حلم الثراء السريع وراء انتشار ظاهرة التنقيب عن الآثار.. عصابات منظمة تستهدف تهريب كنوز الفراعنة للخارج.. وخبير أمنى: العقوبة لا تتناسب مع الجريمة.. ومسئول: الجيزة أكثر المحافظات تنقيبًا بسبب تاريخها

السبت، 16 سبتمبر 2017 05:00 ص
حلم الثراء السريع وراء انتشار ظاهرة التنقيب عن الآثار.. عصابات منظمة تستهدف تهريب كنوز الفراعنة للخارج.. وخبير أمنى: العقوبة لا تتناسب مع الجريمة.. ومسئول: الجيزة أكثر المحافظات تنقيبًا بسبب تاريخها تنقيب عن آثار - أهرامات الجيزة
كتب بهجت أبو ضيف – أحمد منصور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحولت محافظة الجيزة إلى مأوى لمافيا التنقيب عن الآثار والبحث عن الكنوز الفرعونية، إذ أصبحت عمليات البحث عن الآثار الوسيلة السهلة والطريق الأقصر لتحقيق حلم الثراء السريع.

 

عملية التنقيب عن الآثار تحولت من أشخاص يبحثون بعشوائية، إلى تشكيلات عصابية منظمة، تنفق ملايين الجنيهات لشراء العقارات القديمة بالأماكن القريبة من المناطق الأثرية، للبحث عن الثروات المدفونة أسفلها، وتعد محافظة الجيزة من أكثر المحافظات التى تشهد نشاطا لتلك العصابات، حيث شهد العام الحالى فقط ضبط عدد كبير من المنقبين عن الآثار، منهم مفتش آثار، و9 أشخاص آخرين أثناء تنقيبهم أسفل منزل بأكتوبر، وتبين أنهم أحدثوا حفرة عمقها 50 مترا، بالإضافة إلى القبض على 6 أشخاص آخرين ينقبون عن الآثار داخل عقار قديم بمنشأة القناطر.

 

واكتشف ضباط مباحث كرداسة تنقيب 5 أشخاص عن الآثار أثناء اقتحام منزل لضبط مالكه لصدور حكم قضائى ضده، حيث تم ضبطهم أثناء حفرهم وتنقيبهم عن الآثار، بالإضافة على ضبط 4 عمال أثناء تنقيبهم أيضا عن الآثار بالهرم، و7 أشخاص أثناء بمنطقة سقارة حفروا بئرا بعمق 6 أمتار ودعموه بمواد خرسانية لعدم انهياره.

 

اللواء رفعت عبد الحميد مساعد وزير الداخلية السابق والخبير الأمنى قال إن القانون رقم 117 لسنة 1983 ينص على السجن من 5 إلى 7 سنوات والغرامة من 5 آلاف جنيه إلى 7 آلاف جنيه، موضحًا أن العقوبة لا تتناسب مع طبيعة الجرم الخاص بالتنقيب عن الآثار، إذ أن هناك عصابات متخصصة فى التنقيب والبحث عن الآثار الفرعونية فى جميع المحافظات، وخاصة المحافظات ذات الطابع التاريخى، مثل الجيزة.

 

وأضاف "عبد الحميد" أنه نتيجة للربح الكبير الذى تحققه تجارة الآثار، دفع العديد من الأشخاص للتورط فى عمليات التنقيب المخالفة للقانون، طمعًا فى تكوين ثروات هائلة خلال فترة زمنية قصيرة، إذ أن الراغبين فى شراء القطع الأثرية المعثور عليها يعرضون مبالغ طائلة للحصول عليها وتهريبها للخارج.

 

وأشار إلى أن هناك تنسيقا بين قطاع مصلحة الأمن العام وشرطة السياحة والآثار ومديريات الأمن المختلفة، لرصد نشاط تلك العصابات، والقبض على أفرادها، وإحباط عمليات التنقيب، إذ نجحت القوات بالفعل فى ضبط العديد من أفراد التشكيلات العصابية خلال الآونة الأخيرة أثناء بحثهم عن الآثار، وخاصة داخل العقارات القريبة من المناطق الأثرية.

 

وطالب بتشديد الإجراءات الأمنية وتكثيف التحريات للتصدى لمافيا التنقيب عن الآثار، حيث أنهم يسرقون تاريخ مصر ويعملون على محوه، وطالب أيضا المواطنين بالإبلاغ عن أى شخص متورط فى التنقيب عن الآثار لاحباط مخططات تلك العصابات الإجرامية.

 

ومن جانبه ذكر مصدر أمنى بشرطة السياحة والآثار، أن محافطة الجيزة تحتوى على عدد من المناطق الأثرية، أهمها المنطقة الأثرية بالهرم، وآثار أبو صير وسقارة ودهشور، وآثار أبو رواش والواحات البحرية، وتشهد تلك المناطق إجراءات أمنية مشددة من جانب شرطة السياحة والآثار لمنع التسلل إليها والتصدى للأشخاص الطامعين فى التنقيب والبحث عن الكنوز الفرعونية.

 

وأضاف المصدر أن المنطقة الأثرية بالهرم تبلغ مساحتها ما يقرب من 18 كيلو متر مربع، محاطة بسور ضخم لمنع المتسللين إليها، بالإضافة إلى تعيين خدمات أمنية ثابتة ومتحركة لتأمينها من الداخل والخارج، بالتنسيق مع مديرية أمن الجيزة.

 

وأكد المصدر أن شرطة السياحة والآثار بالجيزة برئاسة العقيد وليد الشرقاوى تمكنت من إحباط العديد من محاولات التنقيب، بعدة مناطق متفرقة بمحافظة الجيزة، حيث أن عمليات التنقيب ليست مقتصرة على منطقة الهرم فقط، بل امتدت إلى أكتوبر وكرداسة ومنشأة القناطر.

 

فيما قال عادل عكاشة، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار القاهرة والجيزة، إن أعداد كبيرة من المواطنين مهووسين بالتنقيب عن الآثار، وهذا الأمر ليس مقتصرا على الجيزة فقط، بل يمتد إلى جميع المحافظات بمصر، فالساعين وراء الآثار يبحثون عن ضالتهم حالمين بالثراء الفاحش والسريع، مؤكدا أن هذا يعود لثقافة المجتمع.

 

وأوضح رئيس الإدارة المركزية لمنطقة آثار القاهرة والجيزة، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع": "لا أحد يستطيع أن يحدد ما إذا كانت هناك منطقة بعينها تحتوى على آثار فى باطن أرضها من عدمه، فهناك العديد من الإجراءات والفحص وإجراء الحفائر، لتحديد ما إذا كان هناك آثار أم لا".

 

ولفت إلى أن العديد من المواطنين يبحثون عن الآثار فى منطقة الجيزة، نظرا لوجود الأهرامات بها لأهمية المنطقة، بالإضافة إلى أن الجيزة منطقة غنية بالآثار المصرية، لذا يعتقد بعض الأشخاص أنهم إذا نقبوا عن الآثار تحت منازلهم سيجدون قطع أثرية ومقابر، مشيرا إلى أن قانون حماية الآثار نص على أن كل ما يوجد فى باطن الأرض فهو ملك للدولة.










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة