- أمينة النقاش: التجربة فى خطر .. وديوننا لا تمثل شيئا بالمقارنة بالمؤسسات الحكومية.. وجدى زين الدين: أناشد الدولة مساندة «الوفد»
لم يتبق من الصحف الحزبية اليوم سوى عدد محدود، استضافت «اليوم السابع» عددا من ممثلى هذه الصحف، الوفد والجيل والكرامة والأهالى، حيث وجهوا نداء لــ«الدولة» للتدخل والنظر لحال الصحافة الحزبية وبحث آليات أزماتها المالية.
شارك بالندوة كل من وجدى زين الدين، رئيس تحرير جريدة الوفد الصادرة عن الوفد، وأمينة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى الصادرة عن حزب التجمع، وأحمد عبدالهادى رئيس تحرير جريدة شباب مصر المرتبطة بحزب شباب مصر، وشريف على السليمان رئيس تحرير جريدة مصر المستقبل الصادرة عن حزب مصر المستقبل، وبشير العدل ممثل جريدة الأحرار الصادرة عن حزب الأحرار، وأحمد ناصر ممثلا عن جريدة الغد، والكاتب الصحفى إسلام عفيفى، والكاتب الصحفى طارق التهامى.
ما مستقبل الصحافة الحزبية فى ظل التغيرات الحالية؟
وجدى زين الدين: حال الصحف الحزبية يمثل هاجسا يهم الجميع، لأنها الآن تواجه خطرا كبيرا، وغير مسبوق، ولم تواجه مثله من قبل، فنحن كمثال فى جريدة الوفد، ينقصنا الإمكانيات المالية والمادية اللازمة للاستمرار، ولا نعانى ذلك منذ من اليوم فقط، بل إن الأمر يعود ربما إلى اللحظة التى اندلعت فيها ثورة 25 يناير عام 2011، اليوم مواردنا أصبحت محدودة للغاية، ولا نجد ما نحتاجه لتطوير الجريدة، فمصروفات الرواتب تلتهم موازنتنا المحدودة أصلا، فلا يوجد إعلانات تجارية، وكذلك الإيرادات محدودة والمصروفات كبيرة فى ظل نفاد الودائع الخاصة بجريدة الوفد والتى تكفلت بالإنفاق على الجريدة منذ سنوات.
ويضيف زين الدين قائلا: «بعد ما كانت الجريدة بتصرف على الحزب كله، وإيراداتها بتغطى أنشطته، دلوقتى مش لاقيين كراسى لمبنى جديد، لذا أناشد الدولة المصرية مساندة الجريدة، حيث إنها تمتلك اليوم خطة حتى لا تنهار والحزب يحاول دعم الجريدة وفقا لإمكانياته».
هل تلقيتم اتصالات من الدولة بشأن هذه الأزمة؟
وجدى زين الدين: بالفعل تلقينا اتصالات من بعض المسؤولين بعد توجيه تلك المناشدة، وطالبنا بوضع حلول جادة لإنقاذ الجريدة حتى لا تغلق فلدينا أكثر من 600 صحفى يعملون بهذه الجريدة، وحتى الآن الجريدة مستمرة رغم الديون الكثيرة والتى بعضها لجهات حكومية يمكنها التنازل عنها، فهناك ديون مثلا لهيئة التأمينات الاجتماعية، نحن لا نريد أن «نأكل حق الدولة» ولا نريد إسقاط تلك الديون المتراكمة، ولكن أقل ما يمكن أن تقدمه الدولة هو جدولة تلك الديون أو حتى مجرد إلغاء فوائدها والتى وصلت إلى مبلغ خيالى يقدر بحوالى 8 ملايين ونصف المليون جنيه.
وطالب وجدى زين العابدين الجهات الدائنة لمؤسستة بجدولة الديون، أسوة بما قامت به مؤسسة الأهرام، والتى جدولت ديونها، وأسقطت الفائدة ليصبح إجمالى الديون 3 ملايين من أصل 6 ملايين.
واستكمل وجدى حديثه: «نحن لم نقف أيضا متفرجين، لجأنا لعدم طباعة نسخ كبيرة والالتزام بـ«حد الكفاف»، فللأسف الأحبار ارتفع سعرها بنسبة 135%، أما الورق فنسبته ارتفعت بـ117%، كما أن من ضمن ما تواجهه الجريدة فى سياستها التحريرية الملتزم بها الحزب والمعدل الأدبى الذى وضعه لنفسه.
كيف تحولت «الأهالى» من صحيفة لها تاريخ كبير إلى مؤسسة تواجه أزمة مالية الآن؟
أمينة النقاش رئيس تحرير جريدة الأهالى: وفقا للدستور فنحن جزء من النظام السياسى للدولة المصرية، وبالتالى لا يجوز للهيئة الوطنية للصحافة والمجلس الأعلى للإعلام إعلان بحث أحوال الصحافة القومية واستثناء الصحف الحزبية، وهذا يمثل عوارا دستوريا واضحا.
كما أن الحكومة صرفت «البدل» للصحفيين لتهيمن على الصحافة المصرية، وهو عامل من عوامل إفساد الصحافة المصرية، ولا نقول إلغاءه ولكن وعدنا فى أكثر من مؤتمر بإصدار لائحة أجور عادلة للصحفيين ولم يحدث، كان فى القانون القديم من حق الحزب أن يصدر أى كمية من الصحف فتحول «البدل» إلى تجارة فدعت الصحف بذلك لعرض الأمر على أفراد للعمل مقابل الحصول على نصف البدل والآخر لها فتحولت لتجارة.
الصحف القومية ديونها 19 مليار والدولة تدعمها لأنها تدافع عن سياستها، ولكن لا تقوم بتوجيه مساءلة بـ«أين تنفق هذه الأموال؟» فقد تلاحظ خلال الأيام الماضية سفر قيادات بالصحيفة القومية أكثر من فرد بجانب محررين كممثلين لوفد الجريدة وهذا يعد إهدارا فى النفقات.
واستكملت «النقاش» حديثها، قائلة: الصحف الحزبية منها ما هو مؤسس منذ أكثر من 40 عاما مثل الأهالى والوفد والأحرار، فقد واجهنا أزمة حادة بعد ثورة 25 يناير خاصة بعد ارتفاع متطلبات الطباعة، ما جعلنا غير قادرين، والجريدة صمدت فى وجه التحول لنشرة حزبية وأصررنا على العمل بطريقة مهنية تخدم سياسة الأحزاب التى ننتمى إليها، وأمام قلة الموارد، فالدولة كانت تدعم الصحف الحزبية بـ100 ألف جنيه سنويا قبل 2011 والوفد كان يرفض الحصول عليها لقدراته المالية لفترة زمنية والآن توقفت.
وتابعت: «وجهت حديثا للرئيس عبدالفتاح السيسى منذ عامين بأن يضع الصحف الحزبية فى اعتباره، لأن هناك تهديدا فعليا بتوقف الصحف وتواجهنا أزمة فى دفع الرواتب للعاملين ومن الضرورى التدخل «ميرضيش حد إن الجرايد دى تقفل»
وما هى الروشتة المناسبة لمواجهة ذلك؟
أمينة النقاش: نطالب بإلغاء ديون الصحف الحزبية كالصحف القومية وهى أقل بكثير مما على الأخرى وتخفيض نفقات متطلبات الطباعة وأؤكد أنه إذا توقفت «الأهالى» أو «الوفد» فهى تمثل كارثة، فهناك تجاهل مستمر للأحزاب رغم أنها وسيلة مهمة لمكافحة الإرهاب، وسيكون ذلك له تأثير سلبى بالخارج، فالدول فى الخارج ستتحدث عن إغلاق الصحافة الحزبية والتى تمثل عنصرا أساسيا من الحياة الحزبية ولا يمكن إنكارها أو تجاهل أوضاعها.
وماذا عن جريدة الأحرار؟
بشير العدل: الأحرار هى أول الصحف المعارضة فى تاريخ الصحافة المصرية، ومن أوائل الصحف الحزبية فى مصر، والتى انطلقت بانطلاق التجربة الحزبية والتى أطلقها الرئيس الراحل أنور السادات عام 1978، إلا أنها من أكثر المؤسسات التى تعرضت للظلم والاعتداء، ووقعت فريسة وضحية الصراعات والانشقاقات داخل الحزب، وأصبح حال الجريدة اليوم فى وضع صعب، فالطباعة أصبحت غير منتظمة، ولدينا مشكلة كبرى بسبب الانشقاقات داخل الحزب، والاعتراف برئيسه وتواصلنا مع مختلف الجهات المعنية بداية من لجنة شؤون الأحزاب وحتى نقابة الصحفيين لحل مشكلة الجريدة.
ويضيف بشير العدل: الصحفيون فى الأحرار لا يتقاضون رواتبهم منذ عام 2010، حتى تاريخنا هذا لذا فإنى أطالب وبشدة الدولة المصرية بالتدخل وضرورة العمل على إنقاذ الجريدة وإحيائها من جديد لعودتها إلى قارئها.
هل أزمة الصحف الحزبية تتمثل فى القائمين عليها لعدم مواكبة تغيرات العصر أم أسباب أخرى؟
الكاتب الصحفى إسلام عفيفى: الصحف الحزبية جزء من النظام السياسى، الذى يعمل بشقين وهو شق السلطة وشق المعارضة، والصحافة الحزبية واستمرارها ضرورة لا يمكن لأى نظام سياسى، أو دولة ذات مؤسسات ديمقراطية التخلى عنها، خاصة أن تلك الصحف تابعة لأحزاب تمارس السياسة فى إطار شرعى، لذا فلا أحد يختلف على أنها صحافة تقوم على أرضية وطنية صلبة، لذا فنحن فى حاجة ماسة وشديدة لتطوير أداء تلك الصحف، ومواجهة كل العقبات والمشكلات التى تواجه تلك الصحف منذ فترة ليست بالقصيرة.
ويضيف إسلام: الصحف فقدت ثقة الجمهور فى 2011 وكنا أكثر من دفع فاتورة التقلبات السياسية والاقتصادية التى وقعت خلال الفترة الزمنية الأخيرة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، وتسبب الأمر فى أن الشارع المصرى أصبح ينظر للصحفيين على أنهم آكلون على كل الموائد، فهى ليست فقط قلة إمكانيات، كما أن القراء بدأوا فى التراجع عن قراءة الصحف الورقية، واتجهوا أكثر للمواقع الإلكترونية لما تتميز به من سرعة فى تقديم الخبر والتغطية.
من أين تبدأ خطوات إنقاذ «الصحافة الحزبية»؟
أحمد عبدالهادى رئيس تحرير جريدة شباب مصر: المبادرة تنطلق من الدولة لمساندة الصحف الحزبية، فالأساس هو الإيمان بالتجربة الصحفية، فى السنوات السابقة كان هناك إيمان بالصحافة الحزبية والدولة كانت تطرح بدائل تتمثل فى إعلانات أو تمهيد أجواء للمطابع والصحف، على سبيل المثال، «الأحرار» كان يعطى لمطابعها وكالة طباعة عدد من الكتب، ولكن حاليا هناك حالة انسداد بين التجربة الحزبية والقنوات الرسمية للدولة، إضافة إلى عدم وجود عقلية استراتيجية جيدة بنقابة الصحفيين لإدارة أزمة «الصحافة الحزبية».
شريف سليمان رئيس تحرير جريدة مصر المستقبل: الصحافة الحزبية هى صحافة الميزان، لكن الأزمة أن النقابة والمجلس الأعلى يعتبران الصحف الحزبية لقيطة فلم يعقد أحد اجتماعا لبحث الأزمة، أما جريدة مصر المستقبل فلديها مشكلة أن كل الشروط التى وضعتها النقابة لاعتماد الصحيفة متوفرة، إلا أنها لم تعتمد بعد ولا يتم قبول العاملين بالجريدة بالنقابة، رغم أننا صحيفة «منتظمة الصدور» ولدينا 50 صحفيا، ونحن نحتاج لرابطة للصحف الحزبية.
أوجه سؤالى لـلكاتب «طارق التهامى» كيف ترى الحل المناسب لهذه المعادلة الصعبة؟
طارق التهامى نائب رئيس تحرير الوفد: مشاكل الصحف الحزبية متراكمة منها التغير فى الفكر الوجدانى للمالك، ولا ينكر أحد أن الصحافة الورقية بشكل عام تعانى معاناة شديدة وسيكون المستقبل كارثيا إذا لم تتدخل الدولة، على الدولة أن تتعامل مع الصحف الحزبية بشكل آخر من بينها تخصيص 10% من قيمة الإعلانات للصحف الحزبية، كما أن جميع الصحف الورقية عليها أن تتفهم أنها ستضطر خلال 5 سنوات لتوزيع الصحف بالمجان، كما يحدث بالخارج، فدول العالم بدأت منذ سنوات فى بيع الصحف بالمجان من بينها أمريكا وغيرها.
أحمد ناصر ممثل عن جريدة حزب الغد: أرى أن المشكلة تبدأ من الأحزاب نفسها وهو انعدام الحياة الحزبية، فنحن كجريدة نعمل فى الوقت الحالى على تسديد ديوننا، ولكن الحزب تمكن من حل مشكلته وأسس شركة مواقع إلكترونية تضم 28 موقعا، يعمل بها أكثر من 150 صحفيا حتى لا يتم الاستغناء عنهم، كما أن الحزب ممثلا فى موسى مصطفى موسى رئيس الحزب حريص على تسوية كل الديون للدولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة