"سافر على حسابك"..الجملة التى تتسبب فى هروب وتجنيس الأبطال المصريين..قلة الموارد مبرر الاتحادات الأبرز لإلزام اللاعبين بتحمل النفقات.. ورمضان درويش يدفع 3 آلاف يورو للمشاركة ببطولة العالم للجودو فى أحدث الوقائع

الثلاثاء، 26 سبتمبر 2017 09:30 ص
"سافر على حسابك"..الجملة التى تتسبب فى هروب وتجنيس الأبطال المصريين..قلة الموارد مبرر الاتحادات الأبرز لإلزام اللاعبين بتحمل النفقات.. ورمضان درويش يدفع 3 آلاف يورو للمشاركة ببطولة العالم للجودو فى أحدث الوقائع بطل المصارعة المجنس طارق عبد السلام
كتب محمد سالمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يخرج أبطال الألعاب الفردية من دائرة النسيان إلا عندما تحدث مشكلة كبرى يلقى عليها الإعلام الضوء للحظات ثم يعود الوضع كما هو، ومن الأزمات المتكررة للرياضات الشهيدة التى تظهر على السطح من حين لآخر مسألة السفريات للخارج والمشاركة فى البطولات الدولية ومعسكرات الإعداد والتى يشكو منها اللاعبون سواء على صعيد قلة تواجدها أو ندرة توافرها أو اضطرارهم لتحميل كلفتها إن أردوا تحقيق حلمهم.

 

أسئلة كثيرة تدور فى قصة سفريات أبناء الألعاب الفردية منها هل قلة الموارد والتمويل بالنسبة للألعاب الفردية السبب أم سوء الإدارة من المسئولين بالاتحادات الرياضية؟، وهل يحتاج المجتمع كله لتغيير ثقافة تجاه الرياضات الشهيدة؟، وهل تسبب تلك الدوامة فى القضاء على مستقبل الأبطال واستمرار ظاهرتى الاعتزال المبكر والتجنيس لدول أخرى مثلما حدث مع أكثر من لاعب أشهرهم المصارع طارق عبد السلام الحاصل على بطولة أوروبا لصالح دولة بلغاريا مؤخرًا، والذى أضطر لتحمل تكاليف إجراء جراحة فى رقابته بالخارج بسبب رفض الاتحاد توفير التجهيزات اللازمة.

طارق عبد السلام بطل المصارعة المجنس

بطل المصارعة ومستقبل غامض

للإجابة عن التساؤلات السابقة يمكن الاستعانة بأحدث الوقائع المتعلقة بهذه القضية ومنها تهديد محمود فوزى، لاعب منتخب المصارعة والبطل العالمى باعتزال اللعبة نظرًا لتعنت مسئولى الاتحاد ضده للمشاركة فى بطولة العالم بفرنسا الأخيرة، وتعود تفاصيل القصة إلى أن اللاعب فوجئ بمسئولى الاتحاد يدرجون اسمه بالقرار الوزارى الخاص بسفر بعثة المنتخب للمشاركة ببطولة العالم على نفقته الخاصة وعند استفساره أكد المسئولون له بأنه رؤية فنية من مدربه لكنه عندما سأله نفى الأخير صحة تلك الأحاديث.

المصارع محمود فوزى

ويقول بطل المصارعة لـ "اليوم السابع" :"تسببت المشاكل الإدارية فى عدم مشاركتى فى بطولة العالم الأخيرة، وليس هذا فحسب إنما تم استبعادى من المشاركة مع المنتخب الوطنى كعقاب لىّ بعدما تحدثت فى وسائل الإعلام عن الواقعة، وحاليًا أجلس فى البيت ولا أعرف مصيرى فى اللعبة".

 

ويضيف البطل الدولى :"السفريات سواء من أجل المشاركات فى البطولات الدولية أو الدخول فى معسكرات إعداد تعتبر من الأزمات المزمنة لأبطال الفردية"، موضحًا أنه سبق له الاشتراك فى البطولة العربية بالمغرب على نفقته الخاصة وكلفه الأمر ألفى ونصف دولار، وحصل فيها على المركز الأول، وهزم بطل لم يستطيع هزيمته منذ 8 سنوات تقريبا وقتها، وعاد إلى مصر دون أن يشكره أحد على مبادرته ورفعه علم مصر عاليًا.

 

بطل الجودو.. والتخبط الإدارى

واقعة أخرى مشابهة كانت لأبطال منتخب الجودو وتتعلق بالمشاركة فى بطولة العالم بالمجر الأخيرة أواخر شهر أغسطس الماضى، وحينها أبلغ الاتحاد لاعبيه بأن اللجنة الأولمبية لم توافق على سفرهم للمشاركة نظرًا لعدم توقيع عضوين على طلب المشاركة، وهو ما نفاه العضوين فى وقت لاحق، والمهم أن المشاكل الإدارية تسببت فى عدم الحصول على الدعم المادى الكاف لاشتراك المنتخب فى البطولة، مما دفع بعض اللاعبين لخوض المنافسات على نفقته الخاصة، وفقًا لما أكده رمضان درويش، لاعب المنتخب والبطل العالمى.

رمضان درويش بطل الجودو

ويوضح رمضان درويش لـ"اليوم السابع" تفاصيل الواقعة ورؤيته بالنسبة هذه القضية، قائلاً:" أولاً ما حدث فى بطولة العالم الأخيرة كان بسبب مشاكل إدارية داخل الاتحاد لا داعى للخوض فى تفاصيلها مجددًا لكن النتيجة أنى اضطررت لتحمل 3 آلاف يورو تكليف إقامة معسكر فى هولندا لمدة 15 يومًا والمشاركة فى البطولة"، مضيفًا :"ما دفعنى وغيرى من اللاعبين لتحمل هذه النفقات أنها بطولة عالم، وليس مجرد منافسات على نطاق محدود".

 

وحول وجود مشاكل فى الغالب بسفريات الألعاب الفردية، يقول بطل الجودو :"المشكلة أن البعض يتحدث عن وجود فكر استثمارى، ومعالجة الأمر بلغة الأرقام وهذا غير منطقى لأن منظومات الرياضات الفردية مازال أمامها وقت كبير حتى تتحول للفكر الاستثمارى"، مضيفًا :"فأنا على سبيل المثال رغم البطولات التى حققتها ليس لدى أى راعى أو ممول لأنى ببساطة لست ممثل ممن يجذب اهتمام المصريين"، مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال لم يحصل على مكافآت الفوز بالبطولة الأفريقية والتى أقيمت قبل الأولمبياد الأخيرة بالبرازيل عام 2016 رغم أنها لا تتعدى 7 آلاف جنيه.

 

مستقبل الرياضات الشهيدة.. وقلة الموارد

مما سبق يكشف معاناة اللاعبين مع القضية، أما على صعيد المسئولين قال أحمد سلطان، عضو مجس إدارة اتحاد التايكوندو، والقائم بأعمال المدير التنفيذى، إن هناك أمرين يلخصان تلك المسألة وهما :"الأول السفر للخارج يتم عن طريق المنتخبات القومية ويتحدد حجم البعثة طبقا للدعم المقدم للوزارة فى المقام الأول مثلا يريد الاتحاد تسفير منتخب مكون من 15 لاعبا والوزارة تريد 11 لاعبا فقط وهكذا للمشاركة فى المعسكر أو البطولة"، مضيفًا :"أحيانًا تقول الوزارة أنه ستتحمل التذاكر والتأمين الصحى مما يعنى أن الاتحاد سيتحمل تكاليف الإقامة وأماكن التدريب مما يعنى بالتابعية تقليل عدد المسافرين".

 

ويُضيف المدير التنفيذى لاتحاد التايكوندو:" يتعلق الشق الثانى فى رغبة بعض الأفراد فى المشاركة بشكل منفرد فى البطولات لعدة أسباب أبرزها تحسين المستوى أو رفع التصنيف أو حتى رغبة أولياء الأمور فى زيادة خبرات أبنائهم، وهنا يتحمل اللاعبين الإنفاق بالكامل، مشيرًا إلى أن الأزمات تحدث فى الغالب بأمور متعلقة برفض سافر لاعب من قبل مدرب أو مسئول بالاتحاد أو تقليل عدد البعثة لظروف مالية وأشياء من هذا القبيل.

 

ويوضح عضو اتحاد التايكوندو رأيه فى هذه القضية، قائلاً:"بشكل عام يوجد أزمة تمويل للألعاب الفردية لأنها لم تصل إلى مرحلة اللعبة التى تدر أمولاً أو بالتحديد كرة القدم، وذلك نظرًا لأن الرياضات الأخرى مازالت فى طور النمو لذا لا يوجد رعاة لها، لأنها ليس لها متابعين فى مصر، ويتكلف ممارستها مبالغ كبيرة مثل السفرية الواحدة قد تصل تكاليفها لنصف مليون جنيه، مشيرًا إلى أنه يتمنى تبدل الأحوال خلال الفترة القادمة سواء مع قانون الرياضة أو تغير ثقافة المجتمع لكنه هذا أو ذاك سيستغرق وقتا كبيرًا.

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة