نورا عبد الفتاح تكتب: حتى يرحمنا الله

الإثنين، 11 سبتمبر 2017 10:00 م
نورا عبد الفتاح تكتب: حتى يرحمنا الله ورقة وقلم أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يمر الانسان بالعديد والعديد من المواقف التى تترك داخله انطباعات وأحاسيس تعلق بذهنه لفترات طويلة وقد تلازمه ما بقى من حياته، فتصبح سمة من سماته أو تعبيرا دائما على وجهه.
طالما وجدنا نقاشات واستقصاءات وجدالات حول أقسى وأصعب شعور يشعر به الإنسان، وتدور الإجابات ما بين الوحدة أو الفقد، الغدر أو الخيانة، الفشل أو الظلم، الإهانة أو الملل.
ولكن يظل أقوى وأقسى الأحاسيس على إطلاقها؛ إحساس من ظلم ولم يستطع الدفاع عن نفسه، لأن حجته لم تقنع الظالم، او لم ينل الفرصة للدفاع من الأساس.
إحساس من هرب من مكان كان فيه ولم يجد مأوى دونه فعاد إليه مرغمٱ مغلوبٱ.
إحساس من فقد القدرة على اتخاذ موقف، أقسم أنه لو تكرر لفعل كذا وكذا وتكرر ولم يفعل شيئٱ مضطرا وجبرا.
إحساس من طلب مالا وتم رفض طلبه، فعلم أن صاحب المال هو سيد كل المواقف.
إحساس من طلب أمرا من شخص فرفض ذلك الشخص، فأقسم الطالب ألا يطلب منه شيئا قط، وتدور الأيام وتضطره الظروف أن يجدد طلبه من الرافض فيجدد الرافض الرفض.
إنه القهر؛ الذى تجده دائما بصحبة الإذلال والإكراه، الإلزام والإهانة، الخسف والجور، تراه مع الظلم دائما، لم أرى مقهورا كان على باطل، دائما تجده على حق والباطل يزدريه ويحقر منه، ويضيق عليه، لا يترك له متنفسا ولا يتعامل معه بعدل أو بانصاف ولا حتى برحمة.
القهر أكثر المشاعر الانسانية قسوة على النفس وأكثرها تأثيرا وتغييرا فى داخل الشخص، فهو يستطيع أن يأخذ الإنسان من المرح إلى الكآبة ومن الشباب إلى الهرم ومن النجاح إلى الفشل ومن التمكن إلى العجز، من الاجتماعية إلى الانطوائية، ومن الإنسانية إلى الحيوانية.
يأخذه من الحال الطيب إلى الحال الخبيث بسرعة بالغة، تصعب معها العودة إلى الحال الأول، وقد تستحيل.
أتصور أن كل مخلوق على وجه الأرض وكذلك الحيوانات والحشرات ذاق القهر بدرجاته فى عدة مواقف من حياته، فهو ذراع لمشاعر عديدة ومتداخلة، منها الاحتقار والاضطرار، الغلبة والتسلط.
ولأن القهر دهسنا جميعنا ولعدد من المرات، غير فينا وبدلنا، ففرض علينا أن نكف القهر فيما بيننا ونسعى قدر ما بداخلنا من قسط وعدل، أن نمنع أنفسنا عن قهر من هم أضعف منا وأهش.
ونترك لغيرنا المساحة الكاملة والحق التام فى الاختيار والاحترام، ولنرحم بعضنا البعض، أن لم يكن من باب الإحسان المتبادل، فليكن من باب مصلحتنا فى أن يرحمنا الله فى المقابل.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة