مع عجز هجوم نادى تشيلسى عن التسجيل فى لقائه الأخير أمام أرسنال، بدأ الجميع يتساءل عن تأثير غياب دييجو كوستا، الذى أتم انتقاله لصفوف فريقه السابق أتلتيكو مدريد على النجاعة الهجومية للبلوز، خاصة أنه على مدار ثلاث سنوات كان تجسيدا للعقيدة الهجومية للفريق والتى تعتمد على الاندفاع البدنى أكثر من الكفاءة الفنية، رغم ما يملكه من مهارات خاصة.
وتساءل الكثيرون عن قدرة مواطنه الإسبانى الفارو موراتا على أن يحل محله فى اختراق دفاعات الخصوم، غير أن المدير الفنى الإيطالى أنطونيو كونتى خرج ليدافع عن موراتا، مؤكدا أنه قدم مباراة جيدة وأنه لو كان قد نجح فى تسجيل ولو هدف واحد لكانت قد تغيرت الآراء بشأنه، وأعرب عن سعادته بمستوى مهاجمه الجديد الوافد من نادى ريال مدريد.
الواقع يقول إنه منذ قدومه إلى صفوف تشيلسى، خضع موراتا لنظام غذائى صارم من أجل زيادة وزنه بجانب برنامج بدنى لزيادة قدراته البدنية ليكون لائقا لدور المهاجم الأوحد فى الدورى الإنجليزى الذى يعتمد على الالتحامات البدنية القوية مع المدافعين على نحو غير متواجد بكثرة فى الدورى الأسبانى الذى يعتمد على المهارة الفنية أكثر من غيرها، وظهر ذلك على أداء اللاعب فى المباريات الأخيرة.
وبدأ ذلك يؤتى ثماره فالمتابع لأداء موراتا منذ بداية الموسم سيجد أنه من خلال الأهداف الثلاثة التى سجلها والهدفين اللذين صنعهما أن فعل كل ذلك من خلال ضربات رأس وتفيد الإحصائيات بأنه نجح فى الحصول على الكرة بنسبة تفوق 45 فى المائة من الالتحامات الهوائية مقابل نسبة تفوق قليلا 28 فى المائة لكوستا فى المواسم السابقة.
ويرى الخبراء أن مستوى موراتا سيشهد مزيدا من التطور فى الفترة القادمة حيث أن دوره كمهاجم أوحد يتمثل فى قدرته على الالتحام وفتح المساحات للقادمين من الخلف فى حال عدم القدرة على الاختراق والتسجيل.
وفى الوقت نفسه فإن اللاعب المهارى فى حاجة لمزيد من الوقت للتأقلم على أسلوب اللعب والتحكيم فى الدورى الإنجليزى الذى لا يحتسب فيه الحكام الأخطاء على الالتحامات البسيطة وهو ما ظهر فى لقاء آرسنال عندما سقط اكثر من مرة انتظارا لصافرة الحكم وليس بسبب ضعف بنيته كما ردد البعض.
ومن المؤكد أن موراتا يحتاج بعض الوقت كى يصل إلى نفس قدرة كوستا على حسم الأمور أمام المرمى فى ظل الالتحامات البدنية، لكن الأمر المؤكد أنه مع تعوده على أسلوب الأداء بجانب عودة البلجيكى أدين هازارد الوشيكة ستتعزز فعالية موراتا أمام المرمى، فالنجم البلجيكى الذى لم يخض حتى الآن مباراته الأولى فى الدورى شارك بنسبة 7ر24 فى المائة فى جميع أهداف تشيلسى فى الموسم الماضى التى بلغت 85 هدفا وسجل 16 هدفا وصنع خمسة وهو سيساهم فى خلق مزيد من الفرص لموراتا للتسجيل فى الفترات المقبلة.
ويبقى التأكيد على أن موراتا أظهر - خلال الفترة القليلة التى مرت من الموسم - من الكفاءة ما يطمئن المدير الفنى الإيطالى على مستقبل خط هجوم البلوز بعد رحيل كوستا ويجعله ينتظر المزيد من المهاجم الذى ينتظر أن يقود خط هجوم منتخب أسبانيا فى كاس العالم القادمة روسيا 2028.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة