يوم من بعد يوم تدخل منطقة "خليج غينيا" بؤرة اهتمام العالم، فالمنطقة التى كانت قبل نحو 20 عاما واحدة من أكثر البلدان فقرا وتهميشا أصبحت محط أنظار صناع السياسات المالية فى قارات الكوكب المتعطشة دائما إلى النفط، إذ تنتج المنطقة من النفط الخام فائق الجودة وغير المكلف 5.4 مليون برميل يوميا، بمعدل يزيد عن مجمل ما تنتجه دول أخرى عضو فى أوبك.
أمريكا ونفط خليج غينيا
الدول الواقعة على خليج غينيا
من الواضح أن الإدارة الأمريكية تستهدف السيطرة على خليج غينيا منذ مطلع القرن الحالى بعد اكتشاف كميات مهولة من النفط تحت قاع مياهه، ومما أغرى الولايات المتحدة بذلك زيادة الكميات المكتشفة فى تلك المنطقة حيث إن سبعة من أصل ثمانية مليارات برميل نفط اكتشفت عام 2001 فى العالم، تقع فى خليج غينيا، وتم اكتشافها بواسطة التنقيب فى عمق الخليج، الأمر الذى دفع شركات نفطية أمريكية عملاقة، مثل أكسون موبيل وشيفرون، لإقامة فروع ضخمة لها خلال السنوات الأخيرة فى خليج غينيا الاستراتيجى الذى تشرف عليه مجموعة من الدول المنتجة للنفط بالأساس.
وتسعى الإدارة الأمريكية حتى منذ عهد الرئيس الأسبق جورج بوش الابن للحصول على النفط بأسعار منخفضة، ولأن النفط الإفريقى يتمتع بميزات متعددة بالنسبة للولايات المتحدة منها أن الساحل الغربى لإفريقيا يقع على مسافة قريبة نسبياً من الساحل الشرقى للولايات المتحدة، وبالتالى تكون نفقات الشحن أقل من نفقات شحن النفط من الشرق الأوسط، وبحر قزوين وروسيا وغيرها من مناطق الإنتاج فى العالم، فإن المسألة بدت مغرية أمام صناع السياسات الاقتصادية فى واشنطن.
لكن مع ذلك بدأت الولايات المتحدة الأمريكية تواجه تحديا من نوع جديد، بعد أن ظهرت عصابات قرصنة مسلحة يبدو أنها انتقلت من القرى الفقيرة فى أعماق القارة إلى تلك المنطقة التى أصبحت مليئة بناقلات النفط العملاقة، ولذلك باتت المنطقة واحدة من أخطر مناطق الملاحة عبر العالم.
على طاولة مجلس الأمن
خريطة فرنسية قديمة تحدد جغرافية خليج غينيا
فى السنوات الأخيرة أصبحت منطقة خليج غينيا واحدة من أخطر مناطق العالم نظرا لحركة الملاحة المتصاعدة التى بدأت تشب وتشق أمواج المحيط ولذلك ذهب إليها القراصنة، وهو ما كشفه تقرير ملاحى دولى أعدته مجموعة "أوشن بيوند بيراسى" الأمريكية مفاده أن خليج غينيا، هو الأخطر على مستوى العالم أمام الملاحة البحرية.
ولذلك حث مجلس الأمن بالإجماع دول منطقة خليج غينيا على اتخاذ إجراءات فورية لوضع وتنفيذ استراتيجية لمكافحة القرصنة والسطو المسلح فى عرض البحر، مشجعا الشركاء الدوليين على تقديم الدعم للدول والمنظمات الإقليمية لتعزيز قدراتها لمواجهة القرصنة والسطو المسلح فى عرض البحر فى خليج غينيا، بما فى ذلك قدرتها على تسيير دوريات إقليمية وإنشاء وصيانة مراكز تنسيقية مشتركة وغيرها من التدابير اللازمة.
وجاء هذا القرار الذى صدر قبل نحو 5 سنوات بعد إعلان وكيل الأمين العام للشئون السياسية، لين باسكو، فى جلسة عقدها مجلس الأمن أن إستراتيجية إقليمية شاملة تعد بالغة الأهمية إذا ما أرادت البلدان مكافحة القرصنة بنجاح فى خليج غينيا، ما يعكس إلى أى مدى بلغت الأهمية التى يحظى بها الخليج فى السياسة الدولية الراهنة.
معلومات عن الخليج الواعد
خريطة خليج غينيا
يعد خليج غينيا واحد من أهم الخلجان فى العالم الآن وينظر إليه على أنه المنطقة الواعدة المرتقبة خاصة فى مجال إنتاج النفط وهو خليج موجود فى الساحل الغربى لقارة إفريقيا الواقع فى المحيط الأطلنطى.
كونت الجغرافيا الخليج عن طريق الالتواء الكبير فى الساحل الغربى الأوسط من القارة، ذلك الذى يتضمن أيضاً خليجين هما خليج بنين وخليج بيافرا فى شمالى هذا الخليج حيث تقع منطقة غينيا العليا، وفى شرقه غينيا السفلى التى ينظر إليها كونها واحدة من مناطق صناعة التاريخ والحضارة فى القارة السمراء.
وتصب عدة أنهار فى هذا الخليج وهى: نهر النيجر، ونهر فولتا، ونهر الكونجو، ويمتد النهر من غرب ساحل العاج إلى مصب نهر الجابون، ويحده من الجنوب خط الاستواء، ومن الجزر الموجودة فى الخليج: بيوكو وساو توميه وبرينسيب، فضلا عن مجموعة من الجزر التى تشكل فيما بينها أرخبيلا يعد إحدى الوجهات السياحية الواعدة فى المستقبل القريب إذا تمت تنمية المنطقة وتحديثها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة