تستعد وكالة ناسا لإنهاء مهمة كاسينى هذا الأسبوع، من خلال هبوط مخطط له للمسبار الفضائى داخل الكوكب، وهى المهمة التى يطلق عليها "الختام الكبير" Grand Finale للبعثة، لتنهى بذلك رحلة مدتها 13 عامًا، والتى بدأت فى 1997، والتى كانت واحدة من أكثر البعثات الفضائية طموحًا بالنسبة لوكالة ناسا.
وقد تم إجبار كاسينى عن عمد للدخول بين حلقات زحل على مدى الأشهر القليلة الماضية، فضلاً عن طيرانها بين حلقات زحل على ارتفاع منخفض وصل إلى 600 كم من سطح الكوكب، وهو ما سمح لوكالة ناسا جمع الكثير من البيانات عن التركيب الكيميائى لجو الكوكب.
وإضافة إلى رصد كوكب زحل فقد قدمت كاسينى للبشرية مع معلومات قيمة حول أقمارها - أبرزها تيتان وإنسيلادوس، حيث قيل إنهما يمتلكان محيطات شاسعة يمكنها أن تضم حياة غريبة، ومن المنتظر فى 15 سبتمبر الجارى، أن ترسل ناسا مركبة كاسينى لمحطتها النهائية لتتحطم على كوكب زحل، وذلك فى محاولة لتجنب أى تلوث محتمل ناتج عن القمر الصناعى.
وقالت "ليندا سبيكر"، وهى عالمة ضمن مشروع كاسينى خلال الشهر الماضى: "لقد كان هدفنا طويلاً فى استكشاف الكواكب لإرسال مسبار متخصص فى جو زحل، ونحن نضع الأساس للاستكشاف المستقبلى مع هذا الغزو الأول"، فيما يعتقد الخبراء حاليًا الغلاف الجوى العلوى لكوكب زحل يتكون من حوالى 75٪ الهيدروجين والباقى يتكون من الهليوم مع كميات ضئيلة من الغازات الأخرى.
وسوف تواصل كاسينى إرسال البيانات والصور مرة أخرى بينما هى تتحطم بكوكب زحل، فيما سيقوم فريق من المتخصصين ضمن وكالة ناسا بالعمل على تحليل البيانات لأسابيع وشهور وربما سنوات مقبلة.
مركبة كاسينى:
تم إطلاق مركبة الفضاء كاسينى فى 15 أكتوبر 1997 من مركز كينيدى للفضاء فى كيب كانافيرال، وقد بلغت التكلفة الكلية لإطلاقها فى ذلك الوقت حوالى 3,288 مليار دولار، وفى 1 أكتوبر 2000 قام كاسينى بتصوير المشترى على بعد 3 ,84 مليون كيلومتر، وقد وصلت المركبة فى ديسمبر 2004 إلى مجال كوكب زحل ، وقطعت حوالى ما يصل إلى 3.5 مليار كيلومتر حتى تصل لزحل.
اكتشافات "كاسينى"
اكتشفت مركبة كاسينى حوالى 7 أقمار تدور حول كوكب زحل، كما اكتشفت المركبة أيضا دليلاً على وجود محيط من المياه السائلة تحت سطح قمر زحل الجليدى إنسيلادوس، كما كشفت عن دليل على وجود محيط من المياه السائلة تحت سطح قمر زحل الجليدى إنسيلادوس، وهى لا تمتلئ بالماء وإنما بالهيدروكربونات.
نهاية كاسينى
ستستمر المركبة فى أخذ القياسات والتقاط الصور لإرسالها غلى الأرض، حتى ساعات فقط قبل الغوص النهائى فى 15 سبتمبر 2017، حيث ستغوص فى جو زحل الغازى السميك ومن المحتمل أن ينفجر بعد التصادم مع مادة حلقة جليدية عند سرعة (113،000 كم / ساعة)، فمع غوص كاسينى فى الغلاف الجوى لزحل سيبدأ بإرسال البيانات عن المكونات الكيميائية للكوكب، لينتهى الأمر بفقدان إشارة المركبة الفضائية، حيث إن الاحتكاك مع الغلاف الجوى قد سبب احتراق المركبة ويفقد أى اتصال معها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة