قررت النيابة العامة بالسويس بإشراف المحامى العام لنيابات السويس إحالة "محمد . ن" 55 عامًا موظف إلى محكمة الجنايات لاتهامه بقتل نجله المريض نفسيا عن طريق جرعات زائدة من علاج نفسى كان يعالج به بسبب إصابته بمرض الانفصام فى الشخصية.
كان مدير أمن السويس، تلقى بلاغًا من سكان مدينة السلام بانبعاث رائحة كريهة وعفنه من شقه سكنية مجاورة لهم، وبقيام قوات الشرطة بدخول الشقة السكنية عثرت داخلها على جثة الشاب "محمود . م . ن" 22 عامًا ويظهر عليها علامات التحلل.
وبتشكيل فريق بحث تبين من التحريات أن الشاب يعيش بمفرده بالشقة السكنية وهو مريض نفسى بالانفصام فى الشخصية، وأن والدته مريضة بمرض نفسى وتعيش بالقاهرة، والده متزوجًا من سيدة آخرى ويعيش بعمارة سكنية آخرى فى مدينة السلام، وأنه أنجب من زوجته الجديدة طفلين.
وحاول والد المتهم إظهار قضية وفاة الشاب المريض فى البداية أنها وفاة طبيعية، وهو ما لم يقتنع به قيادات المباحث الجنائية، ليتم إصدار قرار من النيابة العامة بإحالة جثة الشاب للطب الشرعى، والتى أظهر الكشف الطبى عليه أنه توفى بسبب تنازل جرعات زائدة من عقار خاص بعلاج مرض نفسى.
وبإحضار والد الشاب إلى مكتب مدير المباحث بمديرية أمن السويس ومناقشته، أعترف " محمد . ن " 55 عام موظف سابق بالشركة المصرية للأسمدة، أنه هو من أعطى لابنه المريض نفسيًا جرعة أدوية وعلاج زائد.
وأكد المتهم والد القتيل فى اعترافاته امام النيابة العامة، على أنه يمتلك ثلاث عمارات بمدينة السلام وكان يعمل بالشركة المصرية للأسمدة وفصل بعد الاعتصام الأخير بالشركة الذى قام به هو وزملائه، موضحًا أن المتوفى ابنه الذى أنجبه من زوجته الأولى والموجودة حاليا بإحدى مستشفيات القاهرة للعلاج النفسى، وأنه تزوج من سيدة أخرى وأنجب منها ولدين.
وأشار المتهم، إلى أنه خلال العاميين الماضيين تسبب ابنه فى مشاكل كبيرة عانى منها داخل مدينة السلام بسبب مرضه النفسى، موضحًا أنه قبل وفاته بأيام قام بإعطائه أكثر من جرعة من العلاج النفسى الذى يتناوله بجرعات كبيرة بهدف أن يجعله يهدى ويجلس فى المنزل وينام.
وأضاف المتهم، أن فى الليلة الأخيرة التى قام بإعطاء ابنه جرعة كبيرة من العلاج تركه نائما بعد أخذه العلاج ثم سافر الإسكندرية للمصيف هو وزوجته وأبنائه الآخرين وأبلغه الجيران بعد أيام أنه عثر على ابنه متوفى بالمنزل.
وكشفت التحقيقات، أن الأب المتهم بالقتل كان يرفض أن يقيم ابنه المريض معه وكان يوفر له شقة سكنية فى مدينة السلام بعيدا عن أشقائه، لأنه كان يعانى من قسوة والده، وأن شهادة الشهود أكدت على أن الشاب كان يقوم بالتسول لإطعام نفسه، وكان يشاهده الجيران أمام أحد المساجد يطلب المساعدة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة