أربعة أعوام مرت على تأسيس مجلس كنائس مصر، الكيان الذى نشأ مشابهًا لمجلس كنائس الشرق الأوسط، حيث يعمل على التقريب بين الطوائف المسيحية الأعضاء رغم الخلافات العقائدية بينهم، بالإضافة إلى تنظيم فعاليات تضم كافة أطياف المجتمع المسيحى بدلًا من انغلاق كل كنيسة على رعاياها.
المجلس الذى يتولى الأمانة العامة له حاليًا القس رفعت فتحى ممثلًا عن الكنيسة الإنجيلية يتم تدوير أمانته العامة بين أعضائه من الكنائس كل عامين، ففى العامين الماضيين كان القس بيشوى حلمى يتولى المنصب ممثلًا عن الكنيسة الأرثوذكسية وهكذا، أما المقر فقد جاء تبرعًا من الكنيسة الأرثوذكسية حيث يقع فى عمارة سكنية بمنطقة مصر الجديدة.
فى احتفاليته السنوية التى تستضيفها الطائفة الأسقفية اليوم الخميس، يعرض المجلس كشف حسابه خلال العام الماضى، وما قدمه وما يتطلع إليه، حيث تجرى الاحتفالية بحضور البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية والقس الدكتور أندريه زكى رئيس الطائفة الإنجيلية وبطريرك الكاثوليك ومطران الروم الأرثوذكس.
القس رفعت فتحى الأمين العام الحالى لمجلس كنائس مصر قال لليوم السابع، أن المجلس يعمل بحركة بطيئة ومتوازنة نظرًا لما يعانيه المجتمع المصرى من احتقان واستقطاب طائفى وسياسى ومن ثم فإن العمل على التقريب بين أصحاب الديانة الواحدة لا بد وأن يتم بهدوء وحكمة.
وأوضح فتحى أن المجلس قد عمل على التوسع فى المحافظات عبر تأسيس لجان فرعية من بينها لجنة فى طنطا وأخرى فى الإسكندرية وثالثة فى جنوب القاهرة عملت على التقريب بين قساوسة الكنائس المختلفة والجمع بينهم فى عدة مناسبات مثل الندوات واللقاءات واجتماعات الصلاة المشتركة، بعدما لاحظ أعضاء اللجنة التنفيذية للمجلس عدم وجود علاقات تربط بين القساوسة فى بعض المحافظات الأمر الذى يهدد فكرة العمل المشترك.
وأضاف فتحي:هناك نسبة معينة من قبول معتقدات الأخر والتسامح معها نسعى لزيادتها فى المجتمع الكنسى المسيحى دون أن نتدخل فى معتقدات الآخرين أو نعمل على تغييرها بل فكرة المجلس تقوم على احترام معتقدات الكنائس المختلفة فى الإيمان والالتفات إلى الجوانب المشتركة والبناء عليها.
واستكمل الأمين العام لمجلس كنائس مصر: خططنا لتنظيم أكثر من مؤتمر ومناسبة للجمع بين شباب الكنائس المختلفة ولكن الأحداث الإرهابية التى ترتب عليها إلغاء المؤتمرات الكنسية منعنا من ذلك، مضيفًا: نحاول أن نساعد الكنائس فى الظروف الصعبة التى تمر بها حاليًا.
وعن دور المجلس فى القضايا التى تشغل الشارع القبطى، قال فتحى أن المجلس لم يتدخل فى إقرار قانون بناء الكنائس بل تم ذلك عبر رؤساء الطوائف المسيحية ولكنه يسعى وعبر لجانه القانونية للتقريب بين الكنائس المسيحية من أجل إقرار مشروع قانون الأحوال الشخصية الموحد للمسيحيين دون المساس بعقيدة كل كنيسة وإيمانها.
أما الدكتور المطران منير حنا رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية التى تستضيف احتفالية هذا العام، فرأى أن المجلس ما زال طفلًا فلم يمر على إنشائه سوى أربعة سنوات أى إنه ما زال فى مرحلة التأسيس ولكن فكرة إنشائه فى حد ذاتها مؤشر جيد على العمل المسكونى والمسيحى المشترك.
وأعرب حنا عن سعادته باستضافة الكنيسة الأسقفية للاحتفالية الرابعة للمجلس معتبرًا ذلك فرصة للقاء رؤساء الكنائس المصرية الذين لم يكن يلتقيهم إلا مرة كل عامين فى اجتماعات مجلس كنائس الشرق الأوسط حتى تأسس مجلس كنائس مصر وصارت احتفاليته السنوية مناسبة للقاء البابا تواضروس وكافة رؤساء الطوائف الأعضاء الأخرى.
وأشار رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية، إلى أن المجلس استطاع خلال السنوات الماضية أن ينظم مؤتمرين للشباب المسيحى وأسس فريقًا مشتركًا للترانيم مضيفًا: مازلنا نتعلم كيف نعمل معًا ونصلى أن نمد ايدينا لنخدم الكنيسة وبلدنا مصر فى حربها ضد الإرهاب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة