التأويل والتغيير بحسب ما يطلبه الواقع.
وأضاف: "هؤلاء بقع سوداء فى تاريخ الحركات الإسلامية واجب على بقية الحركات أخذ العظة والعبرة منها، فهذه تصدّرت المشهد الإسلامى فى فترات سابقة، ثم سقطت سقوط مدوّى فاضح لأنّ أساسها فاسد وطريقها ملتوى.
من جانبه أكد محيى عيسى، أحد القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية، أهمية تصريحات عاصم عبد الماجد، واصفا إياها بالمراجعات، وقال فى تصريح له: "عاصم عبد الماجد والمراجعة الثانية، فلو كان ما يكتبه بموافقة الجماعة الإسلامية فإنها ستكون المراجعة الثانية، وهى أخطر وأهم كثيرا عما قامت به الجماعة الاسلامية فى أواخر التسعينات من مراجعات.
وأضاف محيى عيسى: "الأولى كانت مراجعة لتطليق العنف المسلح فى الصراع مع الدولة واعتماد النهج السلمى لكنها لم تكن لها رؤية شاملة للتغيير بعبارة أخرى تحولت إلى صورة مصغرة من حركة الاخوان وبالتالى لم تضف جديدا للحركة الإسلامية اما ما يكتبه الآن عاصم عبد الماجد فهو لأول مرة يقدم رؤية شاملة تنسف ما كان يعتقد من أهداف تكوين الجماعات.
وفسر طارق البشبيشى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، تلك المراجعات وهذا الهجوم من قبل قيادات الجماعة الإسلامية على الإخوان والحركات الإسلامية، بأنها تأتى بعد الإدانة التركية لوجدى غنيم وصمت الإخوان على هذه الإدانة، حيث أدرك كل هؤلاء الذين خدعهم الإخوان أن الدور سيأتى عليهم وأنهم سيكونون صفقة سياسية وسيتم تسليمهم فى النهاية للسلطات المصرية كنوع من خلخلة الأزمة مع قطر.
وأضاف القيادى السابق بالجماعة الإسلامية أن ما يحدث لوجدى غنيم دفع أمثال عاصم عبد الماجد يهاجمون التنظيم الإخوانى بعدما شعروا بالخديعة وأنهم سيبيعونهم فى أقرب فرصة.
فيما قال ربيع شلبى، القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إن عاصم عبد الماجد أدرك خطأه ووقوفه بجانب الإخوان وعلم حقيقتهم عن قرب فأراد أن يقود جيل مراجعات فكرية جديدة ضد التنظيم وتحالف الإخوان فى الهارج.
وأشار القيادى السابق بالجماعة الإسلامية، إلى أن هناك حملة هجوم متبادل بين الإخوان والجماعة الإسلامية، خاصة أن الإخوان المسلمين تتهم الجماعه الإسلامية وقيادتها بأنها هى من حرضت على العنف فى رابعة والنهضة وهى من أمدت المعتصمين بالسلاح، وأنها من تمد حسم وغيرها بالسلاح والعمليات النوعية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة