ا أحد ينكر اهتمام الإنسان واعتزازه بذاته فهو شعور رائع بالثبات والثقة بالنفس، لكن أن يعشق نفسه بصورة تفوق الوصف وأنه فوق فهم الجميع وفوق كل نقد ويتحول ذلك إلى شعور بالعظمة، وأنه شخص فريد من نوعه نادر الوجود والانشغال بخيالات النجاحات العظيمة، وأنه لا أحد يقدر وجوده فهو يرى فى نفسه أنه الأفضل والأجدر والخبير المتمكن بل والوحيد فى أمور الحياة ويكون حساس لأى إهانات أو شتائم، بل تجده كثير السخرية وكثيرا ما ينسب فكر الآخرين له دون حرج، فذلك إنسان مصاب بحالة مرضية نرجسية.
الأمر هنا يحتاج إلى وقفة جادة مع النفس ليدرك حالته فالكارثة أنه لا يدرك مدى ما هو فيه ولا يعلم لماذا ينفر منه الآخرين؟ كونه يرى أن تفكيرهم وسلوكياتهم لا ترتقى له، كما يتدنى لديه مشاعر التعاطف مع الآخرين ولا ينصت لهم عندما يكون هناك حوار مطروح للمناقشة كونه يغار منهم ما يجعله صعب التعاون معهم كونه لا يسامح ولا ينسى بسهوله.
يقول وين داير: "قيمة الذات تأتى من شىء واحد.. أن تعتقد أنك إنسان ذو قيمة".
وتتمركز النرجسية فى تضخم الأنا والغرور والتمركز حول الذات والإعجاب بها، فهى شخصية عنيدة لا تعترف بأخطائها وليست قادرة على العطاء فهى غير واثقة على الإطلاق بل تستمد ثقتها بنفسها من المحيطين بها، لكونها فى حاجة إلى المدح والإطراء، فالشخصية النرجسية بها قدر كبير من جنون العظمة، والشخص النرجسى يهتم بمظهره وبحضور ملفت للنظر بشكل كبير إذ يبدو جذابا وممتعا كونه بارع فى التلاعب بمشاعر الآخرين ويستغل ذلك لتحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية.
يقول فولتير: "حب الذات هو كرة منفوخة بالهواء، تخرج منها العواصف إذا ما ثقبناها".
ومن الأسباب المؤدية إلى اضطرابات الشخصية النرجسية منها العامل الوراثى والعوامل الاجتماعية والظروف والبيئة والبعد الثقافى، مع العلم أنه لا يمكن الوقوف بصورة كبيرة على أسباب محددة بعينها.
يقول كاكايا: "تولد السعادة من حب الغير، ويولد الشقاء من حب الذات".
لابد من إعادة تغيير الأفكار والرؤى والقناعات تجاه النفس المصابة بالنرجسية وكذلك السلوكيات السلبية والمعتقدات والعادات الخاطئة واستبدالها بأخرى ايجابية مثل نزع صفة الأنانية منه وغرس التعاون وإعادة تشكيل الشخصية وتغيير نمط الحياة ومعالجته مع الآخرين اللذين يعانون من نفس المشكلة مما يستوجب مساعدته بهدوء وصبر فى التعرف على المشكلات الخاصة به ومواجهتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة