تراها يوميا أمامك معلقة على الحائط ولا يخلو منها جهاز محمول مهما اختلف نوعه، لأنها مصدر لا يمكن الاستغناء عنه فى حياتنا اليومية، ورغم الأهمية التى تشغلها ربما لم يسأل أحد نفسه يوما: من المسئول عن توفير بيانات نتيجة العام مثل تحديد الشهور العربية ومواقيت الصلاة.
تقديم خدمات التقويم مرت بمراحل مختلفة منذ أوائل التسعينات، منذ أن كانت تتم حساباتها يدويا بـ"الورقة والقلم" وكان الحصول عليها يتم بشكل فردى أو بالطلب، ولكن بدأت تأخذ شكلا تنظيميا مع صدور القرار الجمهورى رقم 2433 لسنة 1971 وتعديلاته، ومنذ ذلك الوقت وأصبحت هيئة المساحة المصرية هى الجهة المسئولة رسميا عن إصدار التقويم.
وتشمل كلمة تقويم، وفقا لمصدر مسئول بهيئة المساحة كلا من التقويم الهجرى والميلادى والقبطى ومواقيت الصلاة فى كافة المدن والمحافظات، والتى ترد فى نتائج الحائط، وهذه البيانات تصدرها الهيئة وتتاح أمام الجهات التى تطلب طباعة النتيجة على مستوى الجمهورية من خلال أقراص مدمجة "سى دى".
ويوضح المصدر، أن الهيئة تتعامل مع جهات حكومية وغير حكومية كثيرة على مستوى الجمهورية لتوفير التقويم قبل بداية كل عام بفترات مناسبة استعدادا لطباعتها وتوزيعها، لذلك تراعى الهيئة توفير المعلومات التى تناسب كل منطقة جغرافية، ومثال على ذلك مواقيت الصلاة، حيث كانت الهيئة توفر مواقيت الصلاة لنحو 26 منطقة على مستوى الجمهورية، ولكن مع التوسع العمرانى أصبح من الضرورى مراعاة فروق التوقيت بين المناطق، لذلك نوفر حاليا فروق التوقيت لـ60 موقعا جغرافيا على مستوى الجمهورية.
هناك جانب آخر تشمله نتيجة العام وهو الجانب العلمى، وكيف يتم احتساب التقويم الهجرى وبدايات الشهور العربية، وهو ما يوضحه الدكتور محمد غريب المسئول عن إعداد حسابات الشهور العربية ومواعيد الصلاة بالمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وكيفية إعداد بيانات نتيجة العام، قائلا:" إنه بدأ إعداد بيانات الشهور العربية ومواقيت الصلاة فى نتيجة العام منذ الثمانينات، حيث كانت عبارة عن نشرة صغيرة تصدر من المعهد ثم تطورت الفكرة لما هو عليه الآن بإعداد كتاب سنوى تحت عنوان " الدليل الفلكى"، وهو يحتوى على حسابات التقويم الهجرى، وميلاد الأهلة وبدايات الشهور العربية، بالإضافة إلى مواقيت الصلاة".
وأضاف الدكتور محمد غريب، أنه لا يوجد توقيت محدد لبدء إعداد حسابات بداية الشهور العربية أو "التقويم الهجرى" لأن هذه الحسابات تعتمد على قواعد ثابتة مثل جدول الضرب لا تقبل الاحتمالات، لذلك يمكنه الانتهاء من إعداد التقويم الهجرى لعدة سنوات مقبلة، كلما كان الوقت متاحا، ولكن هناك التزام بالانتهاء من كل عام وطباعة نتيجته قبل بداية العام الهجرى الجديد لتوزيعه على الجهات والمؤسسات الحكومية بدون مقابل، علما بأن هيئة المساحة المصرية هى المسئولة رسميا عن طباعة نتيجة العام، حيث تمتلك الهيئة برنامج أعده الدكتور عبد القوى زكى عياد للحسابات الفلكية دون انتظار حسابات المعهد.
وأوضح غريب، أن الاختلافات التى قد تحدث فى بدايات الأشهر العربية بين مصر والدول العربية المجاورة مثل المملكة العربية السعودية والأردن وغيرها يعود إلى اختلاف المعايير التى تعتمد عليها كل دولة، حيث إن هناك دول تأخذ بالرؤية الشرعية فقط مثل المملكة العربية السعودية ودول أخرى تعتمد على الحسابات الفلكية فقط دون اللجوء إلى الرؤية الشرعية للهلال مثل تونس والجزائر، أما فى مصر فإن دار الافتاء المصرية تعتبر الحسابات الفلكية هى المدخل للرؤية الشرعية وتوقيتها، حيث تقوم لجان الرؤيا الشرعية باستطلاع أهلة الأشهر العربية بعد غروب يوم 29 من كل شهر عربى، فإذا تحققت رؤيا الهلال فى ذلك اليوم يصبح ذلك اليوم هو المتمم للشهر العربى ويكون عدد أيام هذا الشهر 29 يوما فقط، واليوم التالى للرؤية هو بداية الشهر الجديد، أما إذا تعثر رؤية الهلال فى ذلك اليوم يكون اللجوء إلى مفتى الجمهورية ليقرر تمام الشهر 30 يوما من عدمه.
وذكر الباحث بمعهد البحوث الفلكية، أن هناك 7 لجان للرؤية الشرعية للهلال موزعة فى مناطق توشكى ومحافظات قنا وسوهاج والفيوم ومنطقتى حلوان والقطامية، وتشكل اللجنة من ممثل عن المعهد القومى للبحوث الفلكية وآخر لهيئة المساحة وعضو من دار الافتاء إلى جانب مشايخ من وزارة الأوقاف فى المحافظات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة