ـ مناقشة مطولة بين "السيسي" و"بوتين" للملف على هامش قمة "بريكس".. ومصدر: أكثر من 10 آلاف روسى قضوا عطلتهم فى مصر خلال 2017.
تسعى روسيا بشتى الطرق إلى تنمية السياحة الداخلية لديها، لزيادة مصادر الدخل الذي يعتمد بشكل كلي على المصادر البترولية وتصدير الأسلحة إلى الخارج، حيث تبحث موسكو عن مصادر بديلة للعملة الصعبة والمحلية، وهي السياحة التي ستساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وحكومته على استغلال الأماكن الطبيعية والتاريخية الجذابة داخل الأراضي الروسية لجذب السياح من الداخل والخارج.
ولكن تعتمد روسيا منذ عام 2015 وسقوط الطائرة الروسية فى سيناء من طراز إيرباص 321، والتي راح ضحيتها 224 شخص بينهم 7 من أفراد الطاقم و 25 طفل، على سيناريو خفي لم ولن تعلن عنه، وهو منع السياح الروس من السفر خارج البلاد واتخاذ سقوط الطائرة الروسية حجة واضحة لمنع سفر السياح بشكل كبير إلى المنتجعات المصرية فى شرم الشيخ والغردقة، ودعوتهم للسفر إلى المنتجعات السياحية فى سوتشى على البحر الأسود، وشبه جزيرة القرم التي انضمت لروسيا فى عام 2014 عقب استفتاء شعبي كبير.
أسباب منع روسيا للسياح من السفر إلى مصر (بنظرة مصرية)
كشف الخبير المصري في جامعة نيجني نوفجورود الروسية الدكتور عمرو الديب، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" من موسكو، أنه في العام ٢٠١٤ أي بعد ضم شبه جزيرة القرم للاتحاد الروسي، بدأت العقوبات الإقتصادية الغربية وبدأت عملية إنخفاض أسعار النفط، الأمر الذي جعل احتياطات النقد الأجنبي في روسيا تنخفض من ٤١٠ مليار دولار في أغسطس ٢٠١٤ حتى ٢٩٧ مليار دولار فى مايو ٢٠١٥.
وأوضح الخبير المصري أن هذه الأزمة أثرت كثيرًا على الإقتصاد الروسي حتى الآن، فلا ننسى أن سعر الدولار مقابل الروبل الروسي في منتصف ٢٠١٤ كان ٣٣ روبل، حتى وصل لبعض فترات في ٢٠١٥ إلي حد ٨٠ روبل للدولار الواحد، والآن سعر الدولار يصل لحوالي ٦٠ روبل للدولار، فكل هذه الأزمات جعلت الحكومة الروسية تعمل على الحد من خروج العملة الصعبة لخارج البلاد، وساعدت أزمة إسقاط الطائرة الروسية على أرض شبه جزيرة سيناء الحكومة الروسية فى هذا الصدد.
وأضاف الديب أنه من المهم أن نعلم أن تعامل الحكومة الروسية على مر التاريخ مع العمليات الإرهابية يخالف تماما مع تعاملها مع أزمة الطائرة الروسية، والسبب هو حوالي ٤ مليون سائح روسي كانوا يزورون مصر سنويا، ولو افترضنا لمجرد الفرض أن كل سائح يحمل معه ١٠٠ دولار فقط في جيبه سيكلف الخزينة الروسية فقط ٤٠٠ مليون دولار سنويا، وهذا أمر ترفضه طبعا القيادة الروسية خصوصا في هذه الأزمة، وبالأخص وأن مصر ليست مربحة اقتصاديا لروسيا بالشكل الكبير.
ونوه عمرو الديب بأنه لَو نظرنا لتعامل روسيا مع تركيا التي أسقطت عمدا طائرة السوخوي وقتلت طيارين روسيين، وبعد ذلك تم قتل سفير روسيا في أنقرة، سنجد أن روسيا لم تقطع علاقاتها لفترة طويلة مع أنقرة، والسبب هو قيمة تركيا الاقتصادية بالنسبة لروسيا، فعندما تكون مهما من الناحية الإقتصادية لأى دولة ستجد هذه الدولة تغفر لك أى خطأ أو هفوة وهذا رأيناه كثيرا في الملف الروسي - التركي.
فمن الأسباب المهمة لمنع السياحة الروسية لمصر هو تشجيع السياحة الداخلية سواء في الجنوب الروسي أو في شبه جزيرة القرم، ولكن نجد أن المواطن الروسي يتلهف لزيارة دولة مثل مصر لأسباب عديدة أهمها أن تكلفة زيارة السائح الروسي لمصر أرخص بشكل كبير من زيارة المدن الروسية التي تقع على البحر الأسود.
وأكد أن هناك أسبابا أخرى تتعلق بضياع الاستثمارات التي تم ضخها في المشروعات السياحية (سواء سوتشي أو بطرسبورج )، بالإضافة إلى أن روسيا بتسعى لضم القرم اقتصاديا بعد ضمها جغرافيا و سياسيا عن طريق تنميه السياحة، وزيادة نسبة البطالة بسبب تسريح العاملين في هذا القطاع بعد انهياره، بالإضافة إلى الضغط علي القيادة السياسية لمصر لتحقيق مكاسب سياسية.
أسباب منع روسيا للسياح من السفر إلى مصر (بنظرة روسية)
توجه (اليوم السابع) بأسئلته إلى الخبير الروسي في العلاقات الدولية فرهاد إبراهيموف، والذي تحدث عن أسباب منع السياح من السفر إلى مصر، مؤكدا على أن روسيا تعمل في مجال تطوير السياحة في البلاد، وهذا الاتجاه واعد، خصوصا في الوضع الاقتصادي الحالي. ففي الواقع، إذا نظرنا إلى الأرقام الإحصائية، يمكننا أن نرى الاتجاه التالي: فوفقا لهيئة الإستطلاعات الروسية "روستات"، في النصف الأول من عام 2016، خرج من روسيا حوالي 13 مليون من مواطنينا، وهو ما يعني أن السياحة المحلية نمت بنسبة 13٪ مقارنة بالنصف الأول من 2015 العام. ويترتب على ذلك أن السياحة المحلية أكثر شعبية بالنسبة للمواطنين الروس اليوم.
وأيد فرهاد رأي الخبير المصري عمرو الديب، قائلا أنه بعد انضمام شبه جزيرة القرم إلى روسيا في عام 2014، كانت إحدى الأولويات الرئيسية لتنمية شبه الجزيرة هي تشجيع صناعة السياحة.
وفي النهاية أوضح الخبير الروسي أن استئناف الرحلات الجوية بين مصر وروسيا يتعلق بالقرار السياسي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كما أنه يعتمد على تقوية التدابير الأمنية في الموانئ الجوية المصرية.
السيسى يلتقى بوتين لمناقشة عودة السياحة الروسية لمصر
رغم حالة الركود التى تعانى منها المحادثات الروسية المصرية، بشأن عودة السياحة الروسية إلى المنتجعات المصرية، منذ حادث سقوط الطائرة الروسية فى سيناء فى 31 أكتوبر 2015، إلا أن الرئيس السيسى يستهل زيارته إلى الصين للقاء نظيره الروسى فلاديمير بوتين للحديث بجدية حول عودة الطيران بين موسكو والقاهرة كسابق عهده.
وأعلن مساعد الرئيس الروسى، يورى أوشاكوف، أن الرئيس فلاديمير بوتين، سيلتقى مع نظيره المصرى، الرئيس عبد الفتاح السيسى، خلال قمة بريكس فى الصين والتى ستعقد يوم 3 سبتمبر.
وقال أوشاكوف وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء الروسية "تاس"، إن الرئيس بوتين سيبحث مع الرئيس السيسى، أثناء لقائهما فى هذه القمة آفاق استئناف الرحلات الجوية بين روسيا ومصر".
وفى السياق ذاته، قال مصدر فى شركة oneFactor الروسية المتخصصة فى مجال الأعمال، أنه رغم القيود التى فرضتها روسيا فى شهر نوفمبر 2015 على السياحة والطيران فى مصر إألا أنه أكثر من 10 آلاف من الروس زاروا المنتجعات المصرية لقضاء إجازة الصيف فى عام 2017، وهذا يعد 0.07٪ من العدد الإجمالى للمواطنين الذين سافروا إلى الخارج.
وأضاف المصدر لوكالة الأنباء الروسية "نوفستى"، أنه رغم توقف الرحلات فى نوفمبر 2015، إلا أنه لا يزال عدد قليل من الروس يوتوجهون إلى هناك، ففى عام 2017 زار البلاد نسبة 0.07٪ أما فى صيف عام 2015 مصر استحوذت على 6٪ من السفر للخارج بالنسبة لروسيا.
وبحسب المحللين، فإن البحر الأحمر هو مكان فريد للغوص، ودهب تحظى بشعبية كبيرة بين المتزلجين، حيث توجد العديد من المحطات "الروسية". وبالإضافة إلى ذلك، فى مصر يعمل العديد من الروس كمرشدين، ومدربين غوص وركوب الأمواج.
وأشارت الشركة إلى أن الروس يذهبون إلى مصر عن طريق دول أخرى مثل تركيا، فإن ثلث السياح الروس توجهوا إلى مصر عبر تركيا بالإضافة إلى الذهاب إلى منتجعات البحر الأحمر عن طريق روسيا البيضاء، اليونان، الإمارات العربية المتحدة، أوكرانيا.
يذكر أن روسيا قررت وقف الرحلات مع مصر بعد تحطم الطائرة الروسية من طراز إيرباص 321، تابعة للخطوط الجوية الروسية كوجاليم آفيا، والتى سقطت فى طريقها من شرم الشيخ إلى سان بطرسبرج، وكان على متنها 217 سائحا روسيا وسبعة من أفراد الطاقم قتلوا جميعا، وقام بعد ذلك مجلس الأمن الفيدرالى الروسى باعتبار الحادث عملا إرهابيا، ويستمر العمل حتى اليوم لتحديد أسباب الحادث.
أرقام وإحصاءات:
تشهد روسيا هذا العام ازدياد في حجم السياحة الداخلية وإقبالها، وهذا الأمر لم يحدث من قبل وخصوصا على المدن الساحلية مثل سوتشي وشبه جزيرة القرم، وبالرغم من عدم وجود إحصائية دقيقة إلا أن الخبراء السياحيين يتوقعون ارتفاع نسبه السائحين 20% أي ما يقرب 60 مليون سائح روسي عن العام الماضي الذي وصل إلي 50 مليون سائح روسي.
وفيما يخص السياح الأجانب فيتوقع الخبراء السياحيون ارتفاع أعداد السياح هذا العام إلي ما يقرب من 25 مليون سائح عن العام الماضي الذي وصل إلي 15 مليون سائح أجنبي، وذلك أيضا في ظل الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة الروسية والوكالة الفيدرالية للسياحة، لتحسين وتطوير القطاع السياحي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة