شهدت الساعات القليلة الماضية إشادة دولية بالتحركات التى تقودها الدولة المصرية لتوحيد الصف الفلسطينى وتقوية الجبهة الداخلية، وهى الجهود التى تكللت بتوحيد صفوف حركتى فتح وحماس والإعلان عن توجه حكومة الوفاق لغزة لتسلم مهامها منتصف الأسبوع المقبل.
ورحبت المجموعة الرباعية للشرق الأوسط المكونة من الاتحاد الروسى والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة بالجهود التى تبذلها مصر لتهيئة الظروف التى تتيح للسلطة الفلسطينية تولى مسئولياتها فى غزة.
وعبر ممثلو الرباعية فى بيان مشترك، مساء الخميس، عن استعدادهم التام للتواصل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية والمنطقة دعما لهذه العملية، وحث الطرفين على اتخاذ خطوات ملموسة لإعادة توحيد غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية.
وقالت الرباعية "ذلك سييسر رفع إغلاق المعابر، والتصدى فى الوقت نفسه للتخوفات الأمنية لإسرائيل، وإطلاق العنان للدعم الدولى الهادف لنمو غزة واستقرارها وازدهارها، وهو أمر بالغ الأهمية للجهود الرامية من أجل الوصول لسلام دائم".
وقال مبعوثو اللجنة الرباعية الدولية، فى بيانهم، إنهم "يدعمون الجهود المبذولة لإعادة تمكين السلطة الفلسطينية من تسلم مسؤولياتها فى قطاع غزة".
وعلى غير العادة، فقد خلى بيان الرباعية من أى انتقادات لحركة "حماس" وهو ما يؤكد صواب الرؤية المصرية فى إحداث الموائمة السياسية التى تشجع الأطراف الدولية على دعم المبادرة المصرية فى توحيد صفوف حركتى فتح وحماس.
وكشف رئيس حركة حماس فى غزة يحيى السنوار إن حركته وافقت على صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل قدمتها القاهرة قبل أسبوعين.
وقال السنوار خلال لقائه مع شباب غزة – نقلته وسائل إعلام فلسطينية - إن هذه التطورات أتت استجابة للمقترح المصرى الذى عُرض على وفد الحركة، أثناء إقامته بالقاهرة قبل نحو أسبوعين وأن هذه المعلومات وصلت للحكومة الإسرائيلية عبر المكلّف من طرفها لإدارة المفاوضات بهذا الشأن.
وأضاف: "الكرة الآن فى ملعب إسرائيل، التى رفضت الخطة، التى حظيت بدعمنا ودعم المصريين"، ولم يكشف السنوار عن مضمون المقترح لتبادل الأسرى.
وأوضح أن مسئول المفاوضات فى الجانب الإسرائيلى ليؤور لوتن استقال بسبب خلافات داخلية فى الجانب الإسرائيلي، ورفض المقترح الذى وافقت عليه حماس ومصر فى حينه.
وبحسب المقترح المصرى، فإن إسرائيل تسلم حماس 39 جثة، بينها 19 جثة لعناصر من كتائب القسام، مقابل معلومات عن مصير الأسرى والمفقودين.
وفى المرحلة الثانية، تطلق إسرائيل سراح الأسرى المحررين الذى أعيد اعتقالهم، وفي المرحلة الثالثة تبدأ المفاوضات مع حماس بشأن صفقة التبادل، برعاية مصرية.
بدورها بدأت قناة الجزيرة القطرية خلال اليومين الماضيين العمل على ضرب وإفشال الجهود المصرية لإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية، وذلك باستضافة عدد من قادة حماس للحديث حول لقاءات القاهرة الأخيرة التى تمخض عنها الإعلان عن انهاء الانقسام.
بدوره أكد عضو المكتب السياسى فى حركة حماس صلاح البردويل أن استلام حكومة الوفاق لإدارة غزة يقوم على مبدأ الشراكة من دون هزيمة فتح أو حماس، مشيرا إلى أن مشكلة الموظفين لن تقفز فى وجه الحكومة وستتم معالجتها فى اجتماعات القاهرة لاحقا.
وأوضح ان كافة الوزارات والمؤسسات المدنية والأمنية ستخضع لحكومة الوفاق ووزرائها، ولن تكون هناك تغييرات لكبار الموظفين بغزة، لافتا إلى أن الدعوة ستوجه لحركتى حماس وفتح بالقاهرة لحوارات بشكل منفرد، ثم دعوة الفصائل الفلسطينية لحوارات أشمل لمناقشة تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ووصف القيادي فى حماس أهمية مصر بالنسبة لحركته بأنها "أولوية لا نستغني عنها، فكل الدول التى تعاملنا معها لها أهمية وميزة، لكن مصر لها ميزات خاصة على المستوى الجغرافى والتاريخى وغيرها".
فيما أشاد المتحدث باسم حركة فتح وعضو مجلسها الثورى أسامه القواسمى بالجهود المصرية فى ملف المصالحة والوحدة الوطنية.
وقال القواسمى فى تصريح صحفى، الخميس: "إن دور مصر أساسى ومفصلى وهام، و"فتح" على ثقة تامة بأن الشقيقة الكبرى ستكمل جهودها لتذليل كافة العقبات التى يُحتمل أن تواجهنا.
وأضاف: "إننا فى حركة فتح سنبذل كل جهد ممكن لتجاوز أية عقبة مُحتملة، والأمر بحاجة إلى حكمة وصبر وإرادة، ونؤكد أن ممر الوحدة الوطنية هو اجبارى باتجاه واحد لا عودة للوراء مطلقا، باعتبار الوحدة والمصالحة مصلحة وطنية عليا، لا يستقيم لنا حال دون إنجازها.
وأكد القواسمى أنه يجب ترسيخ ثقافة الوحدة والمصالحة بين أبناء الشعب الواحد، وأن تبقى البوصلة مُشرعه نحو المحتل الغاصب لأرضنا ومقدساتنا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة