قالت صحيفة "واشنطن بوست" إن الولايات المتحدة تتجه لمنع استخدام برمجيات "كاسبرسكاى" الروية فى الوكالات الفيدرالية فى ظل مخاوف من تجسس موسكو وأن يكون للشركة علاقة بأنشطة التجسس التى تراعاها الدولة الروسية.
وقد أصدر وزير الأمن الداخلى بالوكالة إيلان دوك توجيهاً ملزماً يأمر الوكالات المدنية الفيدرالية بتحديد برمجيات كاسبرسكاى على شبكاتهم. وبعد 90 يوم، وما لم يصدر مرسوم آخر، يجب أن يقوموا بإزالة البرامج على أساس أن الشركة لها صلات بالحكومة الروسية وأن برامجها تمثل خطر أمنى.
ووفقاً للبيان الصادر عنها، فإن وزارة الأمن الداخلى قلقة بشأن العلاقات بين بعض مسئولى كاسبرسكاى والمخابرات الروسية ووكالات حكومية أخرى، ومتطلبات القانون الروسى التى تسمح لوكالات الاستخبارات الروسية طلب المساعدة من كاسبرسكاى أو إجباره عليها واعتراض الاتصالات عبر الشبكات الروسية.
ويأتى هذا القرار بعد أمر من الهيئة الفيدرالية للخدمات العامة، وهى الوكالة الفيدرالية المسئولة عن الشراء الحكومة، بإزالة للبرنامج الروسى من قائمة بائعيها التى تمت الموافقة عليهم..
وكانت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية قد قالت فى تقرير لها الشهر الماضى إنه فى ظل قلق واشنطن من تدخل روسيا فى شئونها، فإن شركة "كاسبرسكاى" الروسية لأمن الحاسبات أصبحت تواجه رد فعل عنيف من الولايات المتحدة، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ترى أن برامج الشركة المضادة للفيروسات تستخدم كشبكة استخبارات عالمية.
وأوضحت الصحيفة أن مسئولى الاستخبارات الأمريكية وأعضاء الكونجرس قد ركزوا على الشركة الروسية التى تخدم حوالى 400 مليون عميل حول العالم. ويزعم المنتقدون أن برامج الشركة يمكن أن تكون بمثابة جسر رقمى لقراصنة الكرملين الذين يسعون لاختراق أنظمة الكمبيوتر الأمريكية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه خلال مؤتمر "بلاك هات" للأمن الإلكترونى الذى عقد فى يوليو الماضى، شاركت فيه الشركة ولم يحضروه أى من المسئولين التنفيذيين ولكن فقط باحثين. وأستاء موظفوها عندما تم سؤالهم عن علاقة الشركة بالمخابرات الروسية. وعند سؤالهم على هامش المؤتمر، رفض العديد من مسئولى الاستخبارات الأمريكيين السابقين الذين عملوا على قضايا الأمن الإلكترونى القول ما إذا كانت الحكومة قد اكتشفت أى قنوات خلفية فى برمجيات الشركات الروسية. لكن أحد كبار المسئولين الاستخباراتيين السابقين أشار إلى أن الباحثين الأمنيين يبحثون عن تلك الثغرات منذ سنوات، وحتى الآن لم يتم اكتشاف نقاط ضعف كبيرة فى برامج سايبرسكاى. إلا أن إمبراطورية يوجين كاسبرسكاى الاقتصادية العالمية، التى حققت إجمالى إيرادات 664 مليون دولار العام الماضى، تمثل تهديد غير عادي لو ذهبت للأيدى الخاطئة.
ويقول مسئول الاستخبارات السابق، إن الأداة التى يبيعها هى فى جوهرها عملية استخباراتية عالمية، وتتركز المخاوف من وجود دور محتمل للشركة الروسية فى التجسس الإلكترونى للكرملين على علاقة الشركة التنفيذية بالاستخبارات الروسية. فمؤسس الشركة ورئيسها التنفيذى يوجين كاسبرسكاى، تعلم فى معهد كريبتوجرافى المدعوم من الكيه جى بى، خدم فى الاستخبارات العسكرية الروسية عقب تخرجه عام 1987. وبقال إنه يحضر جلسة "سونا" أسبوعيا تجمع عدد من مجتمع الاستخبارات الروسية. وقد وصف كاسبرسكاى هذه الجلسات بأنها اجتماعية بحتة. لكن بعض الروابط بهيئة الأمن الفيدرالى ومؤسسات أمية أخرى تابعة للكرملين تثير شكوك كبيرة فى دوائر الاستخبارات الأمريكية.
من ناحية أخرى، قال موقع "ذا دايلى بيست" الأمريكى إن المحققين الفيدراليين يعتقدون أن خوادم موقع فيس بوك تحتوى على ثروة من البيانات التى يمكن أن تسلط الضوء على السؤال الأساسى الذى يهيمن على السياسة الأمريكية فى عام 2017 وهو هل تواطأت حملة دونالد ترامب مع الحكومة الروسية.
إلا أن مسئولين بفيس بوك صرحوا للموقع بأنهم ليسوا فى مكانة تسمح لهم بمعرفة شيئا ما مثل حدوث تنسيق بين حملة ترامب وروسيا. ورفض عملاق السوشيال ميديا أن تقدم معلومات عن منشورات فيس بوك التى كانت بدعم من الحكومة الروسية، وكذلك بالنسبة للمجموعات والإعلانات المدفوعة للمستخدمين. وهذا يعنى أن مستخدمى فيس بوك ربما لن يعرفوا أبدا ما إذا كان تم استهدافهم بحملات دعاية أجنبية خلال الانتخابات الأمريكية أو ما إذا كانت تلك الحملات لا تزال قائمة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة