بمجرد أن تطأ قدميك بواب "الحلاق" تجدها جالسة بجانب الكرسى المخصص للعمل منتظرة أحد الزبائن الذين اعتادوا على المجيء إليها خصيصاً من أجل تهذيب شعورهم وذقونهم، تلك هى دينا أمين التى تعمل "حلاقة" للرجال منذ 7 أعوام تقريباً، ولم تكن تتجاوز وقتها عامها الثالث والعشرين من العمر.
بدأت القصة بعد أن شاهدت دينا فيلم "الحكاية فيها منة" ونمى لديها حلم العمل كوافيرة للرجال، الأمر الذى لم تكن تعلم أنه سيحقق بعد فترة وجيزة من هذا الحلم، فكانت بدايتها هى العمل فى مجال تجميل السيدات، لكنها شعرت أن العمل فى مجال الرجال أفضل وأنسب، فتقدمت للعمل فى العديد من المحلات الخاصة بالحلاقة وطلبت من أصحابها ترشيحها للعمل فى أى مكان، وبالفعل التحقت بالعمل فى أحدها، وكانت فى البداية تقوم بتنظيف المحل وشراء الطلبات الخاصة به وتجهيزه لاستقبال الزبائن، إلى جانب عملها فى "الباديكير" لهم، الذى لم يختلف كثيراً عن السيدات، ولم تكن وقتها تعلم شيئا عن الحلاقة.
الأستاذ أيمن أحد زبائن دينا
كانت تشعر بالخوف فى بداية الأمر من فكرة العمل مع الرجال وأفصحت عن تلك المخاوف لصاحب عملها الجديد، لكنه طلب منها أن تقوم بتجربة الأمر معه من خلال عمل باديكير لقدميه، وعندما تسببت فى جرحها داعبها قائلاً "هتنجحى ومش هتكررى كدا تانى عشان أنت ذكية وعاوزة تتعلمى"، وكانت تلك الجملة بمثابة الدافع الذى ساعدها على النجاح بالفعل طوال حياتها العملية والخاصة.
الانتهاء من الحلاقة
تحدثت دينا أمين لليوم السابع عن مخاوفها من العمل فى كوافير رجالى "أنا مش خايفة من الناس ولا من كلامهم، وكل اللى كنت بخاف منه إنى ما اعرفش اشتغل"، وقالت إنها تعلمت المهنة بالمحاكاة، من خلال مراقبة زملائها "الحلاقين" أثناء العمل لمحاولة فهم ماهية المهنة وبالفعل استطاعت أن تتعلم الخطوات التى يقومون بها للزبائن، ولكنها كانت تعلم أن فى مهنتها "الوقفة على الكرسى مش صغيرة".
الحلاقة
"أول زبون حلقتله كان جراح كبير جه المحل يوم الجمعة، وكان مستعجل وماحدش من زمايلى لسة وصل، حلقلته وراح شكر فيا لصاحب المحل وقاله إنى شاطرة وساعتها صاحب المحل اتفاجئ عشان كانت أول مرة، ومن بعدها بقى كل يوم الصبح ييجى يلاقى فلوس فى الدرج، ويسألنى أقوله زبون جه وأنا اشتغلت معاه لحد ما بقى ليا زباين بتيجى تسأل عليا مخصوص"، تلك هى قصة دينا ببساطة كما روتها لنا، ورغم تعرضها للكثير من المضايقات بسبب وظيفتها إلا أنها امتلكت القوة والعزيمة الكافية التى ساعدتها على مواجهة ذلك والنجاح فى عملها لتصبح "صنايعية".
أيمن أثناء الحلاقة
أزمة صحية مفاجئة داهمتها منذ عام ونصف هى سبب نظرة الحزن الموجودة فى عينيها، حيث أصيبت بسرطان جدار الرحم الذى تسبب فى استئصال أحد المبايض، كما أن هناك حاجة لاستئصال الرحم كاملاً، لكن الأطباء انتظروا قليلاً لعلها تتذوق مشاعر الأمومة خلال فترة قليلة قبل تلك العملية، وخضعت للعلاج الكيميائى بكل ما فيه من ألم نفسى ومعنوى، ووقتها قررت التغلب على الألم بالدراسة والتعليم، فالتحقت بدبلوم التجارة، لتحصل على جلسة الكيماوى وتذهب بعدها بأسبوع لأداء الامتحان.
بعد الحلاقة
وصفت دينا حياتها بنفس راضية قائلة "يمكن تكون حياتى على كف عفريت بس أنا راضية ومبسوطة الحمد لله ومش خايفة من حاجة عشان مريت بحاجات صعبة أوى فى حياتى وآخرها المرض اللى ممكن يخلينى ما أخلفش، وحتى لو ما اتجوزتش لو ربنا كاتبلى حاجة هشوفها"، وعن وقت المذاكرة قالت إنها تفعل ذلك أثناء وقت فراغها فى العمل.
تدليك الوجه بعد الحلاقة
تحدت المجتمع بأكمله وتساؤلاته التى لا حصر لها وأشهرها "إزاى بتشتغلى مع رجالة وإيدك تبقى على وشهم وشعرهم ورجلهم على رجلك وإنتى بتعمليلهم الباديكير؟"، تلك التساؤلات التى غالباً ما تجيب عليها بجملة قاطعة "أنا بشتغل عشان أصرف على نفسى وأهلى وعلاجى وما بعملش حاجة غلط عشان مش هروح لحد أقوله هات فلوس، ولما وقعت ماحدش سندنى غير شغلى وزمايلى".
أحلام بسيطة تراودها تتمثل فى الشفاء من المرض، وأداء عمرة لغسل ذنوبها، وامتلاك مشروع صغير "حلاق" يمكنها من خلاله توفير الدخل المناسب لعيش حياة كريمة مع أسرتها والإنفاق على علاجها.
تنظيف الوجه والرأس
حلاقة الذقن
دينا أثناء الحلاقة
دينا أثناء العمل
دينا تعمل حلاقة للرجال
دينا حلاقة الرجال
دينا منهمكة فى العمل
قرب الانتهاء من الحلاقة
كوافير رجالى
ماسك الفوطة الساخنة
ماسك ما بعد الحلاقة
ماسك
مراحل الحلاقة
مهنة الحلاقة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة