ملف قطر فى البيت الأبيض.. أسرار معركة الـ200 يوم بين "ترامب" وعملاء الدوحة فى "الدولة العميقة".. أذرع "فلول كلينتون" الإعلامية تعرقل تحركات الرئيس لمواجهة "إمارة الإرهاب".. و"تيلرسون" وزير خارجية بنكهة قطر

الأحد، 03 سبتمبر 2017 10:30 ص
ملف قطر فى البيت الأبيض.. أسرار معركة الـ200 يوم بين "ترامب" وعملاء الدوحة فى "الدولة العميقة".. أذرع "فلول كلينتون" الإعلامية تعرقل تحركات الرئيس لمواجهة "إمارة الإرهاب".. و"تيلرسون" وزير خارجية بنكهة قطر الرئيس الأمريكى دونالد ترامب وتميم بن حمد
كتبت : ريم عبد الحميد ـ إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بآمال كبرى استقبل الملايين من المحيط إلى الخليج مراسم تنصيب الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.. كانت وعوده بحرب لا هوادة فيها على الإرهاب تختلف عما سواها، وكانت التعهدات بأن تمتد تلك المعركة لتخرج من ميادين القتال وتشمل من يمول أطراف النزاعات داخل تلك الميادين وفى مقدمتهم قطر، تنبئ بأن واشنطن باتت على موعد مع تعديل المسار، إلا أن وعود ترامب الذى دخل قبل أيام شهره الثامن فى السلطة اصطدمت بالعديد من الصعاب التى ظهرت ـ ولا تزال ـ على مدار أكثر من 200 يوم لتشكل حتى كتابة هذه السطور حربا حامية الوطيس من وراء الستار بين الرئيس الأمريكى وعملاء قطر داخل البيت الأبيض.

 

فمن أذرع إعلامية موالية للحزب الديمقراطى والمرشحة الخاسرة هيلارى كلينتون والرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما، إلى وزير خارجية تربطه علاقات مشبوهة بمسئولين ورجال أعمال قطريين، وصولا إلى اشتعال الصراعات داخل فريق المستشارين ومجلس الأمن القومى الأمريكى توالت الأزمات التى واجهتها مساعى الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لإدراج قطر على قوائم الدول الراعية للإرهاب، خاصة منذ تصدى الدول العربية بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين لدور نظام تميم بن حمد فى دعم وتمويل الكيانات الإرهابية، وإعلان الرئيس الأمريكى انحيازه لهذا التحرك.

 

كواليس الصراعات الخفية بشأن ملف قطر داخل البيت الأبيض كشفها ستيفان جوركا، المستشار السابق للرئيس ترامب، الذى استقال من منصبه فى البيت الأبيض قبل أقل من أسبوعين، بعدما أكد وجود ما أسماه بـ "عملية إقصاء" تجرى داخل البيت الأبيض لأصحاب التوجه المحافظ الصارم فى مكافحة الإرهاب، محذرا من عرقلة جهود ترامب التنظيمات المتطرفة وفى مقدمتها جماعة الإخوان.

 

وأوضح جوركا، فى مقابلة مع موقع واشنطن فرى بيكون، الأمريكى، قبل أيام أن أجندة الرئيس ترامب تم عرقلتها من قبل تيار من البيروقراطيين الحكوميين وبعض المعينين السياسيين المعارضين للسياسات الصارمة فى مكافحة الإرهاب واتباع نهج جديد فى مواجهة الحرب الاقتصادية الصينية.

 

وأشار إلى أن المعركة بشأن التصدى لقطر وجماعة الإخوان كانت حامية لكنها تراجعت وسط الضغوط السياسية لأنصار الجماعة وقطر داخل الوكالات الحكومية والكونجرس والإعلام الأمريكى، واصفا الجماعة الإرهابية بأنها "الجد الأكبر" لجميع الجماعات الإرهابية.

 

وقال جوركا فى المقابلة: "لماذا استقلت؟ ببساطة، جئت إلى البيت الأبيض لأننى كنت أؤمن بجدول أعمال الرئيس بإعادة المجد لأمريكا، وكان جزء من ذلك اتخاذ موقف وطنى واضح جدا بشأن التهديد الذى تمثله الجماعات الإرهابية والدول الراعية لها لهذه الأمة"، مشيرا إلى أن المؤمنين الحقيقيين بهذا تمت الإطاحة بهم تدريجيا من مجلس الأمن القومى والبيت الأبيض.

 

ورفض جوركا ذكر أسماء أشخاص داخل البيت الأبيض والإدارة الأمريكية ممن يعارضون جدول أعمال الرئيس. فى الوقت الذى تشير فيه العديد من التقارير الإعلامية الأمريكية إلى وزير الخارجية ريكس تيلرسون الذى تربطه علاقات قديمة برجال أعمال ومسئولين قطريين خلال فترة توليه رئاسة شركة إكسون موبيل النفطية، والتى شغل من خلالها مقعدا فى مجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى.

 

وطيلة سبعة أشهر منذ تعيينه فى منصبه، كان جوركا هدفا لهجمات غير مسبوقة من قبل وسائل الإعلام الليبرالية وبعض أعضاء الكونجرس الذين سعوا لتصويره كشخص يمينى متطرف.

 

وكشف جوركا أنه لا أحد من فريق ترامب كان يعمل وفقا لأجندته أو رؤيته السياسية التى تم انتخابه على أساسها. وقال "لقد دعيت مرارا لمختلف الاجتماعات فى مجلس الأمن القومى، وطيلة ساعة أو أكثر كنت استمع لمسئولين من الوكالات والوزارات المختلفة دون أن يذكر أى شخص الرئيس أو ما يتعلق بأجندته".

 

وأضاف "أنا لا أحب عبارة الدولة العميقة"، ولكن هناك بالتأكيد دولة دائمة مكونة من أشخاص فى كثير من الحالات يعتقدون أنهم يمثلون الشعب الأمريكى حتى عندما لم يتم انتخابهم أبدا لمنصبهم". وأشار إلى أنه هناك الكثير من الخلافات السياسية مع هؤلاء الذين بينهم بعض صناع القرار فى الإدارة ممن خففوا من موقف ترامب تجاه التهديد الذى تشكله الجماعات المتطرفة مع السعى لتعزيز سياسات الرئيس السابق باراك أوباما التى تعاملت مع الإرهاب على أنه ليس أيديولوجية ومدفوع بعوامل عديدة.

 

وأشاد مستشار ترامب السابق لشئون الأمن، بدعوة ترامب خلال خطابه فى السعودية، للقادة العرب ببذل المزيد من الجهود لمساعدة الولايات المتحدة فى مكافحة الإرهاب. وفى تعليقه على مقاطعة بعض الدول العربية لقطر بسبب تمويلها للإرهاب فى المنطقة، كشف جوركا سعى بعض المسئولين فى الإدارة الأمريكية لتقويض الضغط الذى بدأه الرئيس ترامب على قطر للاستجابة لمطالب جيرانها.

 

وقال: "ظللت أسمع هذا فى اللقاءات، فى لجنة تنسيق السياسات ومجلس الأمن القومى.. فالكثيرون ذهبوا لقول: لا يمكننا التصعيد، عليك ألا تصعد الأمر". بينما قال الرئيس ترامب إن هذا هو الوقت المناسب للبقاء على الضغوط أو حتى زيادة الضغط حتى نرى أخيرا تغييرا كبيرا فى سياسات الدوحة نحو تمويل وتوفير الدعم للعناصر المتطرفة فى الشرق الأوسط".

 

وعلى مدار أكثر من 200 يوم هى عمر ملف قطر داخل البيت الأبيض، انتقلت العلاقات بين واشنطن والدوحة من الجفاء إلى المواجهة الصريحة حينما أعلن ترامب انحيازه للمطالب العربية المشروعة التى قررت من خلالها كل من مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين التصدى لممارسات تنظيم الحمدين الإرهابى الذى يؤوى جماعات إرهابية متطرفة من بينها الإخوان والقاعدة وداعش وطالبان.

 

ومنذ ذلك الحين، وعلى الرغم من الدور المشبوه الذى يلعبه وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون، عضو مجلس الأعمال الأمريكى ـ القطرى السابق، والتحريض الممنهج الذى تمارسه وسائل الإعلام الموالية لهيلارى كلينتون والحزب الديمقراطى، إلا أن العديد من مراكز الأبحاث والصحف الأمريكية الكبرى بدعوات جادة لمراجعة العلاقات بين البلدين لما تمثله قطر من تهديد على الأمن القومى الإقليمى والدولى.

 

وقبل ما يقرب من شهرين، عقد الكونجرس جلسة تاريخية لمناقشة دور قطر فى دعم الإرهاب والكيانات المتطرفة، حيث طرحت إيلانا روز ليتنين، رئيسة لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنبثقة عن لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكى، أثناء جلسة اللجنة، تساؤلات جديدة بشأن مدى ملائمة  قطر لاستضافة القاعدة الجوية الأمريكية "العديد" فى ظل فشلها فى التحرك ضد ممولى الإرهاب، موضحة أن دور نقل تمويل للإرهابيين أو فشلها فى منع الآخرين من إرسال أموال للجماعات المحظورة، يجب أن يثير تساؤلات بشأن استمرار الوجود العسكرى الأمريكى فيها.

 

وقالت روز: "لا يمكننا أن نسمح بأن تستغل قاعدتنا كوسيلة لتبرير هذا النوع من السلوك.. لقد عرف عن قطر، كونها بيئة متسامحة مع تمويل الإرهاب.. وبحسب تقارير فهى مولت منظمات مدرجة على قائمة الإرهاب الأمريكية بالإضافة إلى مجاميع عدة متطرفة تنشط فى سوريا".

 

وأوضحت أن السعودية والإمارات العربية حاولتا إثناء قطر عن هذه الممارسات منذ فترة طويلة، مستطردة: "كاترين باور وهى موظفة سابقة رفيعة المستوى فى وزارة الخزانة الأمريكية قالت مؤخرا فى محاضرة ألقتها، إن المملكة العربية السعودية والإمارات حاولتا لفترة طويلة من الزمن إيقاف تصرفات قطر فيما يخص تمويل الإرهاب.

 

وقبل أسابيع، خرجت مجلة فورين بوليسى بتقرير مطول بعنوان "متى تقطع الولايات المتحدة علاقتها مع إمارة قطر"، لتؤكد أن قرار الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من تنظيم الحمدين تكشف أن العرب لم يعودوا يتحملون استمرار قطر فى تقديم الدعم المالى والغطاء السياسى للكيانات الإرهابية التى تثير النزاعات فى دول الشرق الأوسط، ودعت لقطع العلاقات أو مراجعتها بدقة على أقل تقدير، معتبره أن سياسات الإمارة ومواقفها "ذات وجهين"










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة