"بعد أن دخلت الجامعة من الأبواب الخلفية كان لدى اجتماع مع عدد من الأساتذة، وبدأنا الاجتماع بالفعل وأنا فى مكتبى، ثم دخلت إلى غرفة مجاورة وكانت الساعة تدق الثانية والنصف ظهرا، وفوجئت برصاصة تخترق شباك مكتبى وموجهة على الكرسى الذى أجلس عليه، ولولا أن العناية الإلهية أخذتنى للغرفة المجاورة لتحضير أوراق بعينها لكنت فى تعداد الأموات الآن"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور جابر نصار رئيس جامعة القاهرة السابق يروى لــ"اليوم السابع" تفاصيل الرصاصة التى أصابت مكتبه أثناء اعتصام النهضة فى أغسطس 2013.
وعلق نصار قائلا:" كانت لحظات عصيبة ولا أدرى حتى الآن من هو الشخص الذى أطلق الرصاص، إذ كان الاعتصام مليئا بعناصر الإخوان، والرصاصة التى أطلقت لم تطلق بشكل عشوائى، بل كانت مصوبة بدقة شديدة على رأس الكرسى الذى أجلس عليه فى مكتبى كرئيسًا لجامعة القاهرة".
وأضاف "نصار": "كانت أوقات عصيبة للغاية، وكنا لا نستطيع أن ندخل الجامعة إلا من الأبواب الخلفية والبعيدة عن الاعتصام، فالأبواب الرئيسية ومنطقة بين السرايات كانت ضمن الاعتصام آنذاك، وهذا الاعتصام كان مسلحًا، وكانت هناك أسلحة بداخله يمتلكها الإخوان والدخول كان بصعوبة بالغة، كما أننى لم يكن لدى حراسة، وكنت أدخل مكتبى بمفردى وطبيعة، الأمر أن الجامعة كانت مستهدفة من الإخوان والأبواب كلها كانت محاطة بالاعتصام، وهذا الأمر كان يشكل خطرا كبيرا على كل العاملين بجامعة القاهرة".
وتابع "نصار" قائلًا : "كان يصعب على أى من العاملين من الجامعة الدخول من خلال باب جامعة تجارة أو الباب الرئيسى لجامعة القاهرة، إلا أننا كنا ندخل من خلال باب دار العلوم لأنه كان بعيدا عن الاعتصام، أما المكتب الذى أطلق عليه الرصاصة كان يطل على الاعتصام مباشرة.
ولفت رئيس جامعة القاهرة السابق إلى أن هناك العديد من الأسرار والكواليس التى سيكشفها تباعا، والتى جرت خلال فترة توليه منصب رئيس جامعة القاهرة، كما أن هناك وقائع تتعلق باعتصام النهضة، وما تلاه من فترات أخرى إذ تعتبر جامعة القاهرة واحدة من أهم مؤسسات الدولة، والتى تعد قيمة تاريخية وتمثل رمزًا حقيقيا لكل المصريين بل وللعالم كله.
وكان الدكتور جابر نصار قد كتب عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": "فى بداية عملى كرئيس لجامعة القاهرة فى 1 أغسطس 2013، كانت الجامعة محاطة باعتصام النهضة، وما تبعه من انفلات أمنى غير مسبوق، وذات يوم كنت أجلس فى الغرفة الجانبية لمكتب رئيس الجامعة، اخترقت رصاصة قناص شباك المكتب الرئيسى، وكانت مصوبة على رأس الجالس على المكتب بصورة دقيقة، ولكن قدر الله كان بى رحيما، إذ كنت أجلس فى المكتب الجانبى، واستمر العمل دون خوف أو تردد، إننا نؤمن أن الإنسان بين قدرين، قدر مكتوب عليه لا يُردّ إلا بالدعاء، وقدر ليس مكتوبا عليه فلن يصيبه أبدا، وذهبت الرصاصة والقناص وبقى الأثر للذكرى".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة